تكثف الحكومة تحركاتها الحثيثة للاقتراض الدولارى بهدف ترميم جدار الاحتياطى النقدى من العملات الاجنبية سواء عبر القروض أو المنح التى تقدر بنحو 13 مليار دولار من صندوق النقد الدولى والمؤسسات تشمل ودائع ومنحا من السعودية والشامارات بنحو 4 مليارات دولار ومليار دولار من البنك الدولى و500 مليون دولار اخرى من بنك التنمية الافريقى. بالتزامن مع هذه التحركات يتبنى بنكا «الاهلى المصرى» و»مصر» -اكبر بنكين حكوميين مملوكين للدولة- المساهمة فى رأب الصدع الذى أحدثه نقص العملة الاجنبية فى الاقتصاد والمساهمة فى تدعيم قواعد الاحتياطى النقدى من العملات الاجنبية من خلال طرح سندات واقتراض مباشر من بنوك ومؤسسات مالية عربية واجنبية. ويتوقع خلال الفترة القادمة ان يبدأ البنك الاهلى فى طرح سندات دولارية بقيمة 600 مليون دولار كانت قد وافقت على طرحها الجمعية العمومية غير العادية للبنك بتاريخ 22 مارس 2015 الا ان البنك لم يقم فعليا بالطرح رغم توجيه الدعوة لعدة مؤسسات مالية عالمية للمنافسة على ترتيب الاصدار. وقال مسئول مصرفى رفيع المستوى بالبنك ان الاهلى المصرى سيبدأ فى تفعيل قرار الاقتراض من الخارج وسيتم طرح السندات فى الاسواق الخليجية والاوروبية مع احتمال طلب زيادة المبلغ عن سقف ال600 مليون دولار. وسيعيد البنك -بحسب المسئول- اتصالاته مع 13 مؤسسة مالية كان قد سبق تحدث معها بشأن الطرح تمهيدا للوصول بهذه القائمة الى قائمة مختصرة لبنوك الاستثمار التى ستتولى الطرح وسبق للبنك الأهلى المصرى طرح سندات بقيمة 600 مليون دولار بالاسواق الخارجية استحقت السداد فى اغسطس 2015 وقام البنك بالسداد بفائدة 5.25٪. ومن المتوقع -بحسب المسئول- ان تزيد فائدة الطرح الجديد عن النسبة السابقة ولكن ذلك سيحدد من خلال بنوك الاستثمار واسواق السندات الدولية. وكان البنك الاهلى المصرى قد أرجأ هذا الطرح الذى كان مقررا له منتصف العام الماضى الى تذبذب اسواق السندات حينها. وبالتوازى مع خطوط البنك الاهلى المصرى بات وشيكا حصول بنك مصرعلى 500 مليون دولار من مؤسسات وبنوك عربية واجنبية عبر خطوات فعلية اتخذها البنك على ان يتم توقيع عقود الاتفاق النهائى والحصول على المبلغ خلال شهرين على أقصى تقدير. وبحسب محمد الاتربى رئيس بنك مصر فإن عملية الاقتراض تستهدف تدعيم الموارد الدولارية للبنك. ورفعت مؤسسة »موديز« للتصنيف الائتمانى تصنيفها ل 5 بنوك مصرية شملت البنك الاهلى وبنك مصر وبنك القاهرة وبنك الاسكندرية والبنك التجارى الدولى من B3 الى B2 مع الابقاء على نظرة مستقبلية مستقرا. ويعلق الدكتور عمرو حسنين ممثل »موديز« فى مصر ورئيس شركة ميرس للتصنيف الائتمانى قائلا: التصنيف الائتمانى الحالى للبنوك المصرية يؤهلها لطرح سندات او الاقتراض الدولارى من الخليج. وأشار الى ان الفائدة التى سيتم الاقتراض او الطرح الدولارى بها ستيزيد بطبيعة الحال عن المعدلات السابقة نتيجة لاختلاف الظروف السياسية والاقتصادية عن مثيلاتها فى 2010 . وأكد حسنين ان لكل اكتتاب عملاءه والمستثمرين فيه، ولكل درجة مخاطر من يقيمها ويحدد قراره الاستثمارى فيها. وأشار الى ان فرص نجاح طرح البنك الاهلى قائمة بالفعل وسابقة اعماله والتزامه فى السداد ستكون ضمن معايير الاقبال على الاكتتاب وتغطيته.