إقليم كردستان العراق الذي ينظّم في 25 سبتمبر الجاري استفتاء على الاستقلال هو منطقة غنية بالنفط تتمتع بالحكم الذاتي منذ 1991 وحليف أساسي في التحالف الدولي ضد المتطرفين. يبلغ عدد سكان الاقليم الواقع في جبال شمال العراق والغني بالنفط 4,69 مليون نسمة (ما بين 15 الى 20% من اجمالي سكان العراق)، غالبيتهم العظمى من الاكراد، بالاضافة الى اقلية من التركمان، وأكثريتهم الساحقة من المسلمين السنة. وللاقليم لغتان رسميتان هما العربية والكردية، اما المحافظات التي يتشكل منها فثلاث هي دهوك واربيل والسليمانية، علما بأن الاكراد يتنازعون مع بغداد على مناطق اخرى أبرزها كركوك، المحافظة المتعددة الاعراق والغنية بالنفط والتابعة للحكومة الاتحادية. وسيطرت قوات البشمركة الكردية عمليا على محافظة كركوك بعد انهيار قوات الجيش في 2014 اثر هجوم لتنظيم داعش. وعلى الرغم من ثرواته النفطية الا ان الاقليم يواجه أوضاعا اقتصادية صعبة مردها خصوصا الى انهيار اسعار الذهب الاسود بالاضافة الى ازدياد الانفاق العسكري لتلبية احتياجات الحرب ضد التنظيم . تعتبر القوات الكردية "البشمركة" حليفا اساسيا للتحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم داعش، وقد تمكنت هذه القوات بدعم من التحالف من دحر الجهاديين من المناطق الحدودية مع اقليم كردستان. وشاركت قوات البشمركة خصوصا في المعارك التي جرت في محافظة نينوى (شمال العراق) وعاصمتها مدينة الموصل التي اندحر تنظيم داعش منها في 10 يوليو بعد قتال عنيف استمر اشهرا بينه وبين القوات العراقية. ويؤوي الاقليم ايضا عشرات آلاف النازحين ممن فروا من ديارهم بسبب سيطرة التنظيم عليها او بسبب المعارك التي جرت لدحره منها. اصبح اقليم كردستان العراق، وعاصمته اربيل، منطقة تتمتع رسميا بحكم ذاتي بموجب الدستور العراقي الذي اقر في 2005 وحوّل العراق الى جمهورية فدرالية. واعتبارا من 1992 انتخب اكراد الاقليم برلمانا وشكلوا حكومة، ولكن سرعان ما اصيبت هاتان المؤسستان بحالة شلل استمرت من 1994 ولغاية 1998 وذلك بسبب المعارك الدامية التي اندلعت بين الحزبين الرئيسيين في الاقليم: الحزب الديموقراطي الكردستاني ومنافسه الاتحاد الوطني الكردستاني. وفي 2003 انضم الاكراد الى التحالف الدولي الذي قادته الولاياتالمتحدة للاطاحة بنظام صدام حسين. وبعد نيل الاقليم رسميا الحكم الذاتي في دستور 2005 تشكّل اعتبارا من 2006 ادارة موحدة. وفي اغسطس 2015 انتهت ولاية مسعود بارزاني الذي انتخب رئيسا للاقليم في 2005، لكن زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني لم يتنح عن السلطة على الرغم من انتقادات المعارضة. اما برلمان الاقليم فعلّقت اعماله في 2015. في 3 فبراير 2016 أكد مسعود بارزاني ان "الوقت حان" لكي يقرر اكراد العراق مصيرهم في استفتاء على الاستقلال عن بغداد. وقال يومها ان "هذا الاستفتاء لن يؤدي بالضرورة فورا الى تشكيل دولة (كردية) لكنه سيتيح معرفة ارادة ورأي شعب كردستان بشأن مستقبله". وفي 7 يونيو 2017 حدد بارزاني يوم 25 سبتمبر موعدا لاجراء الاستفتاء على استقلال الاقليم، في خطوة رد عليها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالقول انه يتفهّم رغبة الاكراد ولكن عليهم في الوقت نفسه احترام الدستور. وفي 15 سبتمبر صادق برلمان الاقليم على إجراء الاستفتاء في موعده المقرر. وأعلنت دول عدة ابرزها الولاياتالمتحدة وتركيا وايران رفضها لمشروع الاستفتاء. وفي 12 سبتمبر صوت البرلمان الفدرالي العراقي ضد اجراء الاستفتاء ثم اقال بعد يومين من ذلك محافظ كركوك نجم الدين كريم لانه وافق على إشراك المحافظة المتنازع عليها في الاستفتاء.