مدينة «الرئيس».. لقب طالما حملته مدينة شرم الشيخ، التى ارتبطت لعقود باسم الرئيس السابق حسنى مبارك، حيث يعقد بها أغلب لقاءاته الدولية والمهمة، وجميع المؤتمرات التى يمكن وصفها بمؤتمرات القمة، مما جعلها واحدة من أشهر المدن السياحية فى العالم بصفة عامة، والأشهر فيما يعرف ب«سياحة المؤتمرات». شرم الشيخ التى شهدت عصراً من الرخاء والازدهار، بدت وكأنها فقدت الكثير من رونقها عقب ثورة 25 يناير، وتغير المشهد، فباتت صور المتظاهرين هى المتصدرة بدلاً من صور الرؤساء ووفود الدول، وبات اسم المدينة يرد فى نشرات الأخبار مرافقاً لأخبار المظاهرات، بعد أن ظل لعقود مرتبطاً بأخبار المؤتمرات والأحداث السياسية المهمة. ضاق الحال بالمدينة وبالعاملين فيها بعد عدة شهور من انخفاض الإشغالات السياحية بسبب أحداث يناير، لا لشىء إلا لارتباط السياحة بالأمان، فيرى البعض ضرورة ترحيل مبارك من المدينة، بما يزيل سبب المظاهرات، وينعكس بالأمن والهدوء على المدينة فيزيد عدد السائحين، وهناك من يرى أن وجود الرئيس السابق لا يؤثر على المدينة، ويمكن أن يتم تحويل وجوده إلى شىء إيجابى، ونقول للعالم إن ثورة مصر ثورة بيضاء، وليست دموية، فيأتى السياح لمشاهدة أكبر حاكم عربى لأكبر بلد فى الشرق الأوسط فى محبسه، ورغم ما شهده عهده من فساد فإنه يحظى بمعاملة إنسانية، مراعاة لمرضه وكبر سنه. أمام مستشفى شرم الشيخ الدولى، وقف رجل فى السادسة والستين من عمره، يبكى رافعاً لافتة كتب عليها «لا تفعلوا به كما فعلوا فى صدام حسين فى عيد الأضحى»، إنه مصطفى محمد عثمان، عامل بمجال السيراميك، كان يقف بمفرده فى مواجهة المظاهرات التى تطالب برحيل مبارك ومحاكمته وإعدامه، وقال ل«المصرى اليوم»: «رغم أنى عامل باليومية، وتم ترحيلى من شرم الشيخ بسبب مبارك 5 مرات، لكننى لا أرضى لمبارك البهدلة والإهانة، احتراماً لسنه وشيخوخته ومرضه»، ولا يتردد عثمان فى إعلان رفضه للمظاهرات المطالبة برحيل مبارك، فيقول: «مش ده اللى كنا نستناه من ثورة الشباب». باسم جرجس، أحد المتطوعين لتصوير التظاهرات ضد مبارك منذ بدء التحقيقات معه ومع نجليه علاء وجمال، منذ شهرين، يقول إنه تطوع باستخدام كاميرا الفيديو الخاصة بعمله فى مجال التصوير، لتصوير جميع المظاهرات ونقلها على مواقع الإنترنت ليشاهدها الشباب المصرى وتنقلها وسائل الإعلام. فى صفوف المتظاهرين وقف هيثم أيمن، شاب لم تمنعه إعاقته من الحضور للمشاركة فى جميع التظاهرات رغم عمله الشاق فى أحد الفنادق التى تبعد عن المستشفى نحو 40 كيلومتراً، ويقول إنه كان فى البداية متعاطفاً مع الرئيس السابق، لكنه خرج للتظاهر ضده عندما اكتشف حجم الفساد الذى شهده عصره.