في كلمته في ختام أعمال المنتدي الاقتصادي المصري الالماني الاربعاء الماضي وجه الرئيس محمد مرسي عددا من الرسائل المهمة لطمأنة المستثمرين الالمان, وكذلك شركات السياحة ومنظمي الرحلات. --------------------------- أكد مرسي أهمية صناعة السياحة لمصر باعتبارها الي جانب أبعادها الاقتصادية وسيلة أيضا للتواصل بين الشعوب والحضارات والثقافات وقال إن مصر ملتزمة بتوفير الامن والامان لضيوفها, ويجري حاليا تأمين المناطق والمزارات السياحية بأساليب علمية مبتكرة. واضاف: إنني وجهت الحكومة لاتخاذ عدد من الاجراءات لدعم السياحة وتتضمن استمرار دعم برامج رحلات الطيران العارض الشارتر والتنسيق علي الجانب الالماني لوضع برامج وخطط سياحية جديدة لجذب المزيد من السائحين الالماني أصدرت توجيهات لوزير الطيران المدني لدعم الطيران الداخلي بين المزارات السياحية. واكد الرئيس مرسي فيما يتعلق بعملية التحول الديمقراطي في مصر أن الشعب المصري كله هو الذي صنع ثورة25 يناير وكان الجميع ينادون بأهداف واحدة للثورة لم يكن هناك خلاف عليها ولكن طبيعة الامور أنه بعد نجاح المرحلة الاولي للثورة أصبح هناك تنوع واختلاف في الرؤي ويجب أن تتعامل معه لانجاح الثورة وتحقيق اهدافها. واكد أن الاختلاف في الرأي والتنوع يجب أن يظل في اطاره السلمي وان يكون تكامليا وليس تفاضليا وهذا أمر صعب, وهذا هو التحدي الكبير الذي نواجهه. واضاف: إنكم تتابعون بعد عملية التحمل الديمقراطية في مصر, مصرأصبحت الآن دولة مدنية ديمقراطية لأول مرة في تاريخها ورئيس مصر الحالي أول رئيس مدني منتخب من خلال انتخابات شفافة, ونزيهة شهد لها العالم كله. وأضاف مصر الآن دولة مدنية فيها حرية وتنوع اقتصادي ومجتمعي وحضاري.. ليست دولة عسكرية او ثيوقراطية, دولة تقوم علي القانون والمواطنة وتداول السلطة والدستور والبعد الاجتماعي لدولة حديثة مدنية تحقق العدالة للمواطنين والمساواة امام القانون بغض النظر عن انتمائهم الديني او السياسي. وقال الرئيس مرسي: إنه في اطار استكمال مؤسسات الدولة المدنية الحديثة تم إقرار دستور جديد للبلاد بأ غلبية تقترب من الثلثين وتضمن مباديء مهمة لاستكمال الدولة العصرية وتحديد نظام الحكم, وصون الحريات العامة والخاصة, ومحاربة الفساد وأضاف اننا مع قرب انتهاء المرحلة الانتقالية نتطلع لاستكمال مؤسسات الدولة, حيث سيتم انتخاب برلمان جديد لدعم الاستقرار السياسي والتعامل مع التحديات الاجتماعية والاقتصادية المصاحبة لعملية التحول الديمقراطي في القانون. واكد الرئيس مرسي أن استكمال عملية التحول الديمقراطي وبناء مصر الجديدة يتطلب نظاما اقتصاديا واجتماعيا يعمل علي زيادة معدل النمو, وفي الوقت نفسه يحقق العدالة الاجتماعية, ويحقق فرص عمل جديدة للشباب. واضاف اننا كمصريين ندرك جسامة عملية التحول وتحدياتها ولكننا نثق في قدرتنا بعد الله علي تخطيها, ونثق ايضا أن المصالح المشتركة بين مصر والعالم تستدعي مساعدتنا علي مواجهة التحديات.. شركاؤنا في ألمانيا سواء في الحكومة أو مجتمع رجال الاعمال والقطاع الخاص لن يتخلوا عن مساعدة مصر. واستمرارا لتوصيل رسائل ايجابية للمستثمرين الألمان, قال مرسي: أؤكد التزام الحكومة المصرية بتوفير كل الضمانات الممكنة للاستثمار والعمل علي حل المشكلات التي تواجه بعض الشركات التي تعمل في مصر حاليا.. نبني منظومة متكاملة من التشريعات لجذب الاستثمار ومكافحة الفساد وتسهيل الاجراءات ومواجهة البيروقراطية. كما ننظر في منح امتيازات ضريبية, وفقا لبعض المجالات والمناطق الجغرافية.. بدأنا في تفعيل آليات حل النزاعات الاقتصادية طبقا للقانون. صندوق النقد واستعرض الدكتور مرسي مسار مباحثات مصر مع صندوق النقد الدولي قائلا: تكمن أهمية الحصول علي مساندة مالية من الصندوق4.8 مليار دولار ليس في قيمة المبلغ ولكن باعتبار ذلك رسالة لتجديد الثقة في الاقتصاد المصري.. وقال هناك تقارب في وجهات النظر بين مصر والصندوق, ولكن لن نقبل أي برامج اقتصادية به تؤثر سلبا علي محدودي الدخل, ولابد أن يكون أي قرار اقتصادي نابعا من الداخل ويستهدف الاستقرار المالي والاقتصادي, وحريصون علي وصول الدعم الي مستحقيه ووقف نزيف الفساد وضمان حياة كريمة للمواطنين. واستعرض مرسي مؤشرات أداء الاقتصاد المصري ومميزات مصر الاستثمارية من خلال موقعها الجغرافي واتفاقات التجارة الحرة التي تربطها بمختلف دول العالم مما يجعلها سوقا كبيرة ودعا في نهاية كلمته المستثمرين ورجال الاعمال الالمان لزيارة مصر للتعرف علي فرص الاستثمار الحقيقية مشيرا الي ان العلاقات الاقتصادية مع المانيا اكبر اقتصاد أوروبي ورابع أكبر اقتصاد في العالم لا ترقي الي مستوي العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين. وقبيل مغادرته ألمانيا مساء الاربعاء الماضي التقي مرسي بممثلي الجالية المصرية بألمانيا في مبني السفارة المصرية ودار بينه وبينهم حوار مفتوح دون رقابة أو قيود مما دفع أحد أبناء الاقصر المقيمين في ألمانيا أن يقول بلهجة صعيدية: أول مرة أحس إنني أتحدث مع رئيس انتخبته, وقال آخر: أول مرة أدعو لرئيس مصر.. ربنا يوفقه. وشارك في اعمال المنتدي الي جانب الوزراء المصريين ورجال الاعمال نائب المستشارة الالمانية ووزير الاقتصاد والتكنولوجيا الدكتور روسلر والذي اكد في كلمته التي قدم فيها الدكتور مرسي للحديث أنه سيزور مصر قريبا لبحث تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي مؤكدا أن المانيا تسعي لاقامة شراكة اقتصادية تقوم علي مبدأ الند للند مع مصر مؤكدا أن الشركات الالمانية مستعدة للاستثمار في مصر, ولكن لابد من أطر قانونية تضمن السوق المفتوحة, والتجارة الحرة مؤكدا أيضا أن الاقتصاد لا يمكن أن يزدهر إلا في مجتمع حر يمارس حريته الدينية وتتوافر فيه المساواة. كما تحدث أيضا رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة الالماني الذي يضم4 ملايين شركة قائلا إن زيارة مرسي لألمانيا ولقائه بالمستثمرين تبعث مزيدا من الثقة لدي الشركات الالمانية الراغبة في الاستثمار في مصر, ولكن يجب علي الحكومة المصرية تحديد رؤية اقتصادية واضحة للسنوات القادمة, حتي يمكننا أن نتعاون معا لتطوير علاقاتنا الاقتصادية. أكدت السيدة انية روث هيركيز وزيرة الدولة للاقتصاد والتكنولوجيا في ألمانيا أن نجاح المشاركة الاقتصادية بين مصر وألمانيا لا يمكن أن تتحقق الا من خلال تحقيق أهداف المواطنين في البلدين من الحرية والديمقراطية, وقالت في افتتاح المنتدي الاقتصادي المصري الالماني ببرلين الاربعاء الماضي إن مصر تحتاج الآن الي الاستقرار والحوار الوطني وتهدئة الاوضاع مؤكدة أن الحكومة الالمانية تدعم عملية التحول الديمقراطي في مصر, وقالت إن مصير الربيع العربي سيتقرر في مصر مشيرة الي أن هناك مجالات وفرصا متعددة للتعاون الاقتصادي بين البلدين في المرحلة المقبلة خاصة في الطاقة والاتصالات والبنية التحتية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وألمانيا ترغب في أن تزيد من تعاونها مع مصر بعد دولة القانون والرفاهية. وأوضح المهندس حاتم صالح وزير الصناعة والتجارة الخارجية أنه رغم الظروف الصعبة في مصر فإن وفد الحكومة المصرية ورجال الاعمال المصريين الذين جاءوا الي المانيا يريدون أن يؤكدوا رسالة مهمة مفادها أننا مصرون علي تحقيق اهداف الثورة ومصرون علي النجاح والخروج من تحديات المرحلة أكثر تماسكا وقوة وقادرون علي الاتفاق والحوار مؤكدا أن مصر لكل المصريين دون تمييز, واضاف أن هناك فرصا متعددة للتعاون مع ألمانيا في المجال الاقتصادي والاستفادة من الخبرة الالمانية في تحديث الصناعة المصرية وفي نظم المواصفات والجودة والتدريب, وقال إن التحديات التي نمر بها تفرض علينا توثيق علاقاتنا مع شركائنا التجاريين خاصة المانيا مؤكدا أن الحكومة المصرية تعمل علي ارساء دعائم الاقتصاد الحر القائم علي التصدير وجذب الاستثمارات العالمية, واوضح مميزات الاستثمار في الصناعة في مصر حيث اسعار الطاقة افضل من أوروبا وكذلك الضرائب واشار الي أن الوزارة جهزت1692 قطعة أرض صناعية بمساحة5 ملايين متر مربع للشركات الراغبة دخول السوق المصرية في قطاع الصناعة. وعرض هشام زعزوع وزير السياحة لموقف السياحة في مصر مشيرا الي أن عائدات السياحة في عام2012 بلغت حوالي10.1 مليار دولار واوضح أن هناك فرصا واعدة للاستثمار في قطاع السياحة في مصر حيث سيتم عرض28 مليون متر مربع علي المستثمرين في سيناء والبحر الأحمر لاقامة انشطة سياحية جديدة وهناك أكثر من200 ألف غرفة فندقية تحت الانشاء وسيتم اتخاذ اجراءات لتحفيز الطيران الشارتر من ألمانيا الي مصر وهناك مباحثات مع شركات السياحة الالمانية لتنظيم حملات مشتركة للترويج لانشطة سياحية جديدة في مصر كالسياحة الرياضية والثقافية مؤكدا أن مصر تحترم عادات وتقاليد وثقافة السائحين ولا قيود علي حريتهم في مصر. واوضح أسامة صالح وزير الاستثمار أن الحكومة المصرية حريصة علي تحسين مناخ الاستثمار والاعمال بعد الثورة وقال إنه سيتم خلال مارس المقبل تفعيل نظام التراخيص المؤقتة للمشروعات وقال: إن معدل نمو الناتج القومي خلال الربع الاول من العام المالي الحالي بلغ حوالي2.6% وتستهدف الحكومة الوصول بمعدل النمو من3% الي3.3% نهاية العام الحالي وعرض الوزير جميع المشروعات القومية العملاقة التي تشمل محور قناة السويس وطريق الصعيد البحر الاحمر باعتبارها من المشروعات الكبيرة التي تستوعب استثمارات ضخمة. وحول مستقبل التعاون المصري الالماني في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة عرض الدكتور راينر هيريت المدير التنفيذي للشركة الالمانية العربية للصناعة والتجارة بالقاهرة أهم مجالات التعاون بين مصر والمانيا في هذا القطاع ومنها الاجهزة والالات وادوات العناية الصحية ومكونات السيارات وصناعة السيارات ومعدات ومواد البناء. هذا وشهد وزير الصناعة توقيع مذكرة تفاهم للتعاون بين مركز تحديث الصناعة المصري وغرفة تجارة هامبورج الالمانية كما وقع الدكتور نادر رياض نائب رئيس الغرفة الالمانية العربية للصناعة والتجارة بالقاهرة اتفاق تعاون بين الغرفة وجمعية ابدأ المصرية في مجالات المعارض والتدريب. وشارك في الملتقي حوالي100 من رجال الاعمال المصريين من جمعية ابدأ وجمعية تواصل بالاضافة الي حوالي150 من ممثلي الشركات الالمانية واختتم المنتدي بكلمة للرئيس محمد مرسي*