أبدى رجال الاقتصاد والتجارة تفاؤلهم بالنتائج الاقتصادية التى ستجنيها مصر عقب افتتاح ميناء قسطل البرى ليحقق مزيدا من الترابط بين مصر والسودان واعتبروه ميناء واعدا يسهم فى مضاعفة حجم التجارة بين البلدين، الذى لا يتعدى 500 مليون جنيه، وهو أيضا بوابة الانفتاح على القارة الإفريقية فى المجالات الصناعية والتجارية، وليكون عاملا للوحدة الاقتصادية مع الشقيق السودانى، والبدء فى إقامة مشروعات كبرى، حيث بلغت تكاليف إقامة هذا الميناء 79 مليون جنيه. الدكتور رشاد عبده أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة يقول: إن الميناء الجديد سيفتح المجال لإقامة مشروعات تعتمد على موارد السودان من الماشية مثل مجمع اللحوم ومصنع اللحوم ودبغ الجلود، وصناعة العلف، وهو يؤكد ارتباط البلدين اقتصاديا وسياسيا، وبوابة أيضا على القارة الإفريقية من خلال مشروعات ترتبط بالطرق البرية الممهدة، والموارد الزراعية التى تسهم فيها مصر بالأراضى السودانية ضمن مشروعات واسعة لتنمية اقتصاد البلدين، فضلا عن تحقيق التكامل فى مختلف المجالات التجارية والصناعية الأخرى. كما يعتبر عودة لأمل توحيد جهود الشعبين، ويستوعب آلاف العاملين من أبناء المنطقة فى النوبة وأسوان فى كل المجالات المهنية والتجارية والإدارية، ويرفع مستوى المعيشة بالمنطقة الحدودية، ويضاعف التبادل التجارى بين البلدين الذى لم يتعد 500 مليون دولار، رغم ارتباط الشعبين أرضا وتاريخا وشعبا، ومتوازيا مع المنافذ الحدودية لحل المعادلة الصعبة للتكامل الاقتصادى بين البلدين أهمها منفذ حلفا وادندان البرى، باعتبار السودان يمثل عمقا استراتيجيا لمصر داخل القارة الإفريقية، فضلا عن أن التعاون مع السودان يمكن أن يخرج مصر من عثرتها الاقتصادية الحالية فى ظل امتلاك السودان لمساحات شاسعة من الاراضى الزراعية الصالحة للزراعة، وأيضا الثروة الحيوانية الهائلة التى يمكنها كذلك توفير حاجة مصر من اللحوم الحمراء، ويدعم إعادة إصلاح وتأهيل خطوط الربط لمنطقة حلايب وشلاتين، وتوفير الطاقة المطلوبة لتنمية هذه المنطقة الواعدة، وجذب الاستثمارات المحلية والعالمية، لتحويلها لمنطقة اقتصادية وتنموية لتصبح حلايب وشلاتين أو «مثلث حلايب» محل الاهتمام الاقتصادى المتكامل مع الميناء الجديد، حيث تبلغ مساحتها 20,580 كيلومتر مربع، وتضم ثلاث مدن أساسية هى: حلايب وأبو رماد وشلاتين، وتعد شلاتين الأكبر، وتضم فى الجنوب الشرقى جبل علبة. ويضيف الباحث عادل عامر رئيس مركز المصريين الاقتصادية للأبحاث، أن مجلس الوزراء وفى إطار الخطة اعتمد مبلغ 764.2 مليون جنيه استثمارات، لتنفيذ أعمال البنية الأساسية والبنية المجتمعية فى قطاع برنيس، الذى يضم المدن الثلاث، فى إطار الخطة العاجلة لتنشيط الاقتصاد المصرى وجذب الاستثمارات فى شرق ميناء قسطل، حيث يتمتع هذا المثلث فى المنطقة بالخدمات المتكاملة لجذب المشروعات الاستثمارية والسياحية الواعدة داخل مصر، لما يمتلكه من المقومات السياحية والاستثمارية والبشرية والموارد الطبيعية التى تستوجب الاهتمام بها، مضيفًا أن تلك الخطة تأتى فى إطار سعى الحكومة إلى تهيئة المناخ، وإتاحة الفرصة لقطاع الأعمال العام والخاص لضخ المزيد من الاستثمارات ،وكذلك التعاون مع القارة الإفريقية فى مجالات التنمية بالمناطق الواعدة. وأضاف أن تلك الأعمال والمشروعات المقصود بها تنشيط ميناء قسطل من الشرق، وتنمية المنطقة اقتصاديا فى نفس الوقت، وأضاف أن مثلث حلايب يعتمد بشكل كامل على المياه الجوفية وما يتاح من مياه الأمطار ولا توجد مشاريع تحلية مياه على الرغم من خصوبة التربة وصلاحيتها للزراعة، وهناك جبل علبة وهو محمية طبيعية منذ عام 1986 . وتقدر الثروات فى حلايب بكميات كبيرة تتنوع بين الكروم والجرانيت ومواد البناء الطبيعية والفوسفات والحديد والنحاس والفضة، مع تكهنات غير مؤكدة بوجود اليورانيوم فيها، وهناك إحصاءات تشير لوجود ثروة بترولية ومصادر للغاز على سواحلها، وفى حلايب يوجد الذهب وينتشر فى أماكن متعددة من أهمها منطقة وادى ميسبة وغرب جبل أورجيم، كذلك المنجنيز الذى يتوافر بمنطقة حلايب باحتياطات هائلة مرتفعة الجودة، فى صورة عروق تمتد من الشرق إلى الغرب بطول كيلومتر تقريبًا، وبمتوسط عرض 100 متر، وعلى عمق يصل إلى 400 متر، ويتركز فى منطقتين: الأولى فى جبل علبة، وفيها ستة مواقع، وحجم الاحتياطى بها يقدر بحوالى 60 ألف طن، والثانية تشغل الروافد العليا لوادى دئيب ووادى دعيت ومرتفعات كوال أنكلوب والأيرونجاب. ويوجد خام الحديد فى وادى يودر، وفى أقصى الجنوب الشرقى، وفى منطقة حمرة الدوم بالقرب من جبل كولا ناب، حيث يظهر فى هيئة عدسات ملتصقة بصخور الجابرو، كما توجد خامات صالحة لإنتاج كيماويات الماغنسيوم غير العضوية، مثل كبريتات وكلوريد الماغنسيوم، وهى ضرورية جدا لصناعة المنسوجات، ويمكن الاستفادة من هذا الخام لإنتاج حراريات الماغنسيوم بديلاً عن الاستيراد، وكذا إنتاج الماغنسيوم الذى يستخدم بشكل كبير فى صناعة الأسمدة. وسكان حلايب أغلبيهم من إثنية «البجا» ويتنوعون بين قبائل البشاريين والحمدأواب والشنيتراب والعبابدة ويشاركهم قليل من الأمرار والرشايدة ويبلغ تعداد السكان حوالى 200.000 نسمة، لكن لا يوجد إحصاء سكانى دقيق أو حديث، وتنشط عمليات الزراعة والصيد وتجارة الذهب والتجارة العابرة كأسس للاقتصاد المحلى لمثلث حلايب وباستثناء النشاطات الاخيرة وعلى رأسها «شركة شلاتين للثروة المعدنية» التى منحت مؤخراً حق التنقيب عن الذهب، فالمثلث غنى ومتكامل مع الميناء الجديد وهو منطقة واعدة أيضا للصناعات والتعدين والاستثمار المحلى والدولى مع توافر رأس المال.
////////// خطوات إيجابية فى مفاوضات سد النهضة تشهد مفاوضات سد النهضة تطورات مهمة خلال الأيام القليلة المقبلة حيث ينتظر عقد اجتماع للجنة الفنية برئاسة وزراء الموارد المائية فى أديس أبابا للبت فى العقد مع المكتبين اللذين عهدا إليهما بدراسة وثائق السد معا وهما وحدة فرنسية والثانية هولندية. وفى حال التوصل من جانب الدول الثلاث الى اتفاق بالموافقة على عقد المكتبين سيتم اعتماده فى اجتماع أديس أبابا على أن تقام احتفالية بالتوقيع رسميا عليه فى القاهرة قبل نهاية مايو الجارى، وفى حال اعتماد العقد سيتم اقرار الاتفاق المالى الخاص بتكلفة الدراسات الذى ستنهض به الدول الثلاث بالتساوى فيما بينها، ويشار فى هذا الصدد الى أن العرض المالى لم يفتح بعد بانتظار حسم النواحى الفنية مع المكتبين. وتجرى مفاوضات بين المكتبين حاليا للتوصل الى اتفاق يحدد اختصاص كل منهما حيث يتعين أن تغطى الدراسات التى سينهضان بها معا 3 جوانب هى الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للمشروع، ثم يتم رفع تقريرهما النهائى الى الدول الثلاث يتضمن التوصيات فى غضون فترة تتراوح ما بين 9 أشهر و12 شهرا، يتم بعدها التوصل الى اتفاق بينها على قواعد الملء والفترة الزمنية وكمية المياه التى سوف يحتجزها السد بجانب آلية التنسيق الثلاثية وفقا لما تضمنته وثيقة الخرطوم التى وقعها قادة الدول الثلاث الرئيس عبد الفتاح السيسى والسودانى عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا هيلا ماريام ديسالين فى مارس الماضي. ولا تلزم هذه الوثيقة أو أى اتفاق الجانب الإثيوبى بوقف أعمال البناء بالسد طالما لا يتمخض عنها أى أضرار لدولتى المصب»اقتصاديا أو اجتماعيا أو بيئيا» غير أنه يتعين على الدول الثلاث الالتزام بما تضمنته تلك الوثيقة من بنود فى جوهرها تجنب الاضرار وتعزيز التعاون وتعظيم الاستفادة من موارد النهر.