تقرر أن يقوم رئيس الوزراء الأثيوبي " ميليس زيناوي " بزيارته المرتقبة إلي القاهرة خلال شهر سبتمبر القادم، وهي الزيارة الأولى له منذ ثورة 25 يناير، والتي كانت مقررة خلال يوليو الماضي غير أنها تأجلت علي أثر اندلاع المظاهرات والمليونيات التي شهدتها مصر علي مدي الأسابيع الماضية، والتي أطاحت بحكومة شرف " الأولي ". وسيلتقي زيناوي مع كبار المسئولين المصريين وعلي رأسهم المشير محمد حسين طنطاوي " رئيس المجلس الأعلي العسكري الحاكم " ورئيس الوزراء عصام شرف، ووزير الخارجية محمد كامل عمرو، إلي جانب عقد سلسلة لقاءات مع مفكرين ورجال الأعمال المهتمين بالعلاقات المصرية الأثيوبية. وعلمت " بوابة الأهرام " أن ملفات مياه النيل والوضع بالسودان والصومال وليبيا سوف تتصدر مباحثات القمة المصرية الأثيوبية، التي تشهدها القاهرة، فيما ينتظر أن تتمخض عن اتفاقات بين وجهتي نظر البلدين حيال هذه الموضوعات، وأهمية دعم الأمن والسلام والاستقرار بمنطقة القرن الإفريقي. وقالت مساعد وزير الخارجية المصري للشئون الإفريقية السفيرة مني عمر أن زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي تكتسب أهمية كبيرة سواء من حيث توقيتها أوالقضايا التي ستتناولها، فيما كشفت عن أنها ستشهد التدشين لمرحلة جديدة في العلقات بين البلدين وتوسيع المشاورات والتعاون في مختلف المجالات . ولفتت الدبلوماسية المصرية المسئولة في تصريحات خاصة إلي المناخ والروح الجديدة التي تسدود العلاقات بين القاهرةوأديس أبابا ، منذ الثورة المصرية التي أطاحت بنظام حكم مبارك، وما أبداه الأشقاء الأثيوبيون من ترحيب كبير بها وتقدير لها، وكذا استعدادهم لفتح صفحة جديدة بالعلاقات من شأنها أن تحقق مصالح البلدين، وتفضي إلي توسيع التعاون بمختلف المجالات. وكان وزير الخارجية محمد كامل عمرو قد التقي " الخميس الماضي " خلال زيارته أديس أبابا للمشاركة بالقمة التي دعا اليها الاتحاد الأفريقي لمناقشة تطورات الأوضاع في ليبيا بكل من رئيس الوزراء الإثيوبي مليس زيناوى، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي هايليمريم ديسالني ، على هامش مؤتمر الاتحاد الإفريقي لجمع التعهدات لدول منطقة القرن الإفريقي. وقالت المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية إن المباحثات تناولت تطورات العلاقات الثنائية بين البلدين منذ زيارة الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء إلى أديس أبابا في 13 مايو الماضي، وما شهدته من استعراض لتطورات الإعداد لعقد اللجنة الثلاثية الفنية بين مصر والسودان وإثيوبيا لتقييم آثار سد النهضة، وكذا بحث آفاق التعاون المستقبلي بين البلدين في مختلف المجالات بما في ذلك مجالات البنية التحتية والربط الكهربائي، والتعليم العالي وتبادل الخبرات بين المعاهد العلمية والفنية، وتشجيع الاستثمارات وتجنب الازدواج الضريبي، والاستفادة من الخبرات المصرية في المجالات العلمية والثقافية والزراعية في المناطق الجافة والري. وأوضحت المتحدث الرسمي أنه تم التأكيد، خلال الزيارة، على قيام رئيس الوزراء الإثيوبي بزيارة إلى القاهرة خلال شهر سبتمبر 2011 يسبقها عقد اللجنة المشتركة بين البلدين في إطار تعزيز العلاقات الثنائية من خلال وضع تصور للمشروعات والاستثمارات المتبادلة وسبل تفعيل الإطار التعاهدى بين الطرفين وبما يحقق تطلعات شعبي البلدين. ولفتت السفيرة منحة باخوم إلي أن الطرفين تبادلا وجهات النظر حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وفى مقدمتها الشأن الصومالي، وتطورات الأوضاع في السودان، حيث اتفق الطرفان على أن الأزمة الإنسانية الراهنة في الصومال تؤثر على أعداد كبيرة من الصوماليين، وأن الأمر يتطلب تحركاً عاجلاً لمواجهة تداعيات الجفاف وإيصال المساعدات الغذائية والإنسانية للمتضررين، كما تعهد الجانبان بمواصلة التشاور بهدف تقريب وجهات النظر حول القضايا العالقة بين السودان وجنوب السودان، واتفقا كذلك على مواصلة التشاور السياسي بهدف تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.