وصل الزعيم الكوري الجنوبي مون جاي إن إلى بيونج يانج لعقد مباحثات مع نظيره الكوري الشمالي كيم جونج أون، وسط تطلعات بتقارب وجهات النظر ودفع محادثات السلام المتعثرة. وفي خضم المأزق الحالي في ملف بيونج يانج النووي، يبدو أن التوصل إلى اتفاق رسمي وحقيقي لإنهاء الحرب أمر ملحّ بالنسبة للكوريتين.
منذ نهاية الحرب في الخمسينيات من القرن الماضي، لم تشهد الجارتان أحداث عنف بخطورة تلك التي حصلت في سنوات الحرب. لكن العنف لم يغب عن المشهد بشكل مطلق. ففي عام 2010، قُتل خمسون كورياً جنوبياً في حادثة اتُهمت كوريا الشمالية بالوقوف وراءها.
ومنذ ذلك الوقت، تدل كل المؤشرات على أن الحرب ما زالت قائمة. حيث أنها توقفت عام 1953 باتفاق لوقف إطلاق النار وليس بموجب معاهدة سلام رسمية بين البلدين.
والهدف الأساسي هو الحصول على إعلان رسمي لنهاية الحرب. بمعنى آخر، استبدال الهدنة التي استمرت لأكثر من 65 عاماً بمعاهدة سلام حقيقية بين البلدين.
وفي حال تم الوصول إلى صيغة لإعلان نهاية الحرب، ستستمر المفاوضات القانونية والسياسية لسنوات من أجل الاتفاق على تفاصيل معاهدة السلام.
وأكدت واشنطن عدة مرات أن أي إعلان لنهاية الحرب بين الكوريتين يتوقف أولاً على كشف بيونج يانج عن محتويات برنامجها النووي. فيما تطالب كوريا الشمالية بإعلان السلام قبل القيام بأية خطوة أو تنازل فيما يخص ملفها النووي.
وتخشى الولاياتالمتحدة أن تزيد معاهدة السلام من نفوذ كوريا الشمالية وحلفائها في مجلس الأمن روسيا والصين. حيث تعتقد واشنطن أن ذلك سيسمح لخصومها بعرقلة أية مشاريع ضد ملف كوريا الشمالية النووي والاكتفاء بتقديم تنازلات جزئية.
وتعتبر مبادرة مون الأولى من نوعها لرئيس كوري جنوبي منذ أكثر من 11 عاماً. وأصبح من المألوف الآن أن نرى صوراً للزعيمين وهما يتبادلان العناق والابتسامات.
ويتعرض مون لضغوطات كبيرة من واشنطن فيما يتعلق بالعمل على نزع سلاح كوريا الشمالية النووي. وقال إنه يسعى للحصول على " سلام دائم لا رجعة فيه" وتحسين الحوار بين واشنطن وبيونغ يانغ.
ومن أكبر الإنجازات التي قد تسفر عنها هذه القمة هي استكمال المحادثات بين واشنطنوبيونج يانج. وقال مون : " من المهم أن تلتقي كوريا الشمالية والجنوبية بشكل مستمر. يجب الانتقال إلى مرحلة نلتقي فيها بسهولة في اي وقت نريده".
وكانت المحادثات بين واشنطنوبيونج يانج قد تعثرت في يونيو الماضي. ورغم أن كوريا الشمالية فككت بعض مواقع التجارب النووية ومحركات الصواريخ، يرى المسئولون الأمريكيون أنه يجب اتخاذ خطوات " أكثر جدية" . وأشار ترامب إلى أنه مستعد لعقد قمة اخرى لإعادة إحياء المحادثات.