قال الناقد المسرحي جرجس شكري إن المؤسسة الثقافية الرسمية في عهد مبارك كانت على يقين بخطورة فن المسرح ولذلك قامت بتحييده . وعندما قامت الثورة كان الميدان بمثابة المسرح الذى كنا نبحث عنه منذ أكثر من أربعين عاما وعلينا أن نحافظ على بقاء المسرح في الشارع لنضمن تحرره من قبضة السلطة . جاء ذلك خلال مشاركة شكري أمس في الندوة التي اقيمت بمعرض فيصل للكتاب حول المسرح وشارك فيها المخرجة عبير علي والكاتبة رشا عبد المنعم والممثل ماهر سليم من مسرح الطليعة و من جهته أكد ماهر سليم أن الفن يجب أن يعبر عن هموم وآلام الناس وتحدث عن المعاناة التي وجدها العاملون بمسرح الطليعة بميدان العتبة بعد ثورة 25 يناير وقال " امتلأ الميدان بمشكلات الباعة الجائلين وكان أمامنا اختياران إما أن نترك المسرح أو نقف بالسلاح ندافع عن المسرح ، ولكن وجدنا حلا آخر عملنا فى ساحة المسرح بإقامة حفلات شعبية بالمجان ، وجدت اقبالا من البائعين أنفسهم " وأشار سليم إلى أن الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة وافق على إقامة عروض مسرحية بالمجان في الميدان لان هذا سيشجع الأسر على الذهاب للمسرح بصفة دائمة " وقالت رشا عبد المنعم : المسرح لديه قدرة غير عادية على جذب المشاهد من عالمه ، وبالتالى يشكل فى وعى الناس بالخيال والقيم وهذا ما جعل الحكومة السابقة تعزل المسرح عن الجمهور ومنعت مسرح الشارع وقلصت دور مسرح الدولة ، والمسرح كأداة اجتماعية ونوع من أنواع الفنون يعد أهم فن يساعد الإنسان فى إدراكه لمشاكله ويساعده على حلها ، وقالت : إن المسارح السيئة شأنها شأن المدارس ودور العبادة السيئة . والمسرح هو الذى ينزل للشارع ويشتبك مع الجمهور بشكل حقيقي واعتقد أن هذا ضرورى فى هذه الفترة ويجب أن يكون المسرح مرتبطا بفكرة الوعى ، وأضافت رشا :اكتشفنا أثناء الثورة أن المسرح يسكن بداخل الشعب المصرى فكانوا يعبرون عن آرائهم السياسية بطريقة درامية ومسرحية واللافتات التى كانوا يعلقونها كل أحداث الميدان كانت أداءً مسرحيا ، وبعد الثورة بدأ يظهر مسرح الشارع مثل مهرجان الفن ميدان فى السبت الأول من كل شهر فى ميدان عابدين ،وأكدت رشا أن هذا هو الوقت المناسب لتشكيل وعى الناس وليس تجسيد ما كان يحدث فى التحرير . وعبرت المخرجة عبير على عن سعادتها بحجم الحضور في معرض الكتاب وقالت " من ثمار الثورة أن نرى الفعاليات الثقافية تقام في مناطق شعبية مما يتيح للناس أن تذهب إليها، وعن المسرح قالت : فن المسرح من أخطر الفنون لأنه اللقاء المباشر بين المبدع والمتلقى ومسرح الشارع اكتسبنا حقه بعد الثورة ولم يعد هناك تصاريح أمنية كثيرة وسيظل متواجدا بتواجد جمهوره."