في عالم الإعلام تتداخل الخطوط بين الشركات الاستشارية ، ووكالات الإعلان، وشركات تزويد المحتوى .وفي الوقت نفسه،تدفع ضغوط تراجع إيرادات الإعلانات المؤسسات الإعلامية إلى البحث عن مصادر جديدة للنمو، بما في ذلك المناسبات، والتجارة الإلكترونية - والآن تقديم المشورة لعالم الشركات. مثال علي ذلك ،"بلومبيرج" المعروفة بانها وكالة الأنباء والمعلومات المالية، هي أحدث شركة تدخل مجال الاستشارات المزدحم على نحو متزايد، لتصبح أول دارنشر كبيرة تفعل ذلك من أجل تعزيز ايراداتها بطريقة غير تقليدية. الخدمة الجديدة التي أطلقت هذا الشهر، والتي تهدف إلى التنافس مع شركات الاستشارات الإدارية ووكالات وسائل الإعلام، لديها حتي الآن خمسة عملاء. الفكرة هي أن بلومبيرج ستستخدم البيانات من أصولها كافة - بما في ذلك فروعها التي تحمل اسمها، وخدمة الأخبار، وشركة النشر المتخصصة "بلومبيرج نيو إنرجي فاينانس" – لتستفيد منها الخدمات الاستشارية التابعة لها. وتشتمل الخدمات على استشارات العلامات التجارية، واتصالات الشركات، والمشورة بشأن استراتيجيات التسويق. وتأتي تلك المبادرة في الوقت الذي يسعى فيه فرع وسائل الإعلام في الشركة لتنويع إيراداته في مواجهة التحدي المتنامي من الثنائي الاحتكاري في مجال الإعلانات الرقمية، جوجل وفيسبوك، إلى جانب تآكل الإعلانات المطبوعة. وفي إطار هذه الحملة أعلنت بلومبيرج في (يونيو) أنها تضع "بزنس ويك"، مجلتها المالية منذ 88 عاما، خلف رسوم اشتراك. لكن الشركة تأمل أن عروضها الاستشارية، التي تكلف العملاء ما يراوح بين 150 ألف دولار و200 ألف دولار شهريا في المتوسط، ستعمل أيضا على تعزيز إيرادات الإعلانات، لأنها ستكون قادرة على تصميم "حلول مخصصة" لعملاء الخدمة على المنصات الخاصة بها. هذه المبادرة كانت بقيادة أندرو بينيت، الذي انضم إلى "بلومبيرج ميديا" على وظيفة كبير الإداريين التجاريين هذا العام، بعد 13 عاما قضاها لدى شركة الإعلانات العملاقة "هافاس"، حيث شغل أخيرا منصب الرئيس التنفيذي لشركة هافاس كرييتف. كما استعانت بلومبيرج أيضا بموظفين ذوي خبرة من شركات استشارية بما في ذلك "ماكينزي" و"باين" ومجموعة بوسطن الاستشارية، فضلا عن وكلات ابتكار. وهكذا، تعتزم الشركة تعيين نحو 25 شخصا بحلول نهاية العام للتركيز على "الاستراتيجية والإبداع"، وفي الوقت نفسه إعادة تنظيم قسم مبيعات وسائل الإعلام بالكامل حسب القطاعات لدعم النموذج الجديد لأعمالها. وتأتي هذه الخطوة ايضا في الوقت الذي تستمر فيه جوجل وفيسبوك في زيادة حصتهما السوقية، من خلال تحويل صناعة الإعلانات الرقمية. وبحسب "إي ماركيتير"، من المتوقع أن توسعا هيمنتهما هذا العام بالسيطرة على 60 في المائة من السوق الإعلانات الرقمية المتنامية. والواقع انه لا تكشف بلومبيرج عن النتائج المالية، لكن محللين يقدرون أنها تولد 80 في المائة من إيراداتها السنوية البالغة تسعة مليارات دولار من فروعها. لكنها عانت ثاني أكبر تراجع على الإطلاق في عدد محطاتها الطرفية العام الماضي، بانخفاضها 3145 لتصبح أقل من 324500 بقليل، بسبب تقليص التكاليف في البنوك والمؤسسات المالية التي تشكل عملاءها الرئيسيين. وتنسجم مبادرة بلومبيرج مع الاتجاه الأرحب، الواضح منذ بضعة أعوام، لطمس الحدود في مجال الاستشارات. شركات الاستشارات الإدارية، بما في ذلك المجموعات الأربع الكبرى، "برايس ووترهاوس كوبرز" و"كيه بي إم جي" و"إي واي" و"ديلويت"، توسعت إلى مجالات قريبة، بما في ذلك الاستشارات القانونية والتسويق الرقمي. وفقا لتصنيفات الصناعة، انضمت "أكسنتشر" و"برايس ووترهاوس كوبرز" و"ديلويت" هذا العام إلى قائمة أعلى 25 وكالة من وكالات الإعلانات وخدمات التسويق. هانا ميرفي:كاتبة متخصصة في شئون الشركات في صحيفة الفاينانشال تايمز