على الرغم من أن الشائعات التى أطلقتها الجماعة الارهابية، طوال الاسبوع الماضى، شائعات «خايبة» لا يصدقها طفل فى كى جى ون، فإنها مع ذلك أربكت السوق والمتعاملين فيه، وجعلت الناس حائرة تضرب أسداسا فى أخماس.. لسبب بسيط جدا وهو أنه لم يتم الرد على تلك الشائعات بسرعة، بل تركها المسئولون حتى «أكلت ودان الناس» أسبوعا كاملا.. أى سبعة أيام بلياليها..! الشائعة الاولى هى إلغاء فوائد شهادات قناة السويس.. وعلى الرغم من أن حائزى هذه الشهادات قد صرفوا الفوائد فى موعدها المحدد، وهو كل ثلاثة أشهر، حتى بلغت قيمة ما صرفوه حتى الان 3.4 مليارات جنيه.. إلا أن هذه الشائعة العبيطة كبرت وترعرعت، وأدت الى حالة من البلبلة بين الناس، حتى خرج علينا المكتب الاعلامى لرئاسة الجمهورية ببيان يؤكد فيه عدم صحة الشائعة جملة وتفصيلا، وأن رئاسة الجمهورية لم تصدر أى قرارات فى هذا الشأن. أما الشائعة الثانية فهى صدور قرار من البنك المركزى بحظر التعامل بورقة المائة دولار.. وهى شائعة عبيطة فعلا بكل المقاييس، لكنها للاسف كبرت وترعرعت، حتى أصبحت أكبر من الفيل، لأن البنك المركزى لم يكلف خاطره تكذيبها منذ اليوم الاول لاطلاقها، بل تركها لاسبوع كامل، ثم صدرتصريح «خجول» لمصدر مسئول بالبنك المركزى ينفى فيه صحة الشائعة.. بعد أن أكلت الشائعة ودان الناس وعقولهم، وأدت الى بلبلة فى الاسواق. والطريف أن كاتبا كبيرا وقع فى الفخ وكتب مقالا عنتريا ساخرا بعنوان «احترس من المائة دولار».. سخر فيه من البنك المركزى وضيق أفق مسئوليه، الذين تخيلوا أن منع التعامل بالمائة دولار يمكن أن يوقف تهريب الدولار..! أما رواد مواقع التواصل الاجتماعى فقد قلبوها «مسخرة «.. حيث سخروا من البنوك وبنك البنوك وأبيها.. البنك المركزى.. وقالوا إن التعامل مع البنوك، بعد القرار، سيكون بالشوال، مؤكدين أن الدولة عادت للعصر الحجرى.. الى آخر ذلك من النكت والتعليقات الساخرة التى امتلأت بها مواقع التواصل الاجتماعى..! وهناك عدة ملاحظات على شائعات الاسبوع الماضى.. أولا أنها تصدر أولا عن بعض المواقع والقنوات الفضائية التى تدعم جماعة الاخوان الارهابية.. ثم يتم نشرها على شريط الاخبار، على استحياء، فى بعض القنوات الاخرى، ثم تتلقف بعض المواقع الشائعة وتقوم ببثها على أنها حقيقة.. وهكذا. وكل هذا فى تقديرى من ألاعيب اللجان الالكترونية التابعة للجماعة الارهابية. الملاحظة الثانية هى أن هذه الشائعات لم تظهر، وبكل هذه القوة، إلا بعد النجاح الكبير للقمة الاقتصادية بشرم الشيخ، التى حققت نتائج سياسية واقتصادية غير مسبوقة.. وهى فى تقديرى مجرد بداية لحرب شائعات «اقتصادية « قد تشنها الجماعة الارهابية خلال الايام القليلة القادمة، فى محاولة للتشويش على نجاح قمة شرم الشيخ، وتشويه الانطلاقة الحضارية التى بدأتها مصر فى جميع المجالات، التى سيجنى المصريون جميعا ثمارها. الملاحظة الثالثة هى تأخر الاجهزة المعنية فى الرد على تلك الشائعات ووأدها فى مهدها مما أدى لتحقيقها أحد أهم أهدافها وهو إثارة البلبلة بين الناس وإرباكهم.. وتشويه ما تحقق من إنجازات على أرض الواقع. إننا يا سادة فى حرب علينا أن نتعامل فيها بكل ما يقتضيه الموقف لحماية أمننا القومى، إما بإغلاق المواقع والقنوات المشبوهة التى تبث تلك الشائعات، وتقديم مسئوليها للمحاكمة بتهمة إثارة الرأى العام ببث أخبار كاذبة.. وإما على الاقل الرد، على تلك الشائعات الخايبة، فورا ودون إبطاء.. حتى لا تستفحل وتحقق أهدافها المشبوهة.. وهذا هو أضعف الايمان!!