كل عام، تنشر "مجموعة يورآسيا"، أكبر استشارية في المخاطر السياسية في العالم، تقريرا يضم قائمة بعشر مخاطر محتملة. وبعد أن حذرت المجموعة من "ركود جيوسياسي"، عام 2017، فإن تقريرها للعام الحالي، يرجح أن يواجه العالم حالة "اكتئاب سياسي"، أكثر من احتمال "العودة إلى الاستقرار". والمخاطر العشر المحتملة لعام 2018، بحسب التقرير هي: الصينوالولاياتالمتحدة والتجارة: في ظل حالة عدم الاستقرار والخلل في سياسات واشنطن، طورت الحكومة الصينية استراتيجية تجارية واستثمارية هي الأكثر فعالية في العالم، بالتالي، لابد أن تتكيف بيئة الأعمال العالمية مع مجموعة جديدة من القواعد والمعايير والممارسات. لذلك، يبدو احتمال الصراع بين الولاياتالمتحدةوالصين، خاصة على التجارة، واردا عام 2018. كوارث: لا توجد كارثة رئيسية منذ أحداث 11 سبتمبر، ولم تقدم أية حكومة بافتعال أزمة منذ أزمة الصواريخ الكوبية. على رغم ذلك، هناك العديد من الأماكن المشتعلة التي قد تتحول الي أزمة،مثل التنافس على الفضاء السيبراني، والصراع حول كوريا الشمالية، والصراع في سوريا، والتوتر الأمريكي الروسي، وزيادة خطورة تنظيم "داعش" في سوريا والعراق. الحرب التكنولوجية الباردة: في ظل المنافسة بين الولاياتالمتحدةوالصين علي سيادة الذكاء الاصطناعي والكمبيوترات الخارقة، ستنتقل الحرب التجارية بينهما الي افاق جديدة . المكسيك: انهيار محادثات "نافتا" (اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية) لن يقتل الاتفاقية، غير أن عدم اليقين بشأنها سيضر بالاقتصاد المكسيكي . العلاقات الأمريكيةالإيرانية: من المحتمل أن يستمر الاتفاق النووي عام 2018، بالمقابل، هناك فرصة كبيرة ان يدعم ترامب المملكة العربية السعودية، وسيعمل على احتواء إيران في سوريا والعراق ولبنان واليمن. كما ستعاقب الولاياتالمتحدةإيران، بشكل متكرر، على إجراء تجارب صاروخية وتقديم الدعم للارهاب، وانتهاكات حقوق الإنسان، فيما ستحاول إيران صد واحتواء ذلك. تآكل المؤسسات: بمرور الوقت، تستمر شرعية المؤسسات بالتآكل، في حين ان هذه المؤسسات طالما عززت مجتمعات مزدهرة، من حكومات وأحزاب سياسية ومحاكم وإعلام ومؤسسات مالية. الحمائية : الحمائية تخلق حواجزا في الاقتصاد الرقمي والصناعات الابتكارية، وليس فقط في الصناعة والزراعة، والحواجز الجديدة أقل وضوحا: بدلا من التعريفات الجمركية والحصص المخصصة المفروضة على الواردات، فإنها تشمل أدوات الاختيار الحالية وخطط الإنقاذ والإعانات ومتطلبات "الشراء المحلي". وكثيرا ما تكون التدابير موجهة نحو المنافسين السياسيين. بريكست: تواجه بريطانيا مفاوضات "بريكسيت" شاقة، بالإضافة إلى خطر الاضطرابات السياسية المحلية. وبشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن المبدأ القائل بأن "لا شيء متفق عليه إلى أن يتم الاتفاق على كل شيء" سيشجع المعارك التي لا نهاية لها حول وبين التفاصيل بين الطرفين. أما فيما يتعلق بالسياسة الداخلية، فإن إدارة بريكست قد تكلف رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، وظيفتها، مما يخلق مخاطر لكل من محادثات المادة 50 والسياسة الاقتصادية المحلية. سياسات الهوية في جنوب آسيا: تغذي الإسلاموية الأشكال المحلية من الشعبوية في أجزاء من جنوب شرق آسيا، وأبرزها في إندونيسيا وماليزيا. وأدى استياء الصينيين العرقيين إلى عودة قوية مؤخرا. وفي الهند، هناك خطر احتمال قيام رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، باستخدام القومية الهندوسية لتعزيز الدعم قبل انتخابات 2019. أمن أفريقيا: في عام 2018، ستؤثر التداعيات السلبية من المحيط غير المستقر في القارة على البلدان الأساسية في أفريقيا. الأخطار التي تشكلها حركة الشباب وتنظيم القاعدة ليست جديدة، ولكن الشركاء الأجانب الذين ساعدوا على استقرار الحكومات الضعيفة في الماضي مشتتو الذهن.