يواجه القطاع السياحي حزمة من التحديات التي تزيد معاناته وتتطلب تدخلا عاجلا نظرا لأهمية هذا القطاع الحيوي.. يتطلع خبراء السياحة وأصحاب الشركات في2014 إلي مساندة كاملة من الدولة ومؤسساتها خاصة وزارة المالية والبنوك والتأمينات خاصة في ظل التزام معظم المنشآت السياحية بالتمسك بالعمالة وعدم الاستغناء عنها. يوضح عادل زكي رئيس لجنة السياحة الخارجية بغرفة شركات ووكلاء السفر والسياحة ان القطاع السياحي عاني- ولا يزال- من تبعات عدم الاستقرار السياسي والاضطرابات المتتالية بما ادي الي معاناة القطاع وهروب السائح والمستثمر بالإضافة إلي تزايد مظاهرات المطالب الفئوية في القطاع السياحي بالتزامن مع تحذيرات السفر الي مصر, كما رفضت البنوك التعاون وتقديم التسهيلات البنكية أو تأجيل سداد القروض والفوائد خلال الفترة في عام2013,2012 حتي صدرت توصيات إلي البنوك المصرية بتأجيل سداد القروض للمستثمرين السياحيين, وقد تجاوب مع هذه التوصيات البنوك الحكومية فيما عدا بنوك القطاع الخاص التي لم تعر اهتماما لهذه التوصيات. موضحا: بلغت نسبة انخفاض عدد السائحين الوافدين إلي مصر خلال الفترة من يناير إلي سبتمبر11.98,2013% من أمريكا, وأوربا بما يتراوح بين13-36% أكثرها انخفاضا فرنسا بنسبة36.43% وذلك عن العام الماضي, واسيا بانخفاض7.37%, فيما عدا الصين التي زادت بنسبة11.80%, وإفريقيا شهدت انخفاضا قدره4.67% عن عام2012 يضيف: بارقة الأمل التي نراها في عام2014, هي اقرار الدستور الجديد بما يؤدي الي الاستقرار السياسي والأمني مما سيؤدي الي عودة المستثمرين والسياحة إلي مصر. محمد فايز رئيس مجلس إدارة غرفة شركات السياحة بجنوبسيناء يقول: يعاني القطاع السياحي من ضعف الإقبال نتيجة الأحداث التي مررنا بها خلال الأعوام الثلاثة الماضية لكن الأمر الإيجابي أنه بالرغم من كل هذه الأحداث ومع قيام ثورتين ووجود حظر فإن السياح لم يتوقفوا عن المجيء إلي مصر, وهذا أمر في حد ذاته علامة جيدة, تشير إلي تقدير مصر, خاصة أننا نجحنا في تحقيق13 مليار دولار عام2010, وهو عام الذروة. يضيف: حاليا لا يوجد بنك يعطي قروضا لقطاع السياحة إلا في حالات ضئيلة جدا, فلا يمكن أن يقدم قروضا لمشروعات شبه متوقفة حاليا أو منخفضة الربح, أما بخصوص القروض القديمة التي شهدت حالات تعثر, فنحن بصدد إنشاء لجان, منها لجنة يترأسها الهامي الزيات رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية تقوم بمسح شامل لحصر الخسائر وحالات التعثر بأرقام دقيقة لتقديمها لوزير السياحة ليعرضها بدوره علي مجلس الوزراء لتوضيح مدي الخسارة ومدي تأثر القطاع بدقة وشفافية, وقيمة المساعدة التي نحتاجها الآن والفترة المقبلة حيث إن الخسارة بالمليارات, ونطالب بتأجيل المستحقات والديون التي علينا لأننا نحاول المحافظة علي العامل والموظف لأنه إذا تم الاستغناء عنه لن يجد مكانا آخر للعمل فيه, وثانيا: لأنها عمالة مدربة وجاهزة للعمل ويصعب الحصول عليها مرة أخري وتدريبها من جديد يتكلف مبالغ كبيرة جدا, وكذلك تأجيل سداد التأمينات بجانب أن القطاع السياحي لا يحقق أرباحا خلال السنوات الثلاث الماضية, وبالتالي لا يوجد ضرائب علي الأرباح التجارية نظرا للخسائر. يوضح: البحر الأحمر وجنوبسيناء لم يتأثرا بنفس الدرجة كالأقصر وأسوان والقاهرة ولكن بدرجة أقل, وشرم الشيخ من المدن السياحية المحظوظة نسبيا لأنها لم تواجه صعوبات المدن الأخري, ولكن مثلا إذا تحدثنا عن دهب فهي أقل حظا, أما نويبع وطابا فوضعها سيئ جدا. فالنسب تتفاوت حيث إن جنوبسيناء ليس كتلة واحدة. وعادة نركز علي شرم الشيخ التي تشغل أكثر من80% من اجمالي الغرف الفندقية بجنوبسيناء ورغم ذلك فقد واجهت انخفاضا في نسبة الإشغالات تتراوح ما بين30-40% حتي نهاية يونيو, وخلال شهري اغسطس وسبتمبر انخفضت بنسبة تتراوح بين70-80%, وفي نوفمير وديسمبر مع موسم الكريسماس ورأس السنة يتراوح الانخفاض بنسبة50%. يري محمد شبراوي- صاحب شركة سياحية- أن أعمال السياحة تعثرت بنسبة80% بسبب الوضع غير المستقر وبالتالي فقد انخفض العائد من السياحة بنسبة90%, كما عانينا من المشاكل التي واجهتنا مع البنوك حيث استدنا من البنوك حتي نستطيع دفع رواتب الموظفين والموردين شهريا, كذلك كانت هناك معاناة كبيرة مع المراكب بالنيل خاصة رحلات النايل كروز التي تسير بين الأقصر وأسوان, التي توقفت حجوزاتها, وعمالتها معطلة. لذلك نأمل في عام2014 أن يكون هناك استقرار سياسي وأمني حتي تعود السياحة مرة أخري إلي مصر. محمد القباني مدير فنادق ومركز غوص دهب- جنوبسيناء يقول إن نسبة الأشغال المعتادة في فترة الكريسماس تكون عادة كاملة العدد, ولكن هذا العام ومنذ عام2011 ونحن نعاني من عدم وجود سياحة, حيث انخفضت النسبة خلال فترة الكريسماس ورأس السنة لتصبح نسبة الاشغالات7% فقط. يقترح بخصوص عام2014: عودة تشغيل طائرات شارتر مباشرة الي مدينة دهب ومنها الي جميع انحاء اوروبا. أما محمد القطان رئيس مجلس ادارة غرفة السلع السياحية فيتوقع مع إقرار الدستور الجديد أن تتحسن الأحوال التجارية والصناعية في المجال السياحي, وحل معاناة محلات السياحة ومنها قيام70 من أصحاب البازارات السياحية في القاهرة بتسليم رخصهم للوزارة, بما يمثل حوالي7% من إجمالي البازارات المرخصة, الذين ألغوا الترخيص نهائيا, وهناك من أغلق جزئيا ولم يبلغ وزارة السياحة. ونتمني ان يسهم تدفق السياحة العربية في إنعاش القطاع السياحي خاصة في صيف2014. يقول طارق محرم خبير سياحي إن أهم المشاكل التي تواجهنا مع الجهاز المصرفي هي تمويل أغلب المشروعات السياحية بواسطة القروض, وتقوم هذه المشروعات بسداد أقساط وفوائد هذه القروض من ناتج التشغيل, وحيث ان هذا الناتج قد انخفض إلي الحد الذي لا يكفي المصروفات الثابتة والضرورية من مرتبات وطاقة فقد تدخل الجهاز المصرفي بواسطة البنك المركزي الذي ألزم البنوك بتأجيل سداد الأقساط والفوائد وهو الأمر الذي يضيف عبئا جديدا إلي المشروعات لكنه السبيل الوحيد. يتمني في عام2014 أن يتم إصلاح الخلل في العلاقة مع بعض الأجهزة الحكومية ومنها مصلحة الضرائب بشعبتيها الدخل العقاري والتأمينات الاجتماعية لان الأصل عند هذه المصالح هو الجباية والمثل الواضح أمامنا هو تعديل الضرائب العقارية علي باقي الفنادق في الوقت الذي لا تستطيع فيه الفنادق سداد مصروفاتها الثابتة.