حافظت الأسهم الأمريكية على منحناها الصاعد خلال تعاملات الأسبوع الماضي، رغم اتهام شركتين بالسوق بالتهرب الضريبي،والارتفاع القوي للدولار والذي يحد من تنافسية الصادرات الأمريكية، بجانب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها شركات الطاقة مع هبوط أسعار النفط لما دون ال 55 دولارًا للبرميل. وقفز مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 164 نقطة ليبلغ مستوى 18011.14 نقطة بنهابة تعاملات الثلاثاء مقابل 17847.44 نقطة بنهاية تعاملات اليوم ذاته من الأسبوع السابق. وارتفع ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقًا 18 نقطة ليبلغ مستوى إلى 2091.5 نقطة، مقابل 2074.17 نقطة خلال الفترة المقارنة ذاتها. وقفز مؤشر ناسداك المجمع، الذي يغلب عليه قطاع التكنولوجيا، 58 نقطة ليصل إلى 4994.73 نقطة مقابل 4937.44 نقطة خلال الفترة المقارنة ذاتها. وفتح البنك المركزي الطريق أمام زيادة أسعار الفائدة في يونيو المقبل كما بدى أكثر تحفظًا في إبداء نسبة النمو الاقتصاد الأمريكي في علامة على أنه لا يزال قلقا بشأن قوة التعافي الاقتصادي جاء ذلك، بعدما كشف مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة خلال شهر فبراير ارتفاع في مستويات الأسعار، الأمر الذي أعاد المخاوف من ارتفاع معدلات التضخم، مما يحفز البنك على رفع أسعار الفائدة. وأكدت وزارة العمل الأمريكية أن مؤشر أسعار المستهلكين زاد 0.2٪ الشهر الماضي بعد أن تراجع 0.7٪ في يناير وكان المؤشر قد هبط على مدى الأشهر الثلاثة السابقة، وذلك مع ارتفاع أسعار البنزين لأول مرة منذ 9 أشهر. من أبرز أخبار السوق، فتح السلطات الإيطالية تحقيقًا حول تهرب الفرع الإيطالي لشركة آبل الأمريكية المتخصصة في التكنولوجيا، من دفع الضرائب، ورفضت عملاق التكنولوجيا آبل الاتهامات الموجهة إليها حول هذا الشأن. وواجه الفرع الإيطالي لشركة «أبل» الأمريكية اتهامات بعدم دفع ضرائب على أرباح بلغت حوالي 879 مليون يورو، حققتها الشركة ما بين عامي 2008 و2013. ولم تكن أبل الوحيدة التي تلقت اتهامات في السوق الأمريكية، إذ سبقتها ماكدونالد التي اتهمتها نقابات عمالية في أوروبا بتجنب دفع ضرائب تصل إلى مليار يورو تقريبا بين 2009 و2013 من خلال توجيه الإيرادات إلى وحدة في لوكسمبورج، داعية المفوضية الأوروبية للتحقيق في الأمر. وكان من ابرز أخبار السوق أيضًا إعلان شركة «جو دادي»، أكبر مزود على الإطلاق لأسماء نطاقات الإنترنت في العالم- بطرح أولي لأسهمها في بورصة نيويورك للأوراق المالية بما يقارب ال 2.87 مليار دولار. وكشفت شركة بيكر هيوز أن عدد منصات الحفر الباحثة عن النفط في الولايات المتحدة تراجع بنسبة 7٪ خلال أسبوع واحد، بينما أعلنت شركة «شلامبرجير» للخدمات البترولية الاستغناء عن 9 آلاف وظيفة تعادل 7.5٪ من حجم العمالة خلال عام 2015 في ظل الانهيار الأخير في أسعار النفط، كما أعلنت شركة كونوكو فيليبس، ثالث أكبر شركة نفط في الولايات المتحدة ، عن تخفيض استثماراتها بنسبة 20٪ في 2015 . ولايزال قطاع النفط في أمريكا يعاني من هبوط الأسعار، حيث كشفت وكالة »موديز« للتصنيفات الائتمانية أن حوالي 5 شركات التنقيب والإنتاج التي تتابع أعمالها في أمريكا الشمالية ستقلص الميزانيات أكثر من 60٪ هذا العام، في حين سيقوم أكثر من النصف بخفض الإنفاق 40٪ على الأقل. كانت شركات قطاع الطاقة في أمريكا الشمالية قد أعلنت مطلع مارس الحالي موازناتها لعام 2015 بنسبة 30٪ أو بحوالي 50 مليار دولار مقارنةً بالعام الماضي، وذلك بفعل تراجع أسعار النفط، وفقا لتقرير نشره «سيتي بنك»، وذلك بسبب انخفاض أسعار النفط بعد الطفرة في إنتاج النفط الصخري ورفض منظمة «أوبك» خفض الإمدادات وتراجعت أسعار النفط ليهبط خام برنت إلى أدنى مستوى 55 دولارًا للبرميل، بعد تصريحات وزير النفط السعودي، على النعيمي، المؤكدة لرفض «أوبك» خفض الإنتاج، مع استمرار القلق بشأن المعروض العالمي من الخام. وكانت شركة «دايليو بي إتش» العاملة على استخراج النفط الصخري قد أعلنت إفلاسها أخيرا بسبب انخفاض أسعار النفط العالمية، بعدما تجاوزت ديونها 50 مليون دولار، بينما تحدث الإعلام الأمريكي عن شركات أخرى في الطريق. كما توقعت شركة «بيكر هيوز» الأمريكية للخدمات النفطية تسريح ما يقرب من 7 آلاف موظف تعادل 11.5٪ من إجمالي موظفيها في ظل تباطؤ أنشطة التنقيب بسبب الانخفاض الحاد لأسعار النفط لتقليل النفقات بما يتراوح بين 160 و185 مليون دولار. ومع أزمة أسعار النفط، أعلنت شركتا هاليبرتون وبيكر هيوز الاندماج لخفض النفقات في صفقة بقيمة 35 مليار دولار، وبعدها تم الإعلان عن خطط لإعادة الهيكلة وخفض محتمل في أنشطة التنقيب.