قبل نحو أربعة أسابيع من قمة مجموعة العشرين في هامبورج، تستقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم الاثنين عدة رؤساء دول إفريقية للمشاركة في مؤتمر "إفريقيا". ويستهدف المؤتمر خفض الفقر والصراعات في القارة السمراء الي يدفع بموجة هجرة الي أوروبا. وتستضيف ميركل مبادرة "الاتفاق مع افريقيا" كجزء من برنامج رئاستها لمجموعة العشرين للدول الصناعية الكبري،المقرر اجتماعها في هامبورج الشهر المقبل. وتم توجيه الدعوة للمشاركة في المؤتمر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورؤساء غانا ، ساحل العاج، مالي، النيجر، رواندا والسنغال وتونس. وقال المتحدث الرسمي بأسم انجيلا ميركل،انه يجب تسريع وتيرة التنمية الاقتصادية في افريقيا بما يتماشي مع معدلات النمو السكاني المرتفعة وتوفير فرص عمل للشباب ، الذي سيساعد علي تقليل تدفق المهاجرين. الجدير بالذكر ان المانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا ، استقبلت ما يزيد عن مليون لاجئ منذ عام 2015 –اكثر من نصفهم من سوريا ، العراق وافغانستان، والآلاف من اثيوبيا ، نيجيريا ودول افريقية اخري. ومئات الآلاف قطعوا الصحراء الي ليبيا علي أمل الهروب عبر البحر المتوسط الي اوروبا، فيما وصفه دبلوماسيون المان بانه "انفجار ديموجرافي". وكانت ميركل زارت ماليوالنيجرواثيوبيا في العام الماضي وتعهدت بمساعدات تنموية بقيمة 27 مليون يورو (30 مليون دولار) بهدف وقف تدفق اللاجئين في المقام الاول. وقالت ميركل انذاك " رفاهية افريقيا من مصلحة المانيا". وقد انتقد البعض مبادرة "الاتفاق مع افريقيا" لعدم تضمنها أي التزام بمساعدات جديدة، لكن مسئولون يقولون انه قد تدعم التنمية وتقلل من الهروب الجماعي ونزيف العقول –خاصة بين الشباب. في اطار خطة "اتفاقيات" مجموعة العشرين، سوف تتعهد 7 دول افريقية بالاصلاحات اللازمة لجذب استثمارات القطاع الخاص. تلك الدول سوف تتلقي دعما من صندوق النقد والبنك الدوليين ومؤسسات تنموية اخري، بالاضافة الي المانيا التي ستدعم هذه الجهود من خلال شركاتها. يشارك في المؤتمر ما يزيد عن مائة بنك وشركة ، بالاضافة الي مستثمرين اخرين. وقال مسئول بوزارة المالية ان المؤتمر ليس معنيا بمجرد تقديم مساعدات او قروض ميسرة وانما هو فرصة لجذب استثمارات وتوفير فرص عمل لتحقيق المكاسب المرجوة. وجهت جماعات غير حكومية انتقادات لنادي مجموعة العشرين –الذي لا يوجد ضمن اعضاءه من القارة السمراء سوي جنوب افريقيا- لعدم تقديمه اية مساعدات من جانبه وان التجارة الدولية عادة ما تضر بمصالح المزارعين والمنتجين الافارقة. حوالي ألف مناهض للعولمة تظاهروا في برلين يوم السبت الماضي، رافعين لافتات "افريقيا ليست للبيع" رافضين المؤتمر باعتباره الاستعمار الجديد للموارد الافريقية في وقت ترغب فيه اوروبا في غلق ابوابها امام المهاجرين. وفي ظل توقعات بتضاعف عدد سكان افريقيا بحلول منتصف القرن الحالي فان مجموعة العشرين لن تستطيع مواجهة الانفجار الديموجرافي الذي ستشهده القارة السمراء خلال السنوات القادمة.