سيضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على شركاء واشنطن في حلف شمال الأطلسي الخميس المقبل لزيادة إنفاقهم الدفاعي ولعب دور أكثر فاعلية في محاربة الإرهاب. وفي ما يأتي النقاط الرئيسية التي يتوقع أن يتطرق إليها المجتمعون خلال القمة المقتضبة في المقر الجديد لحلف الأطلسي على أطراف بروكسل: تطالب واشنطن وكبار الشخصيات السياسية الأمريكية الحلفاء بتقاسم العبء الدفاعي بشكل أكبر منذ تأسيس حلف شمال الأطلسي عام 1949 للوقوف في وجه الاتحاد السوفياتي السابق. إلا أن ترامب كان حادا أكثر في هذا السياق، اذ حذر خلال الحملة الانتخابية من أنه قد يتأكد أولا إن كانت دولة حليفة قد التزمت بمساهماتها قبل مساعدتها. بدا هذا الموقف تخليا إلى حد ما عن الالتزام بالبند الخامس الذي يشكل قلب ميثاق حلف الأطلسي ويقر مبدأ "الفرد للكل والكل للفرد" المتعلق بالالتزام بالدفاع المشترك، واثار قلقا في الأوساط الاوروبية. وزاد وصف ترامب لحلف الأطلسي بان "الزمن عفا عنه" مخاوف الحلفاء الذين تعهدوا خلال عهد سلفه باراك أوباما بتعزيز دفاعات الحلف الى اعلى درجة منذ الحرب الباردة لمواجهة روسيا. وخلال قمتهم في ويلز عام 2014، اتفق قادة الحلف على تخصيص 2% من ناتجهم الاقتصادي لقطاع الدفاع لكل عام على مدى عقد. وحتى الآن، لم تلتزم بالهدف إلا الولاياتالمتحدة وبريطانيا واليونان وبولندا واستونيا فيما تحاول باقي الدول القيام بالمزيد لتعويض تقصيرها في هذا المجال. وتنفق واشنطن نحو 650 مليار دولار سنويا على الدفاع، وهو ما يساوي نحو 70 % من مجموع ميزانيات بقية الدول الأعضاء ال27 في حلف الأطلسي. وتشير مصادر دبلوماسية أوروبية إلى أن الحلفاء يرغبون بالتوصل إلى تسوية يقدمونها إلى ترامب، قد تتمثل باتفاق لمراجعة النفقات الدفاعية السنوية لتشجيع المضي قدما باتجاه هدف 2%. اعتبر ترامب أن حلف الأطلسي "تجاوزه الزمن" لأنه لا يتناسب مع ما يعتقد أنه التهديد الحقيقي في الوقت الحالي، وهو التطرف الإرهابي. وأغضب ذلك الحلفاء الذين ركزوا على روسيا واعتقدوا أنه من خلال انضمامهم إلى التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم داعش في سورياوالعراق باتوا على الخطوط الأمامية للمواجهة ضد المجموعات الجهادية. ولكن ترامب يطالب بانضمام حلف الأطلسي ككل إلى التحالف ليوجه ذلك رسالة سياسية قوية تعبر عن دعم بروكسل للعمليات في سورياوالعراق. ويوفر حلف الأطلسي حاليا "نظام الإنذار المبكر والتحكم المحمول جوا"، وهي طائرات مراقبة تساعد في العمليات ضد تنظيم داعش. ويدرب كذلك ضباطا في العراق إلا أنه يؤكد أن دوره يجب أن يبقى غير قتالي. وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن بعض الحلفاء، بمن فيهم فرنسا وألمانيا، مترددون حيال الانخراط أكثر في النزاع خشية الانجرار إلى حرب ميدانية والمخاطرة بالعلاقات مع الدول العربية في المنطقة. ويخشون كذلك أن ينتهي المطاف بحلف الأطلسي مسيطرا بشكل كامل على العمليات في العراق، كما حصل في افغانستان عام 2003. وباتت افغانستان منذ ذلك الحين الالتزام الأطول مدى للحلف والذي لا يبدو أنه على وشك الانتهاء في وقت قريب فيما لا يزال متمردو طالبان يشنون هجمات دامية ضد القوات الحكومية. يصل ترامب إلى بروكسل على خلفية فضيحة سياسية في واشنطن بشأن طريقة تعامله مع موسكو خلال حملته ومنذ انتخابه. ولطالما أكد الرئيس الأمريكي أنه يرغب بتحسين العلاقات مع روسيا التي وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة عقب تدخل موسكو في اوكرانيا، ويصر على أن الفضيحة ذات دوافع سياسية وهدفها عرقلة محاولات تحسين العلاقات. وتمكن أوباما من حشد جميع الحلفاء على خلفية النزاع في أوكرانيا للرد على روسيا. ولكن لا تزال هناك خلافات في الرأي اذ أبدت بعض الدول، مثل ايطاليا والمجر، ترددا في تأييد العقوبات الاقتصادية التي فرضتها بروكسل على موسكو. وتشير مصادر دبلوماسية في الاتحاد الاوروبي إلى أنه سيتم تمديد العقوبات في يوليو لستة أشهر إضافية. من ناحيتها، ترى موسكو أن العقوبات غير مجدية ونتائجها مضادة فيما يؤكد دبلوماسيون أن روسيا تمكنت من ايجاد طرق للالتفاف على كثير من الاجراءات المتخذة ضدها.