* استخدام مواد بديلة في البناء لخفض التكلفة *25 مليون جنيه ميزانية المركز سنويا * أول مبني حكومي أخضر هو مبني وزارة البيئة ---------- تنظوي فكرة مركز بحوث الاسكان والبناء التابع لوزارة الاسكان علي توفير الأبحاث الهامة فيما يتعلق بكل أمور البناء والاسكان لمساعدة الوزارات في اتخاذ قراراتها بشكل علمي وصائب ويندرج تحت هذه الرؤية كتيبة عمل مكونة من10 معاهد بحثية ومركزين للتدريب أحدهما يهتم بإفريقيا ويدرب أبناءها وهذا له أهمية سياسية, بالاضافة الي الاهمية البحثية التي يقدمها الي جانب التدريب, ويتوازي مع عمل المركز تجارب فعلية يقوم بها عقب اكتشاف الجديد حتي يتم تعميمه علي كل المباني القائمة في مصر. الاقتصادي التقي المهندس خالد الذهبي رئيس مجلس ادارة المركز القومي لبحوث الاسكان والبناء فأكد انه لا توجد صعوبة في البناء علي أي تربة وكل أمر مهما كان صعبا له مخارج بحثية وتحتاج هذه المخارج إلي جهد شاق وعمل دائم. وأكد د. خالد أن المركز مختص بكل ما له علاقة بالاسكان والبناء من خامات ومواد البناء والعمارة والاسكان والخرسانة والمنشآت والهندسة الصحية, بالاضافة الي معهد فيزيقا المنشآت وتبدو أهمية هذا المعهد في انه يختص بدراسة كيفية البناء بآلية تجعل درجة حرارة المبني اقل من الجو الخارجي بكثير وهذا يساهم في خفض الطاقة المستخدمة في أوقات درجات الحرارة المرتفعة, مشيرا الي ان المركز بدأ بالفعل في استخدام مواد غير تقليدية في البناء فالمعتاد عند البناء استخدام الزلط والطوب والخرسانة وغيرها من الخامات ونحن نعمل علي ابتكار الجديد وبالفعل تم اختراع حوائط من الفوم عليها القليل من الخرسانة المسلحة يتم البناء بها وتتميز بالخفة والتكلفة الاقل ويمكنها البناء حتي ثمانية أدوار وإذا اضفنا أعمدة صلبة يمكننا البناء بأدوار أكثر ارتفاعا, وبالفعل قمنا ببناء نماذج باستخدام حوائط الفوم في مدينة السادس من اكتوبر وفي المباني الملحقة بالمركز, وحاليا تقوم مصانع بانتاج الفوم لاستخدامه بشكل أوسع في البناء. وكشف د. خالد عن أن كل ما يخص البناء يتم التعامل معه من خلال أكواد أي أن هناك كودا يشرح القانون الذي يتم به استخدام المواصفة والمركز لديه30 كودا و21 مواصفة تحدد بنود العمل واشتراكاته ويتم تحديثها كل ثلاث سنوات وفقا للمتغيرات التي تحدث في البلاد, وهناك معايير للقبول تكون بمثابة اختبار لاستخدام المواصفات الصحيحة ويتم تقييم المشروع وفقا لهذه المعايير. وأفصح د. خالد الذهبي عن الانتهاء من عدة دراسات هامة في مجال استخدام المواد البديلة مثل استخدام الحديد المدرفل علي البارد وهو ينتج اسياخ حديد رفعية ورخيصة الثمن, بالاضافة الي دراسة الخرسانة المسلحة بألياف زجاجية وهي خرسانة بديلة لتقليل الاعتماد علي المواد التقليدية, مشيرا الي ان المركز يقوم بجولات لكل دول العالم لرؤية النظم المختلفة وزرنا الصين والهند واندونسيا ونستورد منها ما يناسبنا من تكنولوجيا البناء والاسكان وعلي سبيل المثال فإنه باستخدام ألواح الفوم وجدنا أنها تخفض التكلفة من20-25% لذلك بدأنا باستخدامها في مصر. أيضا بدأنا في استخدام النانوتكنولوجي في مواد الدهانات والحوائط وتم الاتفاق مع شركة نانوتك التي تستخدم تكنولوجيا النانو لتوريد أي مواد يتم تصنيعها لديهم للاستفادة بها, مشيرا الي انه لا يوجد مكان لا يصلح للبناء, لكنه توجد أماكن تحتاج تكلفة أكثر او اصلاحا اكثر حتي تكون صالحة للاسكان والحياة عليها. فأهم شيء في الهندسة هو الأمان والتكلفة الاقتصادية, وقال د. خالد ان المركز يوجه أبحاثه بشكل اكبر علي بحوث البناء الصديقة للبيئة لذلك كانت الفكرة بإقامة المجلس المصري للبناء الأخضر الذي يرأسه وزير الاسكان ويشغل منصب رئيس المركز القومي لبحوث الاسكان والبناء ويحاول هذا المجلس مواكبة طرق العمارة الحديثة التي تراعي ظروف البيئة وتكون صديقة لها من خلال المبني الأخضر الذي بدأنا بالمركز لإعداد كود له يكون به اشتراطات البناء, هذا المبني الأخضر تكون فيه طرق كثيرة لترشيد الاستهلاك واعادة استخدام المياه والسخانات التي تعمل بالطاقة الشمسية أي أنه من المباني الذكية التي تمثل جودة عالية, وطرح د. خالد مثلا انه في دول أوروبا يتم استخدام مياه المجاري بعد تنقيتها في غسل الطرقات ورش الحدائق العامة التي لا تنتج مواد نأكلها وهذه الدول لا تعاني مشاكل مياه مثلنا ولكنها ترشد الاستهلاك وتستفيد بكل الامكانات المتاحة. وكشف رئيس المركز القومي لبحوث الاسكان انهم بدأوا في انشاء اول مبني حكومي صديق للبيئة وهو مبني وزارة البيئة الجديد وتم الاتفاق للبناء بالطرق التي تتبع المجلس المصري للبناء الأخضر وفي القطاع الخاص يجري حاليا انشاء كمبوند استثماري في القاهرة الجديدة يستخدم كل مقومات الحفاظ علي البيئة خاصة السخانات الشمسية الموفرة للطاقة. وأضاف ان استخدام بدائل الطاقة يحتاج الي مزيد من التوعية الاعلامية, فنحن لدينا مجموعة محفزات تجعل الاتجاه نحو البناء الاخضر اكثر لأننا في مصر نتعامل مع البناء بقدر من التوفير فلماذا استخدام السخان الشمسي وتزيد تكلفة المنشآة إلي مبلغ كبير وانا من الممكن ان استخدم الغاز بتكلفة اقل ولكن اذا نظرنا الي المستقبل نجد ان الطاقة الشمسية تكلفة لمرة واحدة فقط ودون استخدام شهري ومخاطر قلة الطاقة, هذه الامور تحتاج تغيير ثقافة الشعب المصري واتجاهاته في المستقبل لأن المنازل الذكية تكون قادرة علي خفض تكلفة الطاقة وبها الطريقة الامثل للحياة بشكل نظيف ومتوازن, ايضا يساهم المركز في تطوير الصناعات المرتبطة بالبناء من خلال ابحاث علمية مع المصانع وقد بدأنا بعمل ابحاث مع مصانع الاسمنت لانتاج قالب طوب صديق للبيئة من خلال خلط الرمل بالأسمنت فيكون لدينا طوب بلا حرق ولا تلويث للبيئة المصرية, وبدأنا بالفعل في انتاج هذا الطوب وتجربته في عدة مبان كنماذج للاستخدام قبل إعداد الكود الخاص به. واكد د. خالد ان دور المركز لا يتوقف فقط علي الابحاث العلمية وانما يخرج لتحسين المعيشة في بعض المجالات مثل خروج المركز للعشوائيات وعمل مشروع قومي لتوفير حياة كريمة لسكان العشوائيات والمشكلة في العشوائيات ان سكانها لا يريدون تركها اعتقادا ان المدن التي سوف ينتقلون اليها ليس بها سبل كافية للحياة فهم يرون ان حياتهم بجوار المساكن التي بنوها بعشوائية, فالعمل والحياة هناك وان الخروج سوف يكلفهم الكثير ولكن اذا وفرنا لهم مدنا سكنية بها جميع الخدمات سوف يشعرون انهم ينتقلون للعيش الكريم وان العمل والمواصلات والمدارس وكل الامكانيات موجودة في المناطق التي سوف ينتقلون اليها لهذا فإن الاتجاه نحو زيادة الوعي لدي العشوائيات هو امر استلزم منا مزيدا من الجهد خاصة اننا نقوم بدراسات لانشاء مشروع قومي للقري المنخفضة التكاليف وتقوم بعمل نموذج ل400 قرية للظهير الصحراوي مقامة علي2000 فدان تكون فيها القري منتجة ومنخفضة التكاليف للعيش الكريم هذا المشروع نقوم حاليا بدراسته لاتمامه وتوفير سكن مناسب لأهالي القري الذين يعانون العشوائية وسوء التوزيع وقلة الخدمات, واشار رئيس مركز بحوث الاسكان والبناء الي ان هناك بعض الاعمال تحتاج الي عمالة كثيفة وهو ما يوفر أيدي عاملة كثيرة مثل مشروع الطوب الصديق للبيئة. وطالب الدكتور خالد الذهبي بأن تكون الامور المتعلقة بالاسكان تحت عين وبصر المركز الذي يقدم الابحاث العلمية المتميزة التي ترفع شأن المشروع وقال ان ميزانية المركز25 مليون جنيه سنويا تشمل جميع الامور من عمل الاكواد لسفر اعضاء المركز للدول للبحث واكتشاف الجديد وايضا تشمل كل ما يقدمه المركز من ابحاث ومؤتمرات علمية علي مدار السنة, ولابد ان يكون الاهتمام بالبحث العلمي أكبر من ذلك لأنه ينير الطريق للعمل الميداني ويسهل الطريق لعمل مشروعات صحيحة وقادرة علي الاستمرار في المستقبل.