هل يتحلي الأمين العام للامم المتحدة, بان كي مون, بقدر من الشجاعة, ويستمع إلي دعوة سلفه, الدكتور بطرس بطرس غالي, بوضع إسرائيل أمام مسئوليتها بعد ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة؟ دعوة الدكتور غالي, كما أوردتها بوابة الأهرام الالكترونية, استندت إلي آخر الاحصائيات, بعد28 يوما من العدوان الإسرائيلي, الإجرامي علي غزة, وقد أسفر العدوان عن كارثة إنسانية مروعة بكل المقاييس, بلغت حصيلتها: نحو1900 شهيد, بينهم حوالي450 طفلا, و240 سيدة, في حين بلغ عدد المصابين نحو8 آلاف مصاب, فضلا عن تدمير نحو800 بناية سكنية, باستهداف مباشر من الطائرات الإسرائيلية, بالإضافة إلي التدمير الكلي والجزئي لآلاف المنازل, مما ترتب عليه نزوح مئات الآلاف من سكان قطاع غزة وبالذات في المناطق الحدودية. كذلك, استندت دعوة الامين العام الأسبق, بطرس بطرس غالي, للسيد بان كي مون, إلي أن إسرائيل اعتادت ضرب مدارس ومقرات الأممالمتحدة, المعروفة باسم الأونروا, التي كانت ولا تزال ملجأ آمنا للأطفال والنساء والشيوخ, وأشار غالي- بشكل خاص- قيام آلة الحرب الإسرائيلية القذرة بضرب مدرسة ومركز الأونروا, التابع للأمم المتحدة بالقطاع, وقبلها كانت قد قامت بضرب مدرسة' قانا' في جنوبلبنان التي كانت مركزا للأمم المتحدة. هنا.. وجب تقديم هذه الشهادة للتاريخ, في حق الدكتور بطرس بطرس غالي, فقد كانت لدي الرجل الشجاعة الأدبية الكافية, في عام1996, حينما كان يشغل منصب الأمين العام للامم المتحدة, وحينما وقع العدوان الإسرائيلي الغاشم علي جنوبلبنان, ووصل العدوان ذروته بضرب مدرسة' قانا' التي كانت مركزا للأمم المتحدة. وقد مارس الدكتور غالي دوره الفعلي, كأمين علي ميثاق ومبادئ الأممالمتحدة, لم يخضع, وقتها, للضغوط الأمريكية, التي مارستها وزيرة الخارجية السابقة, مادلين أولبرايت, ونشر الرجل التقرير الكامل لمذبحة' قانا', الذي أدان شيمون بيريز, رئيس مجلس وزراء إسرائيل, وقتها, والحاصل علي جائزة نوبل للسلام ويا لسخرية الأقدار, بقتل106 مدنيين لبنانيين. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد, بل قام الأمين العام الأسبق بإحالة التقرير رسميا إلي مجلس الأمن والجمعية العامة ليصبح وثيقة إدانة رسمية لإسرائيل, ضمن وثائق الأممالمتحدة التي سوف يذكرها التاريخ لجرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل. الدكتور بطرس بطرس غالي دفع ثمن موقفه, بأن انتقمت الوزيرة, الثعبان, أولبرايت, شر انتقام منه, بعد ستة اشهر, باتخاذ قرار الفيتو الامريكي, الشهير, علي إعادة انتخابه, أمينا عاما, لفترة ثانية, أسوة بمن سبقه, وبمن لحقه, للمنظمة الدولية. السؤال الآن هو: ماذا فعل السيد بان كي مون تجاه المجزرة الإسرائيلية القذرة في قطاع غزة؟ في البداية, أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن استيائه,deplore لقصف الأطفال, مكتفيا بانتظار انتهاء التحقيقات, و'إصبروا معانا'.. ولو لم تكن المدرسة التي تم تدميرها تابعة للأمم المتحدة لصمت بان كي مون تماما. في وقت لاحق, وعندما وقعت مجزرة مدرسة رفح, في ثالث هجوم بربري إسرائيلي قاتل علي مدرسة تابعة للأونروا, في قطاع غزة, واستشهد فيها عشرة مدنيين فلسطينيين, قال متحدث باسم السيد بان كي مون: إن قوات جيش( الدفاع الإسرائيلي!!) أبلغت مرارا بمواقع الأونروا, مشيرا إلي أن هذا الهجوم, إلي جانب انتهاكات أخري للقانون الدولي, يجب التحقيق فيها بسرعة ومحاسبة المسئولين, إنه عار أخلاقي وعمل إجرامي, ويجب أن يتوقف هذا الجنون'. هل تتوقف بيانات بان عند حدود الإدانة لإسرائيل؟ أم يتشجع الرجل ويمارس مهامه الفعلية, كأمين علي ميثاق ومبادئ الأممالمتحدة كما فعل سلفه بطرس؟ [email protected]