رفض خبراء المقترح الذي تقدم به منير الزاهر رئيس بنك القاهرة بفرض ضريبة %30 علي المصريين بالخارج وذلك ضمن تصريحات اولى بها ل »الاهرام الاقتصادى« معتبرين ذلك اجراء يصعب تطبيقه عمليا وقانونيا. وطالبوا بضرورة تشجيع المصريين بالخارج علي الاستثمارات في بلدهم ومنحهم حوافز تشجيعية علي تحويلاتهم للسوق الرسمى وتقليص الفارق بين السعرين الرسمى وغير الرسمى للدولار ضمانة لتحويل اموال المصريين بالخارج الي القنوات الرسمية بعيدا عن السوق السوداء. السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الاسبق يؤكد ان هذا المقترح لايمكن تطبيقه عمليا ولا قانونيا فمن الناحية العملية لاتوجد إحصائيات كاملة بعدد المصريين بالخارج وان كانت التقديرات تشير الي انهم حوالي 10 ملايين فإن عدد المشاركين في الانتخابات سواء البرلمان اوالرئاسية لايتعدى 2 مليون لذلك فإن حصرهم امر صعب ويشمل الوصول اليهم جميعا. ومن الناحية القانونية هناك اتفاقيات لمنع الازدواج الضريبى وقعت عليها مصر مع دول العالم العربى والاجنبى علي حد سواء وهى تقتضى سداد الضريبة في البلد الذي يكسب منه العامل او المستثمر لدلك لايمكن ان يدفع المصرى بالخارج ضريبة للدولة التي يعمل بها ثم يدفع ضريبة اخرى لموطنه لذلك فالمقترح مرفوض شكلا ومضمونا . وقال بيومى لابد من تشجيع المصريين بالخارج وعدم التعامل معهم علي اسس غير اقتصادية ولاحتي قانونية. الدكتورة يمن الحماقى استاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس ترفض المقترح وتؤكد انه ليس جديدا بل سبق التقدم به لكنه فشل عمليا عند التطبيق. وتعلل الحماقى رفضها للمقترح بأنه اجراء خاطئ ولايجب التعامل مع المصريين في الخارج وفقا لهذا المبدأ باعتبارهم مصدرا يمكن اللجوء اليه عند فرض ضريبة اوجباية جديدة بل يجب تشجيعهم ومنحهم مزايا تنافسية للاستفادة من تحويلاتهم الدولارية. وأشارت الي ان التصرفات الخاطئة التى اتخذتها الحكومة والجهاز المصرفى في السابق بفرض حدود علي الايداع والسحب الدولارى للأفراد وفرض حدود للدولار القادم من الخارج جعل المصريين بالخارج يلجأون الي السوق السوداء لبيع تحويلاتهم الدولارية. وأضافت الاستقرار المتوقع في سعر الصرف وقرب انتهاء الفجوة بين السوقين الموازى والرسمى سيعزز من فرص دخول تحويلات المصريين بالخارج الي القطاع المصرفى ولن يكون هناك مجال مرة أخرى للسوق غير الرسمية. ويؤكد تامر الشرقاوى امين عام حزب المصريين الاحرار والمسئول السابق عن ملف المصريين بالخارج بالحزب ان الافضل هو تشجيع المصريين بالخارج علي الاستثمار في مصر وتسهيل اجراءات استثمارهم والتغلب علي البيروقراطية التي تواجه المستثمرين من ابناء مصر بالخارج الذين يمتلكون اموالا طائلة ولديهم رغبة حقيقية في مساعدة بلادهم في هذه الظروف بدلا من فرض ضرائب عليهم. وأشار الي ان فرض ضريبة علي المصريين بالخارج هو مقترح غير ملائم لطبيعة الوضع الحالى الدي تعمل فيه الدولة جاهدة علي جذب مدخرات المصريين بالخارج والاحرى هو التصدى لعصابات تهريب العملة الذين يقومون بمنع تدفق الدولار الي السوق المحلية وشرائه من المصريين بالخارج. وأشار الي ان التجارب السابقه في تشجيع المصريين علي الاستثمار في مصر سواء عبر شراء الاراضى او الاوعية الادخارية لم تنجح في تشجيعهم علي ضخ مدخراتهم بالسوق وهو مايجب تغييره والبحث عن طرق بديلة ملائمة لطبيعة عمل المصريين بالخارج لتقديم افضل المقترحات لجذب مدخراتهم وليس فرض ضرائب عليهم.