توجد مجموعة من الأقوال المتداولة-نقلا عن أدباء وشعراء- خارج نطاق الأمثال الشعبية ولكنها فى كثير من الأحيان تكون أصدق ما يكون فى الدلالة على وضع ما,فعندما نتحدث عن سلسلة التفجيرات التى تشهدها مصر والتى تتزايد حدتها مع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر الاقتصادى من ناحية والانتخابات البرلمانية من ناحية اخرى, سوف نجد أنفسنا أمام عبارة شهيرة ( كلما صعد القرد الى أعلى ،تفنن فى ألاعيبه) انهم يريدون ان يشتتوا الاهتمامات وان يستقطبوهم بالصورة ,فلابد ولا مفر من التفنن فى ألاعيب نشر الذعر بين الناس،ثم الحديث بعد ذلك عن المصالحة!!!!!!!. واذا تحدثت عن الانتماء والوطن,سوف تقفز الى ذهنك مباشرة مقولة (رضعوا لبن مغشوش وشبوا بلا ملامح) ---- نعم هم كذلك --- ولا شئ غير ذلك.دعنا نختلف فى الآراء,فكل منا له نشأته واوضاعه الاجتماعية وقناعاته الفكرية ,ولكن لانصفى بعضنا البعض فالدماء تباعد المسافات وتعمق اخاديد النفوس وتصمت الكلمات ليست هذه مصر ولا نريد ابدا ان تكون كذلك,واذا كنا نستشهد بأدبيات الأديب العالمى نجيب محفوظ,فإن واقعنا هو الذى أمده بهذه الأدبيات العالمية.مصر هى حى الفجالة بتلاحم المسجد والكنيسة وتغذيها ثقافة المكتبات,قبل ان تتغول عليها محلات الادوات الصحية! مصر - هى حى شبرا-بتجانس مكوناته الدينية وسماحة معيشته اليومية,مصر هى الأزهر والحسين و خان الخليلى والصاغة وعلاقات الأمانة والثقة المتبادلة بين عنصرى الأمة وبين الكبير والصغير,مصر بأحيائها الشعبية من الجمالية حتى كلوت بك مرورا بباب الشعرية,هى التى أفرزت حرافيش النخوة والنجدة وقت الشدة,وليس القبوع وراء الجدران الباردة الفاصلة المانعة0حلوان هى - ارض الينابيع التى تحمل الشفاء للناس وليس الحقد والمغالاة,مصر الجديدة ,رمز الانفتاح على العالم الجديد-حينها-والتنوع بين الطبقات فى سلسلة ومنظومة تبدأ من الموسكى وباب الشعرية,الى العباسية بشقيها وكوبرى القبة والحلمية والزيتون ,ثم مصر الجديد,كل ذلك فى خط ومسار مستقيم مصر من باب اللوق الى الدقى فالجيزة والاهرامات,تواصل بين الاحفاد والاجداد كل مصرى فى داخله هذا الرصيد من الذكريات التى تربط بين الأحياء والأحباء من الأهل والجيران ,وهذا الرصيد هو الذى يشكل الملامح ويصوغ العلاقات بين الإنسان والإنسان,بغض النظر عن دفتر الأحوال أوخانة الديانة والاتجاهات,فقد كان الإجماع أن نعيش فى سلام,بحثا عن لقمة العيش والصحة والستر,أشجارا صلبة وليس نباتات متسلقة بلا جذور او انتماء,نستظل بتاريخ وحضارة ونمضى فى طريقنا الى الأمام ولكن،هاهو الحصاد المر لتفنن القردة غير ذوى الملامح,لقد تحول الإنسان الى رقم بعيدا عن التقسيمات الوهمية النابعة من ضلالات التصور-لقد سقط كذا مواطن مصرى-وجفت الدموع من كثرة ما ذرفت العيون وتحولت رجفة القلب من خشاعة الموت الى جمود وصلابة ,قد لايكون ذلك امرا محمودا,ولكنه يفيد فى بعض الأحيان تفننوا فى ألاعيبكم لقد نذرنا الكثير لكى تبقى ملامح الوجوه و يتأكد أن لبن الوطن غير مغشوش للمواطن«مصرى».