تقرير: زينب فتحى أبو العلا يعد السيناريو المرتبط بالإسقاط الكلى للديون اليونانية بعد فوز الحزب اليسارى «سيريزا» غير قابل للتحقيق وفقا لما يراه المراقبون .فالجميع سوف يتجنب التعرض لهذا الخطر. وحسب صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية فالانتصار الحافل ل «لسيريزا «فى اليونان الأسبوع الماضي يعقبه فترة من الترقب من جانب منطقة اليورو . وقد عبر زعيم الحزب اليسارى « اليكسس تسيبراس « عن عزمه التشاور مع أوروبا لتخفيض حجم الدين على اليونان معلنا الرغبة في التعاون والتشاور للوصول إلى حل عادل قابل للتطبيق ويحقق النفع للجميع فالتهديدات بالرفض القاطع لإسقاط الديون في رأيه لا يعد بالأمر المناسب في الوقت الحالي ولا يعدو كونه تخلىا من منطقة اليورو عن مساندة اليونان. وحسب لوفيجارو على الرغم من فترة عدم الثقة والترقب السياسي للشهور الأولى للحكومة الجديدة لا يستبعد بعض الاقتصاديين السيناريو الخاص بالإسقاط الكامل للدين اليوناني أو سيناريو الخروج من منطقة اليورو على الرغم من أن احتمالات تحقيق هذا الأخير ضعيفا .فما هي التكلفة والأعباء الإضافية التي سوف تتحملها المنطقة ؟ واعتبر ألكسيس تسيبراس زعيم حزب سيريزا اليساري اليوناني فوزه في الانتخابات المبكرة التي جرت الاسبوع الماضي هزيمة للتقشف ولبرنامج الانقاذ الذي وضعه صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي . وقال تسيبراس أمام آلاف من أنصاره في أول تصريحات له بعد ظهور النتائج : إن تفويض الشعب اليوناني يغلق دون شك دائرة التقشف المفرغة. ويجعل الترويكا من الماضي (.اي خبراء البنك المركزي اليوناني والاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي، الجهات المانحة الثلاث). وهكذا اعتبر محللون ان ضرورة تخفيض الديون الضخمة لليونان ستطرح نفسها في الاشهر المقبلة متوقعين صعوبات جديدة بالنسبة الى الاوروبيين. وسيناريو خروج اليونان من منطقة اليورو الذي تم التطرق اليه في الآونة الأخيرة، اعتبره معظم المحللين امرا غير مرجح. لكن مسألة قابلية استمرار الديون التي بلغت 177,7 ٪ من اجمالي الناتج الداخلي في 2014 تطرح نفسها حتى مع احتمال تمديد برنامج المساعدات. ويعتزم الكسيس تسيبراس، زعيم حزب اليسار المتشدد «سيريزا»، الانتهاء من سياسة التقشف ويأمل في إعادة هيكلة واسعة للديون ما يثير قلق العديد من العواصم الأوروبية. ويقدر إجمالى الدين العام اليوناني بنحو 320مليار يورو وهو يزيد بمعدل 1.7مرة على الناتج المحلى الاجمالى لليونان اى يمثل 177٪ من اجمالى الناتج المحلى الاجمالى وبالنسبة للدائنين فإن 85٪ من الديون تتركز لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية وهيئات عامه مثل البنك المركزي الاوروبى وصندوق النقد الدولي . وقبل تفاقم أزمة الدين فان البنوك الخاصة كانت هى الدائنين الرئيسيين لليونان.ويذكر انه في مارس 2012كانوا على استعداد لإسقاط 70٪ من الديون لتنخفض إلى 107 مليارات يورو ولكن مع تفاقم الدين تعذر ذلك وقد تدخل الاتحاد الاوروبى لانقاذ اليونان أكثر من مرة .فى عامى 2010 و2012 حيث تدخل لانقاذ اليونان من الافلاس وما كان سيسفر عنه من تأثير على النظام المالى الاوروبى وقد تضمنت خطة المساندة الاولى دعم بقيمة 110مليار يورو فى صورة قروض اما الخطة الثانية للمساندة فكانت بقيمة 141.8 مليار يورو. وبصورة اجمالية فإن اليونان قد تلقت بالفعل ما يقرب من 250مليار يورو كمساندة فى شكل قروض وهو ما ادى الى تضخم دين الدولة. وبحسب «لوفيجارو « قدمت فرنسا ما يقرب من 9مليارات يورو في إطار خطة الدعم الاولى التى قام بها الاتحاد الاوروبى ونحو 31 مليار يورو عبر صندوق الدعم المالى الاوروبى ليصل بذلك اجمالى ما انفقته فرنسا نحو 40 مليار يورو . وتعيش اثينا منذ 2010 بفضل جرعات المساعدات التي يقدمها دائنوها الدوليون الذين تعهدوا باقراضها حوالى 240 مليار يورو مقابل سياسة تقشف صارمة. ودول منطقة اليورو هي التي تملك القسم الاكبر من الديون اليونانية، سواء مباشرة او عن طريق الصندوق الاوروبي للاستقرار المالي. وحذر وزير المالية الالماني فولفجانج شويبله مرارا من انه يتعين على اليونان احترام تعهداتها. واكد رئيس الوزراء الفنلندي الكسندر ستاب انه سيقاوم بشكل حازم اي محاولة لشطب قسم من الديون اليونانية. وعلى الرغم من ان قرارا بشطب قسم من الديون غير وارد في الوقت الراهن، الا أن الكثير من الخبراء الاقتصاديين يدعون إلى ترتيب ما على الأقل لأن «الديون مرتفعة إلى حد انه لن يكون في وسع الحكومة المقبلة مواصلة التسديد»، كما قال بول دو غروي الأستاذ في «لندن سكول اوف ايكونوميكس». والمسألة ليست مستجدة. فمنذ نوفمبر 2012، تطرق وزراء مالية دول منطقة اليورو إلى اجراءات إضافية بهدف «ضمان خفض موثوق وقابل للاستمرار لمعدل الديون اليونانية» إذا توصل البلد إلى تسجيل فائض «أولي» في الموازنة، اي خارج خدمة الدين. وهذا ما حصل في 2014 ويفترض ان يتجدد في 2015، كما اشار خبراء ، فالشروط متوافرة اذن. اما فيما يتعلق بالسيناريو « الكارثة «والمرتبط بإسقاط الديون فإنه غير مطروح الآن فى بروكسيل حيث يفضل أن يتم التفاوض حول مد فترة سداد القروض علما بأن القروض لمدة 30 عاما منها 10 سنوات دون فؤائد. هناك حالة من الترقب لسداد الجزء الأخير من الحزمة والذى يبلغ نحو 40 مليار يورو تم تعليقها فى نهاية 2014 نظرا لأن الشروط والإجراءات المرتبطة بسداد هذا المبلغ يعد اول اختبار للعلاقات بين الحكومة الجديدة والدائنين. يتطلع «برنو لارو» زعيم النواب الاشتراكيين باليونان الى مساندة فرنسا بعد الانتصار الحافل لتيار اليسار وقال: «ان تيسبراس لايعتزم الخروج من منطقة اليورو واضاف ان فوزه يعنى انتصارا لبرنامجه هو ايضا . لكن «لا يوجد هامش كبير آخر من المناورة» لإعادة التفاوض حول الديون، كما قال مصدر دبلوماسي اوروبي. واقر صندوق النقد الدولي الدولي الذي يعد من بين الجهات الدائنة لاثينا، بان قابلية استمرار الديون اليونانية تشكل مصدر «قلق خطير»، وحض شركاءه الاوروبيين على «منحها تخفيفا اضافيا». لكن المؤسسة التي تتخذ من واشنطن مقرا، رفضت على الدوام القيام بالمزيد. وكانت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاجارد واضحة جدا حيال ذلك. وحذرت قائلة: «الدين هو دين، هذا عقد. والتخلف عن السداد، واعادة الهيلكة، وتغيير المهل له عواقب على توقيع» بلد ما «وعلى الثقة في هذا التوقيع». اما بالنسبة الى البنك المركزي الاوروبي الذي اشترى الديون اليونانية في السوق، فلا يمكنه التدخل لأسباب قانونية، كما لفت احد المسئولين فيه . وذكر الخبراء الاقتصاديون في مركز بروجل أن الاوروبيين فعلوا الكثير: خفض معدلات الفوائد وتمديد استحقاق القروض الذي يتجاوز في المعدل 30 عاما ونقل منافع الى اثينا يحققها البنك المركزي الاوروبي من اعادة بيع السندات اليونانية وتأخير مهل التسديد لعشرة أعوام. ورأى الخبراء أنه من الممكن جعل الديون اليونانية نحو 160 ٪ من اجمالي الناتج المحلي. وهو مستوى قد يبقى مرتفعا بشكل خطير ولن يكون ممكنا بلوغه قبل عقود.