«أهل مكة أدرى بشعابها» مقولة تحمل قدرا كبيرا من الحقيقة اذا ما تحدثنا عن سيناء المليئة بالكنوز المدفونة التي لم تسبر أغوارها إلى الآن. وحتى لا نحرث في البحر ويصبح كلامنا رمادا تذروه الرياح صممنا ان تكون حواراتنا مع المختصين بالشأن الاقتصادي والعام من اهالى سيناء لنضع ايدى صاحب القرار على الأولويات الى يجب ان يبدأ بها في ضخ الأموال المخصصة لأحداث التنمية. الكل أشاد بالخطوة الأولى في الإصلاح والتى تمثلنا فى تخصيص 10 مليارات جنيه لتمثيل سيناء وقد استحسنوا ان تبدأ الدولة بنفسها لبث الطمأنينة في قلوب المستثمرين الذين افزعتهم الأحداث الأخيرة. تدخل فى الوقت المناسب اللواء محمد عبدالفضيل شوشة محافظ شمال وجنوب سيناء الأسبق يقول: إن تدخل الدولة في هذا التوقيت جاء متزامنا مع الأحداث الساخنة التى تمر بها سيناء وهو تدخل سريع وإيجابى نتمنى أن يؤتى ثماره في أقرب وقت حتى يعود الاستقرار إلى ربوع أرض الفيروز. وأضاف لابد بعد تحديد قيمة الاتفاقات وهى 10 مليارات جنيه وأن تحدد الأولويات لإنفاق هذا المبلغ حتى تتم الاستفادة القصوى به. سألته: وماالأولويات التى تقترحها؟ اجاب: لابد اولا من فتح ملف الزراعة وهو الاستثمار الأمثل والأيسر فى الوقت الحالى ويتزامن مع ذلك الاهتمام بمشروع ترعة السلام واستغلالها وتشغيلها للاستفادة المباشرة التى سوف تتحقق على أرض سيناء وعلى الوطن كله . الأمر الثانى التعدين: وهي كنوز مدفونة على هذه الأرض لم يتم استغلالها الى الآن وهما كفيلان ليس بنقل بسيناء بل نقل مصر كلها نقلة كبرى فلدينا ثروات بكر ومواد خام تصدر كما هى لتعاد استيرادها بملايين الدولارات في صورة مصنعة.. خاصة فيما يعرف بالرمل الأبيض أو الرمل الزجاجى وهو أنقي أنواع الرمال على مستوى العالم وهناك التنقيب عن الذهب وغيرها. ويضيف ولعل ما سبق يجرنا الى الحديث عن الأولويات وهي التصنيع الذي يرتبط بالزراعة وبالتعدين وهو ما سيوفر الآلاف من فرص العمل وتفتح آفاقا واسعة لاعطاء الفرصة كاملة لإحداث نوع من الاكتفاء الذاتى وإحداث نقلة نوعية للصادرات المصرية. الأولوية ملء الفراغات بالاستثمارات حسام شاهين عضو مجلس الشعب الأسبق عن سيناء يقول ان سيناء تمثل سدس مساحة مصر جمعيا ، وكان المأمول ان يكون الاهتمام بملف سيناء قد بدأ مبكرا لقرابة 30 عاما وهذا ما كان سيجنبنا الكثير من الأزمات الخانقة التى تمر بها ويمر بها سكانها. ويضيف: أن سبب الأزمة الحقيقى فى سيناء هو النزاعات الكثيرة على هذه الأرض وعدم تقديم حوافز حقيقىة لجذب الاستثمارات إلى هنالك وإحداث التنمية البشرية هناك مرتبط بأحداث تنمية اقتصادية حتى تصبح جاذبة للبشر لملء تلك الفراغات التى تهيىء الفرصة لأحداث الترويع التى تشهدها.. فعدد سكان شمال سيناء 360 ألف نسمة وجنوبها 90 ألفا اي فى محملهم لا يزيدون عن نصف مليون نسمة في بلد يكتظ بأكثر من 90 مليونا ويتعرض لاختناقات سكانية فى الدلتا والصعيد والقاهرة والإسكندرية. ويقول إن مبلغ ال 10 مليارات جنيه التى تم تخصيصها هى بداية مبشرة وأول الغيث قطرة واتمنى ان يوضع فى أولويات صانع القرار ان يركز على الصناعات كثيفة العمالة مسترشدا بتجربة الجيش الذى انشأ مصنعا للأسمنت باستثمارات 2.5 مليار جنيه ووفر 5 آلاف فرصة عمل مباشرة يرتبط بها 20 ألف فرصة عمل غير مباشرة من عمالة نقل ومبيعات مباشرة للجمهور وتجارة واستخدام، علاوة على ان كل واحد من هؤلاء له اسرة مكونة من 4 أفراد على الأقل فهذه صناعات الكثيفة الاستخدام للعنصر البشرى والكثيفة العائد. ويضيف انه في عام 90 تم تدشين »المشروع القومي لتنمية سيناء« بمشاركة من القطاع الخاص تقدر ب 40٪ ومن الدولة ب 60٪ وهنا لابد من احياء مثل هذا المشروع لان تدخل الدولة فى هذا التوقيت بهذا القدر الغالب مطلوب لبث الطمأنينة فى قلوب المستثمرين سواء اجانب او مصريين. ويطالب بإنشاء كيان مستقل له كل ومطلق الصلاحيات لاتحاد القرار وذلك للطبيعة الخاصة لسيناء والتى تختلف جزئيا وكليا عن بقية المحافظات لا ان تعامل مثلها مثل بقية المحافظات كما يحدث فى القوانين الزراعية التى تطبق هي على ارض سيناء من ازالة المبانى على الاراضى الصحراوية وكذلك الحال مع قوانين الري والذى يفرض اجراءات مرهقة للحصول على ترخيص بناء بئر حتى يزرع المواطن من مائها. فوجود جهاز له كل الصلاحيات دون اعاقات ضرورة قصوى لاحداث تنمية حقيقية. ويوضح ان ارض سيناء لا تنقصها البنية الأساسية فلديها شبكة طرق معقولة وبها شبكة كهرباء تؤدي دورها وبها ميناء تجارى ويمكن توسعته ومطار دولى وبها شبكة للمياه والتليفونات ولا ينقصها سوى مصانع تلتف حولها مجتمعات عمرانية تستثمر فى مناطق الفقر السكاني حتي لاتحدث دلتا جديدة في العريش التى تستحوذ على 200 الف نسمة ومساحتها 250 كيلو مترا فقط. وينتهى بقوله ان اهالى سيناء وطنيون حتى النخاع ولم يثبت ضدهم منذ الاحتلال في 67 وجلاء العدو الصهيونى عام 79 اي حالة من التجسس او التخابر لمصلحة العدو.. وان اي حال تعميم وتهييج ضد الاهالى هناك سيعمق الفجوة التي خلفها النظام السابق فى عهد حسنى مبارك. الإدارة بالريموت كنترول اسامة ذكري رئيس الغرفة التجارية بالعريش يبدأ بالمناشدة الأولى بأن يكون تحقيق الأمن في قمة الأولويات فى إنفاق ال 10 مليارات جنيه حتى لو استنزفها جميعا فلا تنمية بدون امن هكذا يقول. ويقول ان الله حبا ربوع سيناء بمختلف الثروات التى لم تستغل حق الاستغلال فيكفى ان الطفلة التى يتم الانتفاع بها لانتاج الاسمنت قدرها الخبراء بعمر يتجاوز ال 200 عاما فى دورات تشغيل مستمرة.. وبجانب الرمال البيضاء عندنا جبال من الجرانيت تكفى لاقامة مئات المصانع وتشغيل آلاف الشباب ويتم تصديرها خاما . ويقول عندنا جبال من الفوسفات والمنجنيز تبحث عن مستثمرين ومصانع وعمال وكلها موجودة ولكن حلقة الوصل مفقودة والمتمثلة فى الارادة الحكومية.. وهكذا يتوالى ضياع الفرص الصناعية التى يمكن ان تحدث نقلة كبرى وتجتذب ملايين المصريين الى سيناء. وينتقل اسامة ذكرى الي صناعة السياحة التى اهدرت فيها الملايين بل المليارات من الدولارات سنويا فنحن فى سيناء نمتلك مختلف انواع السياحة منها الدينية كدير سانت كاترين وجبل موسى وغيرهما من المواقع التى يمكن ان نجعلها مناطق جذب عالمية. كما ان هناك اراضي يمكن ان تكون جزرا سياحية خلابة يندر ان يكون لها مثيل على مستوى العالم وفي ارض سيناء توجد ميزة عالمية وهى انها تمتلك انقى وانظف بيئة خالية من التلوث علي مستوى العالم.. وكذلك عندنا مساحات شاطئية على مساحة 200 كيلو متر على البحر المتوسط. واذا انتقلنا الى بحيرة البردويل التي تم تصنيف ثروتها السمكية بأنها الأقل تعرضا للتلوث على مستوى العالم علاوة على الاستغلال لشاطىء البحر المتوسط . وبالنسبة للزراعة فعدنا اراض خصبة من اجود ما يكون وعندنا افخر انواع زيت الزيتون حتى ان الكيلو وصل الى 30 جنيها رغم ان السورى يتم استيراده وبيعه فى السوق المحلي ب 20 جنيها للكيلو لشدة الطلب على الزيت السيناوي. ثم يقول ان ترعة السلام سوف تمثل نقلة كبرى فى إحداث تغييرات فى الخريطة الزراعية بمصر كلها اذا تمت معالجة التشوهات التى شابت عملها. ولكن يستدرك اسامة ذكرى هناك دائما ضلع ناقص لايراه متخذ القرار وهو التنمية البشرية فالمنظومة يجب ان تكون متكاملة فكيف افكر في ان اجتذب عناصر بشرية دون ان اوفر لهم ابسط مقومات الحياة وهي مياه الشرب وشبكة مواصلات مهترئة فالأتوبيس الوحيد الذي يعمل متهالك، والقطار وصل الى بئر العبد وتوقف العمل به فلماذا لم يصل الى العريش؟ وانا لا اتكلم عن سمعة عامة للخدمات الدولة فهناك مدن القناة المجاورة نجد مستوى الخدمات رائعا. ويقول هناك منظومة متكاملة واناس مختصون يستطيعون وضع يد المسئولين على مواطن الداء وكذلك تقديم الدواء الناجع لعلاج امراض التنمية.