غاب الحزن عن الجميع في قاعة رشاد الشوا بمدينة غزة، وعمَّ الفرح، لكن هذه المرة ببعض من نكهة الجراح التي رسمت بدقة متناهية على وجوه العرسان وأجسادهم.. سبعة وستون عريسًا زفّوا في عرس جماعي لجرحى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، مع بعض الزغاريد الفلسطينية، في حفل مزين بلمسات التراثية. الحفل بدأ -كما ذكرت وكالة معا الفلسطينية- بزفة العريس التي طافت شوارع غزة وسط الأغاني والطبول والتصفيق من قبل المواطنين، ويؤكد أدهم البعلوجي رئيس جمعية التيسير للزواج والتنمية، وهي الجمعية القائمة على هذا العرس الحامل لاسم "رغم الجراح سنواصل الأفراح"، على حرص الجمعية على مبدأ العدالة في الاختيار، مضيفا أن الجرحى سواسية في المعاناة والألم وفرصهم لتبديد معاناتهم واحدة ومتساوية في المشروع دون محاباة. وقال إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة وسط حضور العديد من الشخصيات المهمة، إن "هؤلاء الجرحى عنوان للصمود ويقدمون للعالم في هذه اللحظة صورة بمعنيين، الأولى هي طبيعة ووحشية الجيش الإسرائيلي التي استخدمها ضد الشعب الفلسطيني قبل وخلالها وبعد الحرب، والثانية هي صورة الصمود والثبات والتضحية والعطاء والقدرة على الحياة، رغم بوارج اليهود ودباباتهم وطائراتهم وفسفورهم الأبيض.. ويتابع هنية وسط الحضور الحافل أن هذا الحفل يعكس معنويات الشعب الفلسطيني العالية". أما اختيار العروس فقد قامت به جمعية التيسير بترشيح الفتيات اللاتي ارتضين العيش والارتباط بالجرحى بكامل رغبتهن خاصة للجرحى الذين لم يكونوا ارتبطوا بالخطوبة، وذلك من خلال وحدة التوفيق في الجمعية، التي أخذت على عاتقها هذه المهمة الإنسانية.