هوت مؤشرات البورصة المصرية الرئيسية والثانوية خلال تعاملات الأسبوع الماضي متأثرة بتداعيات أزمة قضية' أوراسكوم للإنشاء' بعد منع رئيسها من السفر علي خلفية اتهام الشركة بالتهرب من دفع14 مليار جنيه ضرائب في صفقة بيع' أوراسكوم بيلدنج' إلي' لافارج الفرنسية', فضلا عن توتر الأوضاع الأمنية والسياسية في عدة محافظات, مما أفقدها مكاسبها المحققة منذ بداية العام. وتراجع مؤشر' إي جي إكس30', الذي يقيس أداء أنشط ثلاثين شركة, بمقدار2.3% ليهوي إلي ما دون ال5400 نقطة من مستوي5489.46 نقطة مغلقا عند5365.6 نقطة. وانخفض مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة' إي جي إكس70', بمقدار3% ليصل إلي456.9 نقطة مقابل471.2 نقطة. وخسر المؤشر الأوسع نطاقا' إي جي إكس100' ما يزيد علي25 نقطة تعادل3.2% ليغلق عند771.29 نقطة مقابل796.5 نقطة. وخسر رأس المال السوقي للأسهم المقيدة خلال الأسبوع نحو7 مليارات جنيه ليصل إلي367.22 مليار جنيه مقابل374.2 مليار جنيه. وعزا وسطاء في السوق لالأهرام الاقتصادي تراجعات البورصة بسبب ضبابية المشهد علي الصعيدين السياسي والاقتصادي فضلا عن مخاوف المستثمرين من تداعيات قضية' أوراسكوم' وترقب مصير مقترحات الحكومة بشأن فرض ضرائب جديدة علي توزيعات الأرباح النقدية إضافة إلي رسوم الدمغة علي التعاملات. كان النائب العام قد أصدر قرارا بمنع ناصف وأنسي ساويرس من السفر ووضعهما علي قوائم ترقب الوصول, لأسباب أرجعتها مصادر قضائية إلي بلاغ من وزارة المالية ضدهما بالتهرب الضريبي, وسداد مستحقات الدولة في صفقة بيع إحدي شركات أوراسكوم للإنشاءات والصناعة لصالح فرنسيين. واعتبرت الحكومة المصرية تنفيذ الشركة للصفقة دون سداد الضرائب عليها بمثابة تهرب ضريبي, بدأت علي إثره مفاوضات بين أوراسكوم للإنشاء ومصلحة الضرائب للحصول علي14 مليار جنيه, أي2.07 مليار دولار, مستحقات ضريبية حسب تقديرات حكومية, نظير مكاسب حققتها أوراسكوم بلغت68 مليار جنيه, أي9.8 مليار دولار. يقول محسن عادل, نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار, ان البورصة المصرية لاتزال تبحث عن موضع قدم في ظل الاحداث الاقتصادية والسياسية المضطربة التي تشهدها البلاد منذ فترة طويلة, مشيرا إلي أن قرار النائب العام بخصوص مسئولي شركة' اوراسكوم للانشاء' بالاضافة الي توتر الاوضاع الامنية في عدد من المحافظات كبد البورصة خسائر اقتربت من ال7 مليارات جنيه. أشار إلي أن النصف الثاني من الأسبوع شهد حركات تصحيحة بعد ان فقدت البورصة اكثر من12 مليار جنيه في جلستين, لافتا إلي حدوث نشاط انتقائي علي بعض الاسهم القيادية مما دعم نسبيا استقرار السوق وسط ارتداد تصحيحي للأسهم نحو الارتفاع بعد جلسات من الهبوط العنيف أفقدت الأسهم نسبا كبيرة من قيمتها. وطالب عادل بضرورة حسم النزاع الضريبي بين' أوراسكوم للانشاء' ووزارة المالية بصورة تحقق الاسس القانونية للعلاقة الضريبية وبما يضمن حق الدولة ومصالح حملة الاسهم مشيرا الي ان اطالة هذه المشكلة يقودنا الي تداعيات جديدة غير متوقعة, كما شدد علي ضرورة حسم الوضع في الشارع السياسي لانقاذ الاوضاع الاقتصادية. لفت نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار إلي أن الارتفاع النسبي في قيم التداولات بدعم من مشتريات انتقائية خاصة علي الاسهم القيادية امتص جانبا من الضغوط البيعية القوية التي شهدتها البورصة في مطلع التداولات الاسبوعية, لافتا إلي ان السوق يشهد علي المدي القصير ارتدادة تصحيحية سريعة بالأسهم القيادية لتعويض جانب من خسائر المتعاملين مع التشبع البيعي, ووصول الاسهم لمستويات دعم رئيسية. وتوقع عادل استمرار أداء مؤشرات البورصة في اتجاهها العرضي مع استمرار الترقب للأوضاع السياسية وانتظار مصير مقترحات الحكومة بشأن فرض ضرائب جديدة علي توزيعات الأرباح النقدية للشركات بالبورصة وفرض رسوم دمغة علي التعاملات وترقب جولة المفاوضات الجديدة ما بين اوراسكوم للانشاء ومصلحة الضرائب بالاضافة الي ترقب تداعيات الحكم في مذبحة بورسعيد وتطورات عملية الانتخابات النيابية. من جانبه, قال إيهاب سعيد, عضو مجلس إدارة شركة' أصول' للوساطة في الأوراق المالية, ان مؤشر الثلاثين الكبار واصل تراجعه الحاد خلال تعاملات الأسبوع الماضي في ظل توارد العديد من الأنباء السلبية مما دفعه إلي الفشل في مواصلة تماسكه أعلي مستوي الدعم السابق قرب ال5500 نقطة. أضاف ان السوق واصل تراجعه في اتجاه ادني مستوي سعري له منذ منتصف ديسمبر الماضي عند ال5240 نقطة تأثرا بالضغوط البيعية القوية التي تعرضت لها غالبية الاسهم القيادية في اعقاب الاعلان عن منع افراد من عائلة' ساويرس' من السفر. أشار سعيد إلي أن قيم واحجام التعاملات شهدت تحسنا نسبيا حيث ارتفعت القيم لتتراوح بين ال230-470 مليون جنيه بمتوسط تعاملات يومية بلغ350 مليون جنيه, لافتا إلي أن المستثمرين الأجانب واصلوا سلوكهم في البيع في أغلب جلسات الأسبوع, فيما تحول المستثمرون العرب نحو الشراء, بينما تباينت تعاملات المصريين وان مالت في معظمها نحو الشراء. وتوقع عضو مجلس إدارة شركة' أصول' للوساطة في الأوراق المالية ان يركز مؤشر الثلاثين الكبار خلال تعاملات الأسبوع الجاري علي مستوي الدعم قرب ال5250 نقطة, مشيرا إلي ان نجاحه في البقاء اعلاه قد يدفعه لتجربة مستوي الدعم السابق الذي تحول الآن إلي مستوي مقاومة عند ال5500 نقطة الذي قد يعوقه علي مواصلة الارتداد. فيما توقع ان يركز مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة علي مستوي الدعم قرب ال450 نقطة الذي أن نجح في البقاء اعلاه فقد يعيد تجربة مستوي الدعم السابق الذي تحول الان الي مستوي مقاومة عند ال470 نقطة والذي قد يعوقه ايضا علي مواصلة ارتداده. وعلي صعيد الأسهم القيادية, فقد تراجع سهم' أوراسكوم للإنشاء والصناعة', صاحب اكبر وزن نسبي في المؤشر, بمقدار3.6% من258.89 جنيه إلي249.58 جنيه, بعد التداول علي681.9 الف سهم بقيمة170.2 مليون جنيه, خفض بنك جولدمان ساكس السعر المستهدف للسهم من مستوي412 جنيها إلي309 جنيهات, كما خفض توصيته من الشراء إلي الحياد. وارتفعت أسهم' أوراسكوم تيليكوم' بمقدار2.6% من4.19 جنيه إلي4.3 جنيه بعد التداول علي أكثر من119 مليون سهم بقيمة تجاوزت28 مليون جنيه, وقالت الشركة يوم الخميس الماضي انها ليست طرفا في اي محادثات بين الحكومة الجزائرية وشركة' فيمبلكوم' لحل أزمة' جيزي'. يأتي ذلك في الوقت الذي قررت فيه إدارة البورصة إلغاء8 عمليات علي أسهم الشركة, كما قررت استمرار ايقاف التعامل علي اسهم الشركة لحين ورود مزيد من التفاصيل حول أزمة جيزي. وكشفت مؤشرات نتائج أعمال شركة' أوراسكوم' المجمعة خلال عام2012, عن تحقيق صافي خسارة يبلغ205.760 مليون دولار مقارنة بصافي ربح يبلغ660.354 مليون دولار خلال2011. وقالت الشركة إن إيراداتها تراجعت من3.635 مليار دولار إلي3.626 مليار دولار بنقص قدره0.2%, فيما زاد عدد المشتركين بمقدار8.7% من78.105 مليون مشترك إلي84.924 مليون مشترك. فيما حققت الشركة صافي خسارة في الربع الرابع من2012 بلغت468.896 مليون دولار مقارنة بخسارة تبلغ123.468 مليون دولار في الربع الرابع من2011. وتصدر الأسهم المرتفعة سهم' أوراسكوم للاتصالات والإعلام' بارتفاع قدره15.9% من63 قرشا إلي73 قرشا بعد التداول علي أكثر من242 مليون سهم بقيمة تجاوزت171.6 مليون جنيه, متصدرا قائمة الأنشط من حيث أحجام التداول, وأعلنت الشركة منتصف الأسبوع الماضي عن تمديدها لعقد إدارة شبكة الاتصالات اللبنانية' ألفا' مع جمهورية لبنان حتي30 يونيو, علي ان تبقي شروط العقد كالمنصوص عليها في عقد التمديد السابق. جاء في المرتبة الثانية سهم' بيراميزا' بارتفاع7.8% من19 جنيها إلي20.48 جنيه, يأتي ذلك بعد ان أعلنت الشركة عن توصية بتوزيع ارباح علي المساهمين بواقع129.6 مليون جنيه بما يعادل6 جنيهات للسهم الواحد. جاء علي رأس الأسهم المتراجعة سهم شركة' أطلس لاستصلاح الاراضي' بانخفاض22.17% من25.49 جنيه إلي19.84 جنيه, ثم سهم' شمال إفريقيا' بانخفاض16.9% إلي4.52 جنيه, تبعهما سهم' مرسي علم' بانخفاض15.9% إلي4.02 جنيه. واحتل سهم البنك' التجاري الدولي- مصر' قائمة الأنشط من حيث قيم التداول, بعد ان تجاوزت ال188.3 مليون جنيه بتداول5.9 مليون سهم, وأغلق السهم علي انخفاض قدره4.09% عند مستوي32.56 جنيه مقابل33.95 جنيه, وخفض بنك الاستثمار' الوطني كابيتال' القيمة العادلة لسهم البنك إلي32.3 جنيه للسهم, وأبقي علي توصيته السابقة بالاحتفاظ بالسهم, فيما أبقت المجموعة المالية هيرمس علي السعر العادل عند44.9 جنيه, وكررت توصيتها بالشراء في السهم.*