تشارك مصر في المفاوضات التي تعقد يومي 28 و29 ابريل الجاري في بكين لتدشين بنك الاستثمار والبنية التحتية الآسيوي . وأجمع الخبراء على ان هناك فوائد سوف تجنيها مصر من انضمامها عضوا مؤسسا لبنك الاستثمار الآسيوى تتمثل فى إتاحة الاقتراض بشروط ميسرة ومشاركتها فى وضع السياسات الائتمانية والإدارية كما يمنحها قدرة تفاوضية مع المؤسسات المالية الأخرى وتعزيز الاستثمارات المصرى الآسيوية.. يقول محمد فاروق عضو المجلس المصرى للشئون الاقتصادية: إن بنك الاستثمار الآسيوى يتيح لمصر بوصفها عضوا مؤسسا الاقتراض من بنك إضافى لتنفيذ المشروعات التنموية طبقا للائحته التنفيذية، كما يمثل فرصة كبيرة لمصر بعدم الاعتماد كلية على الدولار كعملة رئيسية عند فتح اعتمادات الاستيراد، إلى جانب تدعيم استخدام» اليوان» كعملة تبادل بين مصر والصين، خاصة أن استيراد مصر من الصين يتعدى 100 مليارات دولار، مضيفا أننا نأمل أن يكون هذا ضمن النهج الذى نستشفه على الساحة من محاولة مصر عمل توازنات عالمية أخرى بالتوازى مع الولاياتالمتحدة، مشيرا إلى أن انضمام مصر للبنك يعزز العلاقات التنموية والتقارب المصرى الصينى الذى سوف يصب فى مصلحة البلدين تبني توازنات جديدة، فالصين قوة اقتصادية عسكرية صاعدة يتنبأ لها احتلال المركز الأول فى أوائل العشرينيات من هذا القرن وتسعى إلى توطيد وجودها فى دولة محورية مثل مصر التى تقع على رأس القارة الإفريقية خاصة بعد تقليص دور الشركات الصينية فى جنوب السودان. وترى بسنت فهمى الخبيرة المصرفية أن البنك أنشئ على غرار البنك الدولى ويقوم بنفس أنشطته فنحن نحتاج بنكا آخر رأسماله كبير يستثمر ثروات إفريقيا ويساعد الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن البنك الدولى فى الفترة الأخيرة لا توجد لديه الإمكانات لمواجهة مشاكل العالم الثالث وتمويل مشروعاته وإعادة تأسيس البنية التحتية فى الأماكن المضطربة ومساعدة الدول الفقيرة، موضحة أن الخبراء يقدرون نشاطه بأنه أوسع من البنك الدولى فرأسماله 100 مليار دولار وهذا رقم كبير يمكن أن يلبى احتياجات دول كثيرة تحتاج إلى مساعدات لا يستطيع البنك الدولى أن يفى بها خاصة أن العالم مقبل على انكماش. وتشير إلى أن مصر دولة مؤسسة تشارك فى وضع السياسات الائتمانية والإدارية وستستفيد من القروض وتقيم بها مشروعات ضخمة. نافية الادعاء بأن البنك يأتى محاولة لإضعاف الهيمنة الأمريكية، موضحة أن العلاقات بين الدول تحكمها المصالح وليس البنوك، فالاقتصاد مصالح ومصالح متبادلة بين الدول فليس كل قرار يأتى نحيله إلى نظرية المؤامرة، مدللة على رأيها بقولها إن رأسمال البنك بالدولار وليس اليوان، وأن الصين أكبر حليف اقتصادى للولايات المتحدةالأمريكية. وتنفى وجود أى أثر إيجابى على العملة المحلية بعد الانضمام للبنك لأن الجنيه يعتمد فى الأساس على العرض والطلب ومن عوامل قوته وثباته أن يزداد الطلب عليه أو يقل الطلب بالنسبة للعملات الأجنبية الأخرى وكلما ازداد الإنتاج القابل للتصدير وازدادت معه معدلات الإنتاجية كان هذا فى مصلحة العملة المحلية. ويوضح د. ياسر جاد الله أستاذ الاقتصاد ومدير المركز المصرى الصينى بجامعة حلوان أن فوائد انضمام مصر تتجلى فى ثلاثة جوانب: اقتصادى وسياسى وأمنى. ويتمثل الجانب الاقتصادى فى فرصة مصر كونها عضوا مؤسسا فى البنك فى الحصول على القروض لتمويل مشروعات البنية التحتية. أما الجانب السياسى فإن وجود مصر فى بنك مع الصين كقوة قادمة فى الطريق تدير العالم يعطى مصر وزنا اقتصاديا كما يعطيها قوة تفاوضية مع امريكا وأوروبا فلو اقتصرنا على الاقتراض من بنك واحد لتمويل المشروعات كما هو قائم الآن فسوف يملى الشروط التى يريدها وسوف نكون مجبرين على الرضوخ لها، بينما بوجود هذا البنك فسوف تقل هذه الشروط ويتاح لنا الحصول على قروض افضل وبشروط ميسرة. وأخيرا الجانب الامنى يأتى من خلال أن الانضمام للبنك يسمح بمشروعات بيننا وبينهم واستثمارات آسيوية وصينية وسيحرص المستثمرون على استقرار مصر وأمنها من أجل تعظيم الأرباح وتحويلها إلى بلادهم مما يسهم فى حفظ الامن القومى لمصر. ويؤكد د. مجدى عبدالفتاح الخبير المصرفى هذا البنك حدث جديد مصر ستستفيد منه مصر لانه سيمنح قروضا للدول الاعضاء والعضو المؤسس له مزايا عن العضو غير المؤسس بفائدة اقل من الفائدة السائدة وهو بنك فريد لأنه اول بنك فى آسيا سيكون له دور فى ليس فى القارة فقط، كما انه سيقوم باجراء تقارير لاقتصاديات الدول الاعضاء تنشر على مستوى العالم وستفيد الاقتصاد المصرى مما يسهل على مصر اللجوء لأى مؤسسة مالية عالمية لطلب القروض بناء على تقارير تلك المؤسسة العملاقة. مشير إلى أن أثره على العملة المحلية يأتى بصورة غير مباشرة من خلال دراساته عن ايجابيات الاقتصاد المصرى التى تسهل على مصر الاقتراض من مؤسسات التمويل الدولية مما يزيد المعروض من الدولار ويمكن البنوك المصرية من تلبية احتياجات المستوردين وتوفير السلع الاستراتيجية وبزيادة عرض الدولار يهبط سعره وبالتالى يتحسن الجنيه.