توقعات بارتفاع القيمة السوقية لشركة أمازون إلى تريليون دولار نتائج أعمال عمالقة التكنولوجيا عن الربع الأول تؤكد من جديد مدى نفوذ وهيمنة مجموعة FANGs، حيث تجاوزت أرباح شركات فيسبوك، أمازون، نتفليكس وجوجل، جميع التوقعات رغم موجة العداء السياسى تجاهها، الأمر يعزز توقعات بأن تبلغ قيمة إحدى تلك الشركات تريليون دولار. والشركة الأوفر حظا ببلوغ هذا المستوى، فى رأى كثيرين، هى أمازون حيث يتوقع محللون أن تصل قيمتها السوقية إلى تريليون دولار قريبا، إذ إنها تعمل فى أسواق استهلاكية بقيمة 4.8 تريليون دولار، وهى ضعف ما كانت عليه فى 2015.
الشركات الأربع تمثل 20 % من صعود مؤثر ستاندرد آند بورز
كانت شركات التكنولوجيا العملاقة، منذ فترة، فى مرمى السياسيين على جانبى الأطلنطى ما أثار قلق المستثمرين بخصوص فرض قواعد تنظيمية مشددة جديدة وهو ما تسبب فى تذبذبات كبيرة فى أسعار أسهمها. لكن إذا كانت المخاطر السياسية باتت عاملا جديدا مؤثرا فى مستقبل أكبر الشركات العالمية – من حيث القيمة السوقية- إلا أنها لم تؤثر على الإطلاق فى رواج نشاطها، والأرباح المعلنة مؤخرا مؤشر جديد على مدى قوة ونفوذ منصاتها. وتمثل مجموعة «FANGs» الشركات المهيمنة فى قطاعاتها مع تمتعها بالنفوذ والنمو القوى والانتشار الواسع، وأحيانا تضاف إليها شركة آبل فتصبح «FAANGs»، ففيسبوك تهيمن على مواقع التواصل الاجتماعى، وأمازون هى أكبر شركة للتسوق الإلكترونى، وكذلك نتفليكس الأكثر شهرة فى مجال تدفق الفيديو، وجوجل تهيمن على سوق محركات البحث. والشركات الأربع تمثل 20% من صعود مؤشر ستاندرد اند بورز 500 منذ عام 2016. ويوم 23 إبريل، أعلنت ألفابت، الشركة الأم لجوجل، أعلى معدل نمو فى مبيعاتها منذ أربع سنوات، فبعد تراجع النمو إلى نحو 11% فقط قبل ثلاث سنوات، سجل محرك البحث معدل نمو 19% خلال العام الماضى بفضل طفرة فى البحث عبر التليفونات المحمولة، بالإضافة إلى معدل النمو الكبير الذى سجله موقع يوتيوب للفيديو بصعوده 26% خلال الربع الأول من العام الجارى. لكن من ناحية أخرى، هبط سعر السهم فى اليوم التالى بنسبة 4.5% بسبب ارتفاع تكاليف استثمارات جديدة للشركة فى مجال الحوسبة السحابية. أما فيسبوك فسجلت أعلى زيادة فى المبيعات والأرباح-1.69 دولار للسهم-، ما قفز بقيمة الشركة بنحو 50 مليار دولار مع صعود سهمها 15% مقارنة بمستواه المنخفض فى أعقاب «فضيحة أناليتيكا». الجدير بالذكر هنا أن موجة العداء السياسى تجاه شركات التكنولوجيا قد تجسدت بوضوح مع فيسبوك حيث خضع رئيسها التنفيذى مارك زوكيربيرج لاستجواب فى الكونجرس الأمريكى بخصوص خصوصية مستخدمى الموقع واستغلال الشركة المسئولة عن حملة الرئيس دونالد ترامب لبيانات المستخدمين خلال عام 2016. غير أن أرباح موقع التواصل الاجتماعى الأكثر شهرة فى العالم جاءت أكثر من رائعة بزيادة 49% فى الإيرادات وأعلنت الشركة زيادة إنفاقها بنسبة 39% عن العام الماضى. وتعد نتفليكس الأفضل أداء بين الشركات المسجلة، ويتوقع محللون تضاعف عدد مشتركيها البالغ حاليا 120 مليون مشترك بحلول عام 2022. أما أمازون فسجلت أرباحا بواقع 3.27 دولار للسهم بزيادة 121% على العام الماضى، وكان 1.48 دولار للسهم. وخلال الربع الأول سجلت شركة التسوق الإلكترونى العالمية أرباحا صافية بنحو 1.6 مليار دولار مقارنة بنحو 724 مليون دولار خلال الفترة نفسها من 2017. وقد أعلنت «أمازون برايم» رفع قيمة الاشتراك السنوى من 99 دولارا إلى 119 دولارا اعتبارا من 11 مايو، وقالت إن السبب ارتفاع تكاليف الشحن. وبحسب تحليل لصحيفة فاينانشال تايمز فإن عمالقة الإنترنت، حاليا، فى قلب موجة استثمار جديدة تؤسس للمرحلة القادمة من توسعاتها، ورغم ارتفاع التكاليف فإن هناك ثقة باستمرار معدلات النمو القوية. فتعتزم أمازون توسع نشاط الدعاية الخاص بها من 4 مليارات دولار حاليا إلى 22 مليارا على مدار السنوات الخمس المقبلة. كما أعلنت فيسبوك إنفاق 15 مليار دولار خلال العام الجارى على مراكز البيانات ومنشآت أخرى بزيادة كبيرة عما أنفقته خلال 2017 ولم يتجاوز 6.7 مليار. أما جوجل فبلغ إنفاقها الرأسمالى خلال الربع الأول 7.3 مليار دولار مقارنة بنحو 2.5 مليار العام الماضى.