ذكر تقرير لسفارة خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة صدر اليوم بالتزامن مع انعقاد القمة العربية الأوروبية التي يشارك بها الملك سلمان ابن عبد العزيز أن المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية تتطلعان لدفع العلاقات الاقتصادية لأفاق أرحب من خلال تعزيز الاستثمارات السعودية في مصر، وفتح أسواق المملكة أمام الصادرات والاستثمارات المصرية، ومضاعفة حجم التبادل التجاري الذي بلغ حوالي ستة مليارات دولار عام 2017 ثم قفز إلى نحو ثمانية مليارات دولار بنهاية العام المنصرم. وعلى هامش القمة التي جمعت بين خادم الحرمين الشريفين مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بشرم الشيخ عقد مجلس الأعمال المصري السعودي، اجتماعًا هامًا بحضور ممثلين عن 100 من رؤساء كبرى الشركات السعودية ونظيراتها المصرية، لوضع خطة عمل للنهوض بالعلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، وتم الاتفاق على حزمة من القرارات، على رأسها، تشكيل أربع لجان فنية متخصصة في مجالات الصناعة والزراعة واستصلاح الأراضي والتشييد والإعمار والسياحة. وبحسب التقرير " يأتي انعقاد مجلس الأعمال المشترك بعد أقل من شهر على لقاء جمع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، مع السيد محمد التويجري، وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي على هامش فعاليات مؤتمر دافوس الاقتصادي العالمي بمدينة جنيف السويسرية، حيث تم الاتفاق على ضرورة وضع آلية لتسريع وتيرة المشروعات المقترح تنفيذها بين الجانبين، ومتابعة تنفيذ تلك المشروعات، حتى يتسنى الحصول على المردود الإيجابي المنتظر من تلك المشروعات في أسرع وقت ممكن". وذكر التقرير أن "المملكة العربية السعودية تحتل المرتبة الأولى من حيث الاستثمارات العربية في مصر، ويبلغ عدد المشروعات السعودية بمصر أكثر من خمسة آلاف مشروع في كافة المجالات الإنتاجية والخدمية، فيما تٌشكل السياحة السعودية أكثر من 20% من السياحة العربية بمصر، وهناك أكثر من نصف مليون من السعوديين المقيمين في مصر". وفي المقابل، فإن المشروعات المصرية بالمملكة تنامت بشكل مطرد ليصل عددها إلى 1300 مشروع باستثمارات تتجاوز مليارين ونصف المليار دولار، من بينها ألف مشروع برأسمال مصري بنسبة 100%، فيما بلغ عدد المصريين العاملين بالمملكة نحو مليون و800 ألف عامل.حيث تُعَدُ المنتجات المعدنية، والحديد والصلب، والألومنيوم ومشتقاته الصناعية والورق، من أكثر السلع التي تستوردها مصر من السعودية، فيما تتصدر صناعات الحديد والصلب فولاذ، والأجهزة والمعدات الكهربائية، والفواكه والخضروات، قائمة أكثر السلع التي تستوردها المملكة من مصر. ولفت التقرير الي أن العلاقات الاقتصادية بين المملكة ومصر تخضع لعمليات تقييم شبه مستمر للوصول لصيغة تعاون تحقق التكامل المطلوب بين البلدين الشقيقين، إذ تعمل حكومتا البلدين بشكل دائم على إزالة كافة عقبات الاستثمار أمام رجال الأعمال السعوديين والمصريين.وقال أن المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية توليان اهتمامًا واسعًا بتحقيق التنمية المستدامة في كلا البلدين، خاصة مع ما تشهده مصر من حراك تنموي كبير بفضل السياسات الجديدة للحكومة المصرية، وهو ما يقابله حراكًا غير مسبوقًا في المملكة العربية السعودية للتحول نحو الاقتصاد غير النفطي، والتركيز الكبير على تدشين مشروعات سياحية وصناعية وخدمية جديدة سيكون للمستثمرين المصريين دورًا فاعلاً فيها.
خادم الحرمين الشريفين: "المملكة قدمت مساعدات تتجاوز (35) مليار دولار لأكثر من (80) دولة في المجالات الإنسانية والخيرية والتنموية" وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود قد تقدم ببالغ الشكر والتقدير لأخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي على استضافته للقمة العربية الأوروبية الأولى، متمنياً لها النجاح والتوفيق.وأكد في كلمته أمام القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ، أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للدول العربية، مشيراً إلى أن المملكة أعادت التأكيد على موقفنها الثابت تجاه استعادة كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في القمة الأخيرة لقادة الدول العربية التي استضافتها المملكة والتي سميت "قمة القدس".وقال إن المملكة تؤكد على أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية، ونتائج الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن 2216، وعلى أهمية تكاتف الجهود الدولية من أجل دعم الشرعية اليمنية وحمل الميليشيات الحوثية الإرهابية الانقلابية المدعومة من إيران على الانصياع لإرادة المجتمع الدولي.وأشار إلى أن المملكة بذلت في سبيل إنجاح مشاورات السويد جهوداً كبيرة، وتدعو إلى متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في تلك المشاورات بكل دقة وتحميل الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران المسؤولية عن الوضع القائم في اليمن.كما نوه خادم الحرمين الشريفين بأن ما يقوم به النظام الإيراني من دعم لهذه الميليشيات وغيرها في المنطقة، وممارساته العدوانية وتدخلاته السافرة في شؤون الدول الأخرى، يتطلب موقفاً دولياً موحداً لحمله على الالتزام بقواعد حسن الجوار والقانون الدولي ووضع حد لبرنامجه النووي والباليستي. كما جدد خادم الحرمين الشريفين دعوة المملكة العربية السعودية للحل السياسي للأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية وفقاً للمرجعيات الدولية في هذا الشأن، مؤكداً أن المملكة تثمن الجهود الأوروبية الداعمة لذلك.وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية عانت، شأنها شأن الكثير من الدول الأخرى من الإرهاب، وقادت العديد من الجهود الدولية الرائدة لمحاربته على كافة الأصعدة، بما في ذلك تجفيف منابعه الفكرية والتمويلية، مؤكداً على أهمية مواصلة العمل المشترك في محاربة الإرهاب وغسل الأموال بلا هوادة ولا تساهل.وقال إن المملكة تؤمن بأن قضايا اللاجئين والمهاجرين والنازحين من بلدانهم بسبب مآسي الحروب والنزاعات هي على رأس القضايا الإنسانية الملحة، آملاً أن تنجح هذه القمة في المساعدة على إيجاد حلول لها.وأضاف أنه من منطلق المبادئ والثوابت الإسلامية والعربية، فإن المملكة العربية السعودية لا تتهاون ولا تتأخر في تأدية واجباتها الإنسانية تجاه الأزمات التي يعاني منها العديد من دول وشعوب المنطقة والعالم دون تمييز ديني أو عرقي، مشيراً إلى تقديم المملكة مساعدات تتجاوز (35) مليار دولار لأكثر من (80) دولة في المجالات الإنسانية والخيرية والتنموية.وفي ختام كلمته، قال خادم الحرمين الشريفين "من مسؤوليتنا جميعاً تجاه شعوبنا وأجيالنا القادمة - أن نعمل على بناء شراكة حقيقية بين الدول العربية والدول الأوروبية تستلهم من تجارب الماضي خططاً للحاضر، ومن تحديات الحاضر فرصاً للمستقبل."