فى عمر الشعوب أيام لا تنسى. وتظل محفورة فى الذاكرة لعقود طويلة، لأنها مرتبطة بأحداث فاصلة تهم الأمم والشعوب. ومن هذه الأحداث يوم العبور العظيم عام 1973. ففى العاشر من رمضان حقق المصريون معجزات لا يزال يقف العالم أمامها مشدوها ومتمعنا فى معنى ومغزى النصر، الذى قام به رجال القوات المسلحة. النصر الذى تكاتفت حوله جميع السواعد للوصول إليه. وقد كانت عملية تدمير الساتر الترابى من أروع البطولات التى ظهرت فى هذه المعركة. لذلك التقت "بوابة الأهرام" اللواء أركان حرب باقي زكي يوسف، صاحب فكرة فتح ثغرات فى هذا الساتر الذى أقامه العدو الإسرائيلى من أجل فصل سيناء عن مصر. وتطرق الحوار إلى نقاط كثيرة من أجل معرفة الأسرار والخلفيات التى وقفت وراء هذا العمل، الذى كان نقطة البداية الحقيقية لما تلاه من بطولات مصرية. * من أين جاءت فكرة التخلص من الساتر الترابى؟ - فى إبريل 1964، انتدبت للعمل فى السد العالى من القوات المسلحة. والأعمال هناك كانت كلها تتم بنظام معين، وبتكنولوجيا معينة. السد العالى كان عبارة عن رمل وزلط وحجر. وفى 5 يونيو 1967 حدثت النكسة، فقررت القوات المسلحة آنذاك إنهاء عمل كل الضباط المنتدبين فى الخارج فى كافة المؤسسات الحكومية. وعدت مرة أخرى للقوات المسلحة. وتم تعيينى رئيس مركبات فى أحد التشكيلات التى كانت موجودة غرب قناة السويس. وبطبيعة عملى كنت أمر على صف عربات الوحدة التابعة للتشكيل الذى أترأسه. وفى هذا الوقت كان الجيش الاسرائيلى لا يزال فى مرحلة بناء الساتر الترابى الذى كان جزءا حصينا من خط بارليف الدفاعى، والذى كان عبارة عن كثبان رملية طبيعية، وكثبان رملية نتيجة حفر القناة على الشاطىء الشرقى للقناة، العدو قام بتعلية هذه السواتر الترابية بتشكيلاتها القديمة والحديثة وأوصله الى ارتفاعات تصل إلى 12 أو20 مترا ارتفاع وبعرض 8 الى 12 مترا من السويس إلى بورسعيد.