استبعد وزير خارجية حكومة الظل العمالية، هيلاري بن، بشكل قاطع التعاون مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في الجهود المبذولة لإقناع الناخبين بالتصويت للبقاء في الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء المقرر عقده في شهر يونيو القادم. وقال وزير خارجية حكومة الظل إن مستقبل بريطانيا في الاتحاد الأوروبي مسألة أكبر من السياسة الحزبية، مؤكدا أنه لن يشترك في برنامج مع ديفيد كاميرون لابقاء البلاد في التكتل الأوروبي. وأضاف بن انه يجري العمل على طرفين مختلفين من الشارع في مسار هذه الحملة. في الوقت نفسه وقع المئات من رؤساءالشركات البريطانية الكبرى خطابا ، لدعم بقاء بلادهم في الاتحاد الأوروبي، وللتحذير من أن الخروج يمثل خطرا على اقتصاد البلاد. فرؤساء نحو 810 شركات من أكبر الشركات البريطانية، بينها فودافون و”بي تي” و”جلاكسو سميث كلاين” وغيرها وقعوا خطاب “الدعم”، محذرين من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيقلل الاستثمارات ويهدد فرص العمل في البلاد. واشار رؤساء الشركات البريطانية في خطابهم إلى أن بريطانيا أفضل حالا في الاتحاد الأوروبي بعد إصلاحه،مؤكدين ان أعمالهم تحتاج وصولا غير مقيد إلى السوق الأوروبية من أجل أن تنمو وتزيد استثماراتها. ويعتقد مراقبون أن أكثر من ثلث أو نصف رؤساء الشركات المدرجة في مؤشر فايننشال تايمز 100 الرئيسي في بريطانيا وقعوا على الخطاب، الذي تم الاتفاق عليه مع رئاسة الوزراء. وعلى الشركات البريطانية الكبرى تحديد تكلفة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في نتائجهم السنوية قبل أسابيع من التاريخ المحتمل للاستفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي والمتوقع له يوم 23 يونيو القادم. ويتعين على الشركات المدرجة في البورصة تقديم التقارير والحسابات السنوية خلال أربعة أشهر من نهاية عامها المالي ، وقد نشرت أكبر الشركات البريطانية تقريرها السنوي وحساباتها الختامية في شهري مايو ويونيو الماضيين. وقالت متحدثة باسم مجلس التقارير المالية البريطاني ، في بيان له ، إنه يجب على مديري الشركات التحذير من مخاطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بموجب قانون الشركات ، وأضافت انه على الشركات أن تدرس جيدا المخاطر والشكوك المثارة من إعادة تفاوض المملكة المتحدة على عضويتها في الاتحاد الأوروبي وخروجها المحتمل. واضافت انه وفقا لقانون الشركات إذا رأت الإدارات المخاطر الأساسية يجب الكشف عن ذلك لمساهميها. وفى هذا الصدد ، تشير الحملات المتشككة تجاه الاتحاد الأوروبي إلى أن مثل هذه الأخبار تعتبر دليلا إضافيا على أن “المؤسسة البريطانية” ستستخدم كل وسيلة “لتخويف الناخبين” من مخاطر مغادرة المملكة المتحدة لأوروبا. وقال الملياردير آرون بانكس، مؤسس حملة “اترك الاتحاد الأوروبي” لصحيفة “الديلي تليجراف” أن كل أداة للمؤسسة البريطانية سيتم استخدامها في محاولة لتخويف الجمهور. واضاف انه بعد التصويت سيكون هناك مدة سنتين للتفاوض على الخروج، وبالتالي أي آثار مالية لن تكون واضحة حتى ذلك الحين. من جانبه، قال جيمس ماكجوري، المتحدث باسم حملة “بريطانيا أقوى في أوروبا “إنه من الصواب أن تقوم الشركات الكبيرة التي تعتبر مكانة بريطانيا في الاتحاد الأوروبي لها أهمية حاسمة لأعمالهم أن تحدد بوضوح لمساهميها وموظفيها التأثير - الإيجابي أو السلبي - على مغادرة أوروبا.