تكتسب جولات الرئيس مرسي الي العديد من دول العالم خاصة ذات الثقل الاقتصادي والتجاري والتكنولوجي أهمية كبيرة.. ولقد جاءت زيارات الرئيس للصين ثم الولاياتالمتحدة النصف الثاني من الشهر الجاري عبورا بدول أوروبية وحتي البرازيل المقرر أن تشملها تلك الجولات من هذا المنطلق, نظرا لما تمثله هذه الدول من أهمية كبيرة وثقل اقتصادي وسياسي, لدعم وتطوير العلاقات معها سواء بالمجالات الاقتصادية والتكنولوجية والسعي الي جذب السياحة والاستثمارات منها. ومنذ توليه المسئولية في30 يونيو الماضي أي قبل أن يكمل الشهرين قام الرئيس محمد مرسي بالعديد من الجولات الخارجية المهمة استهلها بالعاصمة العربية والاسلامية المحببة الي قلب المصريين وهي أرض الحرمين الشريفين, ثم توجه الي اعماق إفريقيا حيث التقي قادة القارة في أول زيارة وحضور لرئيس مصري منذ سنوات وربما عدة عقود, فزيارة ايران وما سبقها من جدل وضغوط. علي أنه تجدر الاشارة الي أن نجاح السياسة الخارجية وصنع مكانة مرموقة لأي دولة لا يمكن أن تتحقق دون أن تستند الي جبهة داخلية قوية ومتماسكة واقتصاد قوي ناهض. صحيح أن مصر مازالت تعاني تبعات الثورة من انفلاتات أمنية وانقسامات تلقي بظلالها علي أوضاع كثيرة ربما أخطرها حركة الاستثمارات والسياحة, لكن يبقي ضرورة اليقين في أن تمتين الوضع الداخلي يظل هو الأساس والمعيار لنجاح أي تحرك خارجي. ومما لا شك فيه أن جولات الرئيس الخارجية تهدف الي تقديم وجه مصر الجديد, وهي من الأهمية بمكان حيث إنها تتيح له أن يتحاور من خلالها بصورة مباشرة مع قادة دول العالم, علاوة علي أنها تقدم تطمينات أيضا عن سير الأوضاع الداخلية في مصر ومدي احترامها للحقوق والحريات, الي جانب تطمينات للدول التي تسعي مصر الي جذب الاستثمارات والسياحة منها بما توفره من حماية لها. وليس خافيا أن تحقيق نهضة للاقتصاد المصري لا يمكن أن يتم بمعزل عن العالم, والاعتماد علي القدرات الداخلية وحتي الدعم العربي وحدهما وانما بموجب علاقات متشعبة مع مختلف دول العالم وتجمعاته شرقا وغربا, شمالا وجنوبا*