مرت شركات المقاولات المصرية بالعديد من الأزمات المالية، أدت إلى إفلاس بعضها، حيث تؤكد المؤشرات الصادرة عن الاتحاد المصرى لمقاولى التشييد والبناء أن عدد المدرجين به من المقاولين تقلص إلى 31 ألف مقاول من أصل 54 ألفًا كانوا أعضاء به أرجع الخبراء ورجال الأعمال العاملين بمجال المقاولات الانخفاض فى الأعداد، إلى عدة أزمات مالية مرت على القطاع كان أولها عام 3002 عندما تم تعويم الجنيه، ثم فى الأزمة المالية العالمية عندما وصل سعر طن الحديد إلى 8 آلاف جنيه والأسمنت إلى 008 جنيه للطن، مما عرض الشركات لخسائر فادحة، لأن العقود كانت مبرمة على الأسعار القديمة، وأتت فترة الانفلات الأمنى منذ 1102 وحتى 3102 كالضربة القاضية على المقاولين، بعدما توقفت أعمالهم نتيجة التعرض للسرقات وصعوبة نقل مواد البناء، وبما أننا على أعتاب زيادة جديدة فى الأسعار، ناتجة عن رفع أسعار الوقود وانخفاض قيمة الجنيه، أصبحت شركات المقاولات الحالية على شفا الوقوع فى فخ الخسارة نتيجة ارتفاع الأسعار المفاجئ بما يخالف القيم المتفق عليها فى العقود، ومن هنا حرصت »الأهرام الاقتصادى«، على عرض خطة المقاولين لتفادى تلك الأزمة التى تعتمد على شقين أحدهما تشريعى والثانى استثمارى وإداري. »طبقوا قانون 5 لسنة 2005، والمضاف إلى قانون المزايدات والمناقصات» بهذه العبارة طالب محمد ابو العنين، مالك شركة مقاولات وعضو الاتحاد المصرى لمقاولى التشييد والبناء، أن تلتزم الحكومة بتنفيذ القانون فيما يتعلق بالعقود المبرمة بين شركات المقاولات والهيئات الحكومية، دون اللجوء للقضاء ومجلس الدولة مثلما جرت العادة، موضحًا أن ذلك القانون أضيف على قانون المزايدات والمناقصات رقم 89 لسنة 1998، وينص فى مادتيه 22، والمادة 22 مكرر 1، على أن يتم احتساب فروق الأسعار سواء بالزيادة أو الانخفاض بعد أول 3 أشهر من إبرام التعاقد بين المقاول والهيئة الحكومية، وفقًا لقائمة الأسعار التى يصدرها الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، وإعطاء كل طرف حقه. وأضاف أن متوسط زيادة الأسعار فى مدخلات البناء نسبته 3.22% سنويًا، متوقعًا أن تنفجر أزمة ارتفاع أسعار مواد البناء خلال الثلاثة أشهر المقبلة، وخصوصًا فى سلع محددة مثل الحديد الذى تحتكره مجموعة عز الدخيلة، والأسمنت وتحتكره الشركات الأجنبية التى على رأسها شركة «لافارج» التى منحها عاطف عبيد، رئيس وزراء مصر الأسبق، ترخيص 11 شركة، ولا يمكن الرجوع فى التعاقد لأن العقود دولية وتعرضنا للتحكيم الدولي، رغم أن الأسمنت لا يتأثر بارتفاع الدولار لأنه منتج محلي، ونسبة خام «الكلنكر» المستورد له لا تتعدى 6% من إجمالى مدخلات إنتاج الأسمنت، متوقعاً زيادة كبيرة فى أسعار النحاس، نظرًا لاحتكار شركة «السويدى للكابلات» له، وكذلك وقوع أزمة فى مصانع الطوب بعد ارتفاع أسعار المازوت ورفع الدعم عنه، رغم أن المصانع كانت مغلقة وتبيع المازوت الخام بسعر 2500 جنيه للطن، علمًا بأنها كانت تحصل عليه بسعر 1500 جنيه فقط. وكشف عن أن 81٪ من إجمالى 13 ألف مقاول أعضاء مفعلون حاليًا بالاتحاد المصرى لمقاولى التشييد والبناء، مدرجون ضمن الفئة السابعة، التى تضم صغار المقاولين ممن ينفذون مشروعات قيمتها أقل من 3 ملايين جنيه، معربًا عن رفضه لاتباع الحكومة نظام «الإسناد المباشر» فى المشروعات القومية، لأن ذلك يتنافى مع قانون المزايدات والمناقصات، كما يقضى على صغار المقاولين. وأشار الأمين العام السابق لاتحاد مقاولى التشييد والبناء، المهندس محمد عبد العزيز الهياتمي، إلى تعديل المادة 22 فى القانون 5 لسنة 2005، التى أضيفت إلى قانون المزايدات والمناقصات، بأنها كانت فى عام 2005 تشترط تعديل أسعار التعاقد كل 6 أشهر وفقًا لإحصائية جهاز التعبئة العامة والإحصاء، ثم فى عام 2008 صدر قانون 191 لسنة 2008، واشترط تعديل الأسعار كل 3 أشهر فقط، تحت رقابة وزارة الإسكان، اتحاد المقاولين، الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، هيئة الخدمات الحكومية. وأوضح أن القانون لا يسرى على عقود الشركات وبعضها، وإنما يخص فقط عقود الشركات مع الحكومة وبالتالى لابدأن يلتزم المقاولون فى تعاقدهم مع شركات القطاع الخاص، بمبدأ العقد شريعة المتعاقدين، وأن يكون هناك عقد موحد ينص على أن أى زيادة فى الأسعار تعامل وفقاً لقانون 5 لسنة 2005، وقانون 191 لسنة 2008، ولكن للأسف شركات الفئات الأولى والثانية والثالثة تحتكر السوق والمقاول الصغير لا ينال إلا الفتات بعقود من الباطن لا تحمى حقوقه. وعن حقيقة انخفاض عدد المقاولين العقاريين من 45 ألفا إلى 13 ألفا فقط، قال: هذه كذبة كنا نستغلها للضغط على الحكومة لصرف المستحقات، فالمقاول لا تشطب عضويته بالاتحاد إلا إذا توفى أو وصل إلى سن المعاش، ولكن حقيقة الأمر هى أن هناك العديد من المقاولين حولوا نشاطهم من المقاولات إلى الاستثمار العقارى، أى يكون المقاول هو المالك والمنفذ للمشروع، وليس المنفذ فقط، علمًا بأن العديد من اعضاء اتحاد المقاولين لا يجددون عضويتهم إلا بعد 5 سنوات، للحصول على بطاقة عضوية توضح فئة المقاول وتخصصه سواء كان الطرق أو الكبارى أو السكنى او الإداري، لأن كل مشروع يستغرق من عامين إلى خمسة أعوام، وبالتالى التجديد يكون خلال فترات طويلة. وعن تأثير ارتفاع أسعار مواد البناء على استثمارات قطاع المقاولات، أوضح أن مصر تستثمر ما يتراوح بين 300 إلى 400 مليار جنيه فى المقاولات سنويًاوعرض د.محسن يحيى حلاً عاجلاً لحسم أزمة مستحقات شركات المقاولات سواء مع القطاع العام أو الخاص، قائلاً: منذ تأسيس اتحاد المقاولين عام 1992، ونحن نناقش تطبيق عقد «الفيدك» الدولى فى السوق المصري، ولكن لم يستجب أحد، رغم أن العقد تفرضه الشركات الأجنبية العاملة فى مصر على المقاولين، فيما لا تقبله شركات القطاع العام والخاص، لتتمكن من استغلال ثغرات العقود. وانتقد قانون 5 لسنة 2005، المضاف على قانون المزايدات والمناقصات، باعتبار أنه خص زيادات أسعار مواد البناء على الحديد والأسمنت فقط متجاهلاً باقى مدخلات البناء من طوب، سيراميك، رمل، أدوات كهربائية.