كشف تقرير حديث صادر عن مركز معلومات مركز الوزراء ان مصر احتلت المرتبة68 عالميا من اجمالي163 دولة في الاداء البيئي واحتلت مصر كذلك مقدمة الدول العربية في تلوث المياه بالمواد العضوية بمعدل206 آلاف كيلوجرام يوميا تليها المغرب بفارق كبير80 الف كيلو فقط. وتناول التقرير قضية تلوث المياه حيث اشار الي ان هذا التلوث هو تغير في خواص المياه الطبيعية اللون والرائحة او الخواص الكيميائية نسبة الاكسجين المذاب المواد العضوية وكذلك الخواص البيولوجية التلوث الميكروبي ويحدث هذا التلوث بسبب وصول بعض المواد الدخيلة( الملوثات) الي المجاري المائية. اما معايير تلوث المياه فهي: الاكسجين الذائب فيجب الا تقل نسبة الاكسجين الذائب في الماء عن5 مجم/ لتر والا ماتت كل الكائنات البحرية التي تعيش في هذه المياه. المتوسط السنوي للاكسجين المذاب يقع في الحدود المسموح بها علي مستوي المحافظات خلال عامي2007 و2012 حيث تراوحت نسبته ما بين5.7 مجم/ لتر و8.3 مجم/ لتر خلال هذين العامين. *الاكسجين الحيوي الممتص:6 مجم/ لتر هو الحد الاقصي المسموح به وتستخدم قيمته كمعيار علي وجود الملوثات العضوية ولم يتعد متوسط الاكسجين الحيوي الممتص الحدود المسموح بها في المحافظات حتي عام2012 فيما عدا اسوان التي وصلت الي الحد الاقصي بالفعل. *الاكسجين الكيميائي الممتص: يجب الا تزيد نسبة الاكسجين الكيميائي الممتص عن10 مجم/ لتر والا ادي ذلك الي هلاك وفناء الحياة البحرية. * تعدي متوسط الاكسجين الكيميائي الممتص الحدود المسموح بها في كل من الاسكندريةودمياط وبني سويف والقاهرة خلال عامي الدراسة وقد انخفضت النسبة بجميع المحافظات في عام2012 مقارنة بعام2007 فيما عدا محافظاتالاسكندرية وبني سويف والمنيا. *الأملاح الذائبة الكلية: من الجدير بالذكر ان المتوسط السنوي للاملاح الذائبة الكلية للمحافظات لعامي الدراسة لم يتعد الحدود القصوي وهي500 مجم/ لتر. وتدهور المتوسط السنوي للاملاح الكلية خلال عامي2007 و2012 في بعض المحافظات مثل الاسكندرية وبني سويف وبورسعيد في حين تحسن ذلك المتوسط في بعض المحافظات الاخري مثل دمياط واسيوط وسوهاج. وفق القانون رقم48 لسنة1982 في شأن الحفاظ علي المجاري المائية من التلوث يحظر صرف او القاء المخلفات الصلبة او السائلة او الغازية من العقارات والمحلات والمنشآت التجارية والصناعية والسياحية ومن عمليات الصرف الصحي وغيرها في مجاري المياه علي كامل اطوالها ومسطحاتها الا بعد الحصول علي ترخيص من وزارة الري وبشرط ان تكون مطابقة للمعايير المقررة, ويحظر علي الوحدات النهرية المتحركة المستخدمة للنقل او السياحة او غيرها السماح بتسرب الوقود المستخدم لتشغيلها في مجاري المياه, وضع القانون ولائحته التنفيذية مواصفات ومعايير لمياه المسطحات المائية التي تستقبل صرف المخلفات الصناعية والآدمية التي لا يسمح بتجاوزها وقد حظر القانون صرف اي مواد او مخلفات تؤدي الي تجاوز المعايير المحددة لمياه المجاري المائية السابق ذكرها. أما ملوثات المياه فهي: * الصرف الصحي: تعتبر مياه الصرف الصحي من اهم مصادر التلوث لما تحتويه من ملوثات بيولوجية وكيميائية ومن الجدير بالذكر ان مصر تعاني من فجوة في التغطية بشبكات الصرف الصحي بين المدن والقري فهناك43.6% فقط من السكان علي مستوي الجمهورية متصلون بالشبكة العامة للصرف الصحي و56.4% متصلون اما بشبكة اهلية او بترنش او غير متصلين علي الاطلاق. وبلغت نسبة الاسر التي لديها صرف صحي بالمحافظات الحضرية نحو96.8% ونحو37.2% في محافظات الوجه القبلي. ويبلغ حجم الطاقة الاستيعابية للصرف الصحي17.5 مليون مكعب يوميا و99% من فقراء القري الاكثر فقرا لا صرف صحي. *الصرف الصناعي: تحتوي مياه الصرف الصناعي علي الكثير من المركبات العضوية وغير العضوية والمعادن الثقيلة التي تضر بالصحة العامة وتحول دون الاستخدام الامثل للمصادر المائية وقد تم الانتهاء من توفيق اوضاع93% من المنشآت التي تقع علي نهر النيل باجمالي كمية صرف نحو469.3 مليون متر مكعب تقدر بنحو98.37% من اجمالي كمية الصرف الصناعي الناتج عن تلك المنشآت وذلك عن طريق ايقاف الصرف الصحي نهائيا او تحويله بعد المعالجة الي الشبكة العامة للصرف الصحي. *الصرف الزراعي: تتعرض شبكة المصارف الزراعية للتلوث نتيجة التعرض المباشر للصرف الصناعي او نتيجة لمياه الصرف الصحي وهو ما يؤدي الي تدهور نوعية المياه اضافة الي استخدام مياه المصارف في ري الاراضي الزراعية مما يؤدي الي زيادة نسبة الملوحة في مياه المصارف الزراعية ويعتبر ايضا استخدام المبيدات الحشرية والاسمدة في الزراعة من اهم مصادر التلوث بالاضافة الي الاملاح الناتجة عن غسيل التربة وتعتبر مصادر التلوث الزراعي الرئيسية هي مصارف خور السيل والبربا والريمون وكوم امبو. وقد بلغت كمية مياه الصرف المعاد استخدامها في الري وتشمل مياه الصرف الزراعي ومياه الصرف الصحي والمياه الجوفية الضحلة وكذلك المياه الجوفية العميقة نحو6.98 مليار متر مكعب. * الفنادق النهرية العائمة: تتواجد الفنادق النهرية العائمة علي طول ضفاف نهر النيل اذ يوجد نحو300 فندق عائم تعمل ما بين الاقصرواسوان وعلي الرغم من ضرورة وجود وحدات لمعالجة المخلفات السائلة لدي تلك الفنادق فإن معظم وحدات المعالجة لا تعمل بالكفاءة المطلوبة نظرا لعدم ملاءمة تكنولوجيا المعالجة لطبيعة ونوعية الصرف بها مما ادي الي عدم مطابقة المياه المعالجة للحدود المسموح بها وكذلك عدم كفاية سعة خزانات الصرف الصحي بالاضافة الي ان المراسي النهرية المعدة لاستقبال المخلفات السائلة من العائمات لا تفي باحتياجاتها. ويؤدي نقل بعض المواد الخطرة مثل المشتقات البترولية والزيت الخام والكيماويات عبر الانهار والبحار والمحيطات الي الحوادث المسببة لتلوث المسطحات المائية الحاملة لهذه السفن. وهناك مشروع متعدد السنوت2006 2014 لتحسين وادارة شبكات الري المتكاملة تصل تكلفته الاجمالية الي303 ملايين دولار تشمل قرضا من البنك الدولي بقيمة120 مليون دولار ومساهمة قيمتها78 مليون دولار من الجهات المانحة الاجنبية و105 ملايين دولار مساهمة من وزارة الاشغال العامة والموارد المائية ويمثل هذا المشروع استمرارا لالتزام البنك الدولي تجاه المشاريع التي تركز علي ادارة الموارد الطبيعية وزيادة دخل المناطق الريفية وتخفيف حدة الفقر والاستدامة البيئية. *الري بمياه الصرف الصحي: يقصد بمياه الصرف الصحي تلك المياه الناتجة عن استخدامات المنازل والمصانع اضافة الي مياه المجاري والصرف الزراعي ونظرا للنقص المتوقع في مصادر المياه العذبة الطبيعية تزداد الحاجة الي استخدام مياه الصرف الصحي بعد معالجتها بطرق خاصة لتنقيتها وجعلها صالحة للري. وهناك مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية يتم ريها حاليا بهذه المياه حيث تروي بها بساتين الفاكهة متساقطة الاوراق: العنب والافوكاتو والموالح, تختلف نوعية مياه الصرف الصحي تبعا لمصدرها ففي حين تتشابه مياه المجاري الناتجة من المنازل في مكوناتها تختلف نوعية مياه المصانع تبعا لنوع الصناعة فمثلا تحتوي المياه الناتجة عن مصانع البويات المعدنية علي تركيز عال من المعادن الثقيلة في حين تحتوي المياه الناتجة عن المجازر ومصانع المواد الغذائية علي تركيزات عالية من املاح الصوديوم والكلوريد بينما تحتوي مياه الصرف الصحي لمصانع الورق علي تركيز عال من البورون. *الاسمدة المسرطنة: هي مواد يؤدي التعرض لها الي احتمال حدوث تأثيرات مسرطنة( البنزول, الاسبست, الامينات العطرية ويمكن للتأثيرات المسرطنة ان تظهر عند التعرض لهذه المواد سواء بملامسة الجلد او الاستنشاق او تناول الاغذية التي تم تسميدها بها.