هدوء وارتياح وتفاؤل في شرم الشيخ بعد ترحيل مبارك منها

لم يكن أحد متيقنا من أنه سيتم ترحيل الرئيس السابق حسنى مبارك من شرم الشيخ لمحاكمته بالقاهرة، ولكن بعد أن تم ترحيله وشاهده المصريون على الهواء، وهو يحضر أولى جلسات المحاكمة سادت حالة من الهدوء والارتياح مدينة شرم الشيخ السياحية التى قبع بها مبارك زهاء الستة أشهر، وشهدت مظاهرات ومواجهات حتى مساء أمس.
ويؤكد مصطفى زغلول، مدير إحدى شركات السياحة، أن رحيل مبارك عن شرم الشيخ سيكون له تأثير إيجابى على حركة السياحة فى المدينة، حيث إنه ملمح من ملامح الاستقرار، ومتوقع أن تزيد نسبة الإقبال على المدينة من قبل السائحين، مشددا فى الوقت ذاته على ضرورة استقرار الأوضاع فى البلاد وعودة الهدوء والأمن لكل ربوع مصر وليس فقط شرم الشيخ.
وأوضح زغلول أن الأكثر إيجابية من ترحيل مبارك من شرم الشيخ هو أنه يحاكم محاكمة طبيعية عادلة، وهو ما يعد إرساءً لقواعد الديمقراطية والعدالة وسيادة القانون وهو ما يحسن الصورة الذهنية لمصر لدى الأجانب بشكل عام.
وأشار إلى أنه فى غضون الأسبوعين المقبلين ستصدر البروشورات السياحية لمختلف الوكلاء السياحيين والتى سيتحدد على إثرها خريطة الحركة السياحية الوافدة إلى مصر فى الموسم السياحى الستوى الذى يبدأ بحلول أكتوبر المقبل.
ويقول وائل مبارك، صاحب شركة استثمار سياحى وعقارى فى شرم الشيخ، إن وجود مبارك نفسه فى شرم الشيخ لم يكن يؤثر كثيرا على السياحة فى المدينة، ولكن الخوف كله كان من المظاهرات التى كانت تندلع بين آن وآخر فى المدينة بسبب وجوده على أرضها، والخوف أكثر من دعوات الزحف إلى شرم الشيخ سواء للقيام بمليونيات لمحاكمته شعبيا أو التأكد من وجوده فى المدينة، مشيرا إلى الارتياح النفسى الذى يشعر به العاملون فى مختلف الأنشطة السياحية فى شرم الشيخ والذين يعتقدون أنه كان السبب فى قلة عدد السياح، وبالتالى الركود الذى تشهده المدينة.
وتوقع مبارك أن تسترد مدينة السلام سمعتها كوجهة سياحية جميلة وآمنة بما يزيد بلا شك من رغبة شركات السياحة فى تنظيم رحلات إلى شرم الشيخ الذين كانوا يخشون من إرسال مجموعات كبيرة من السائحين، لأنه فى حالة حدوث أى مكروه للسائح تتكبد الشركات السياحية مبالغ طائلة نظير التأمين.
ويرى مجدى عبد الفتاح، صاحب بازارات فى شرم الشيخ، أن السياحة ستبدأ فى الانتعاش مرة أخرى فى شرم الشيخ ولكن بعد فترة من رحيل مبارك، مشيرا إلى أن وجوده فى المدينة كان يتسبب فى حالة إرباك لكل شئ، نظرا للمظاهرات المطالبة برحيله ومحاكمته، أو بسبب الحراسة المشددة على كل الأماكن فى شرم الشيخ، مما كان يسبب إزعاجا للسائحين الذين يحبون أن يتصرفوا على حريتهم فى كل وقت من إجازاتهم.
ودلل عبد الفتاح على كلامه بارتفاع نسب الإشغالات فى الغردقة عنها فى شرم الشيخ، وحتى الإشغالات والتى تبلغ حوالى 65% فى شرم الشيخ هى نتيجة للسياحة الداخلية ورغبة المصريين فى استغلال انخفاض أسعار الفنادق فى المدينة، وهو ما يشعر به من ركود فى حركة البيع والشراء فى المدينة، حيث إن المصريين لا يقبلون على الشراء من الأماكن السياحية.
وأبدى هانى وديع، مستثمر سياحى فى شرم الشيخ، تخوفه من إعادة مبارك مرة أخرى إلى شرم الشيخ برغم علمه بقرار المستشار أحمد رفعت ببقاء مبارك فى المركز الطبى العالمى حتى موعد المحاكمة القادمة، مشيرا إلى أنها أكثر المدن أمانا بالنسبة للرئيس السابق.