كشفت جلسات الصالون الزراعى الذى عقد فى فرنسا فى الشهر الماضى عن أن 508 ملايين شخص يقعون فريسة للجوع فى العالم، وأنه من اليوم وحتى عام 0502 فإن هناك نحو 006 مليون شخص اضافى سوف يعانون من الفقر الغذائى نتيجة لعامل التغير المناخى! كما كشفت المناقشات فى الصالون عن أن انتاجيه المحاصيل المهمة مثل القمح والارز والذرة الصفراء سوف تقل بمعدل 2٪ كل عشر سنوات ، وأن الانخفاض فى الانتاجية سوف يظهر فى المناطق الأكثر حرارة وأن النتائج سوف تكون أكثر قسوة فى المناطق المدارية وهى المناطق الاكثر تأثرا بعدم الأمن الغذائى ووفقا لدراسة تم نشرها فى عام 2102 ، فإن متوسط سعر السلع الغذائية السابق ذكرها سوف يرتفع بما يزيد علي الضعف خلال السنوات العشرين المقبلة مقارنة بأسعارها فى عام 0102، وأن نصف هذه الزيادة السعرية ترجع الي التغير المناخى. وأمام هذه الأرقام والحقائق المفزعة أعرب الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند الذى شارك فى جلسات الصالون عن أمله فى توقيع اتفاق ملزم للأطراف ، بحيث يتم تحجيم درجة الحرارة عند 2 درجة مئوية من الآن وحتى نهاية القرن الحالى! وفى محاضرته فى الصالون الفرنسى أكد هولاند أهمية النهوض بقطاع الزراعة قائلا : »لابد وأن نطعم الكوكب « وإلا فإن مايزيد على 008 مليون شخص سوف يتعرضون للجوع وأكد ايضا ضرورة محاربة الارتفاع فى درجة حرارة الارض، وادارة الموارد المالية بطريقة رشيدة وطالب بتخفيض التبذير الغذائى الذى يمثل مابين 02٪ الي 03٪ من الانتاج الغذائى فى العالم. فالزراعة تسهم دون شك فى ارتفاع درجة حرارة الكوكب فوفقا للارقام المنشورة عن المعهد القومى للبحوث الزراعية الفرنسية فإن الأنشطة الزراعية تساهم بما يقرب من 81٪ من الغازات المنبعثة والتى تؤثر علي الضغط الجوى ، ونسبة انبعاث غاز الميثان من الزراعة تصل الي نحو 86٪ وهناك غازان يساهمان بصورة أساسية فى ارتفاع درجة الحرارة بمعدل من 52 الي 003 مرة وفى زيادة نسبة ثانى أكسيد الكربون وهما البتروجين وهذا الأخير مرتبط باستخدام مخصبات الزراعة والميثان المرتبط بانبعاثات الزراعة. ووفقا لتقرير البحوث الزراعية فان الانبعاثات الغازية التى تؤثر علي الضغط الجوى يمكن تخفيضها الي 21٪ خلال 52 عاما فى فرنسا ، وهذا التخفيض سوف يكون نتيجة سياسيات مرتبطة بتخفيض استخدام الطاقة فى الزراعة كما يرى جو ادوارد لاميزون المدير العام لغرفة الزراعة الفرنسية الذى قام بعمل مشروع »لسياج« زراعى بواسطة مجموعة من المزارعين ومن المتوقع أن تصل مساحة هذا السياج الي نحو 005 كيلو متر علي مدى ال 52 سنة القادمة! السياج الزراعى يعد بمثابة »آبار« تستطيع أن تمتص الكربون بصورة مستمرة وسوف يصاحب هذا المشروع تربية للحيوانات والماشية تحت مسمى مشروع »مزرعة المليون بقرة« وسوف يستعين المزارعون « بالصوب الزراعية لتغذية الحيوانات ، فالزراعة تبحث تطوير مصادر جديدة للعائد مع خدمة البيئة، والنقابة الزراعية تسعى الي وجود مجتمع ايجابى فيما يخص الزراعة وليس فقط مجرد اقاويل ، كما يقول كريتسيتن لامبرت الرئيس السابق للنقابة الزراعية الفرنسية ، مشيرا الي أهمية تطوير البحث والابتكار فى هذا المجال مستقبلا. ووفقا لمنظمة الأممالمتحدة للاغذية والزراعة (الفاو) فلابد من زيادة حجم الانتاج الغذائى بمعدل 07٪ خلال ال 53 سنة القادة، لكى يتم اطعام مايقرب من 9 مليارات شخص وهو عدد سكان العالم فى عام 0502 مقابل 7 مليارات شخص هم عدد سكان العالم العام الحالى إلا أن الارتفاع فى درجة حرارة الكوكب يشكك فى تحقيق هذا الهدف. //////////// الاحتباس الحراري والجفاف القياسي من العوامل التي أسهمت في نشوب النزاع بسوريا رجح باحثون أمريكيون أن الجفاف القياسي المرتبط ربما بالتغير المناخي الذي ضرب القطاع الزراعي في سوريا بين عامي 2007 و2010ربما يكون قد أسهم في اندلاع النزاع في هذا البلد في 2011. فقد ضربت موجة الجفاف الأشد في تاريخ البلاد المنطقة الزراعية الرئيسية في شمال سوريا ما أرغم المزارعين ومربي المواشي المفلسين على النزوح إلى المدن حيث غذى الفقر وسوء إدارة الدولة السورية مع تضافر عوامل أخرى ،الحراك الاحتجاجي الذي اندلع في ربيع 2011، كما أوضح هؤلاء الباحثون في تقارير صادرة عن الأكاديمية الأمريكية للعلوم. وقال ريتشارد سيجر عالم المناخ في جامعة كولومبيا بولاية نيويورك والمشارك في الدراسة «لا نقول إن الجفاف هو سبب الحرب بل انه يضاف إلى كل العوامل الأخرى التي أسهمت كذلك في النزاع» الذي أوقع ما لا يقل عن مائتي ألف قتيل ونزوح الملايين. وأضاف «إن الاحتباس الحراري الحالي الناجم عن نشاطات بشرية أسهم على الأرجح في تفاقم موجة الجفاف في هذه المنطقة». فقد اجتاح الجفاف المنطقة الممتدة من شمال سوريا إلى بعض أجزاء تركيا والعراق حيث بدأت الزراعة وتربية المواشي سنوات طويلة. وشهدت هذه المنطقة على الدوام تغيرات مناخية طبيعية. لكن هؤلاء العلماء اظهروا استنادا إلى الأبحاث الموجودة وأعمالهم انه منذ 1900 سجلت هذه المنطقة ارتفاعا في الحرارة تراوح بين درجة و1,2 درجة مئوية وكذلك خفضا للمتساقطات بنسبة تقارب 10٪. وهذه الاتجاهات تتوافق فعلا مع ما تظهره النماذج المعلوماتية حول تأثير النشاطات البشرية على ارتفاع حرارة الجو وانبعاث الغازات الدفيئة، ولا يمكن أن تنسب إلى التغير المناخي الطبيعي. وثمة دراسات أخرى أعادت جزئيا إلى التغير المناخي هذا الاتجاه نحو إصابة حوض المتوسط بالجفاف. ولفت الباحثون إلى إن وضع سوريا كان هشا بسبب عوامل أخرى مثل انفجار تعدادها السكاني الذي ارتفع من أربعة ملايين في خمسينات القرن الماضي إلى 22 مليونا حاليا. إلى ذلك فإن حفر الآبار بصورة غير مشروعة أدى إلى تراجع كبير في احتياطات المياه الجوفية التي كان من الممكن أن تخفف من تبعات الجفاف الذي تسبب بتدهور الإنتاج الزراعي بنسبة تزيد عن 30٪. وهذا النشاط يسهم في ربع إجمالي الناتج الداخلي في سوريا. وفي المناطق الأكثر تأثرا في شمال شرق البلاد نفقت قطعان بشكل شبه تام وتضاعفت أسعار الحبوب ما أرغم نحو 1,5 مليون شخص إلى مغادرة الأرياف إلى ضواحي المدن التي تدفق إليها أصلا لاجئون من الحرب في العراق. أوضح الباحثون أن الانتفاضة بدأت بشكل أساسي في هذه المناطق.