فى إطار مؤتمر «إفريقيا 2017» تعرض صفحة الفن التشكيلى لمحة عن فن النحت الإفريقى، الذى اعتبر فنا بدائيا لا يمكن الحكم عليه إلا بعد دراسة المجتمع الإفريقى بعاداته ومعتقداته وأساطيره حتى يمكننا أن ندرك هذا الفن، وأن ندرك أيضا مدى براعة الفنان الإفريقى فى تجسيد موضوعاته التى تتلاءم مع عادات وتقاليد مجتمعه، وقد يصف البعض الفن الإفريقى بأنه فن بدائى وهذا لا يعيبه فى شىء، فقد أسيئ استخدام تعبير بدائى وقد استعمل فى أغلب الأحيان كمرادف للهمجية إلا أنها تعنى فنا «أصيلا» أو فنا ليس مشتقا من غيره من الفنون، وبهذا المعنى يكون النحت الإفريقى بدائيا، فإفريقيا هى مهد الإنسان الأول وهى أقدم القارات حضارة وأعظمها آثارا، فمن الأهرامات شمالا حتى مملكة زيمبابوى جنوبا ومن حضارة اليوروبا غربا حتى مملكة أزلنيا شرقا، وصفحة فن تشكيلى تلفت النظر إلى أن النحت لدى الفنان الإفريقى احتل مكانة عظيمة لأنه لغة أظهروا بها حياتهم الداخلية واتصالاتهم بالعالم الخفى، وقد كان لكل فعل لحياة الأفارقة طقوس، والنحت كان يستعمل فى ترجمة الحياة، وقد عاش الإفريقى تحت رعاية هذه التماثيل حتى قبل الولادة، فكل حدث يقابله الإفريقى فى حياته له تمثال خاص، فعند الزراعة أو الصيد أو الزواج أو المرض كل له تمثال خاص. ربما يتوهم البعض عندما ينظرون للمرة الأولى للفن الإفريقى أنهم ينظرون إلى فن يفتقر إلى القيم الجمالية ولكنه يحمل تعبيرا جماليا ناضجا يعبر عن الحياة الإفريقية، لأن الفن الإفريقى يجنح إلى التجريد ، لا يهتم بالتفاصيل ولكن يهتم بالمعنى الحقيقى وراء الأثر الفنى لهذا التمثال، ومقاييس الجمال لدى الفنان الإفريقى تختلف باختلاف المجتمعات. يحمل الفن ملامح الجمال الذى يمثل ذوق المجتمع، وما قد يكون قبيحا فى مجتمع ما هو عنوان للجمال فى مجتمع آخر، ويحمل الكثير من مظاهر الجمال التى تحير المشاهد والمتذوق. إن الفن الإفريقى يحمل العمق الروحانى للأعمال، فإذا استخدم الأقنعة فهى البسيطة أو المعقدة أو التجريدية.