في الوقت الذي توجد فيه دول أكثر منا عددا في المركبات بأنواعها وأقل منا عددا في الطرق الرئيسية الفرعية إلا أنها استطاعت أن تضع لنفسها خريطة مرورية تتفق وتتواءم مع كثرة العدد وقلة الامكانات.. فلم يستفحل بها الامر ليصل لحد الأزمة المزمنة والفوضي العامة كما يحدث في شوارع مصر.. مصر في كثير من محافظاتها كثيفة السكان وطرقها التي كانت في يوم من الايام سريعة كالطريق الزراعي والصحراوي وغيرهما أصبحت جراجا كبيرا كما يصفها الخبراء وكما رأيناه ويراه غيرنا في حياتنا اليومية.. الكل يئن ويشكو ولكن انعكاسات ذلك علي الاقتصاد المصري أكثر انينا وشكاية.. فالشلل المروري أصاب الكثير من حركات نقل التجارة في مقتل وأصبح طاردا وبجدارة لكثير من الاستثمارات الاجنبية.. الازمة المرورية الطاحنة كانت وراء ضياع ساعات عمل وإنتاج تقدر بالمليارات سنويا انعكس ذلك علي الانتاج الكلي في البلاد وضغط علي الميزان مع معظم دول العالم بصورة كبيرة.. الفوضي المرورية تجلت في عدم وجود استراتيجية بعيدة الافق والمدي جعل عدد السيارات حين آخر إحصائية في2012 يصل إلي ما يقارب500 مليون سيارة وبزيادة سنوية وفق ما حدده المسئولون تقارب ال10% دون أن يلاحق ذلك اي تعديل في شبكة الطرق لتستوعب العدد الحالي فضلا عن أن يتماشي مع الزيادة الرهيبة السنوية.. الملف التالي يضع يديه علي مواطن الجراح ثم يحدد سبل العلاج لأزمة لا تحتاج إلا لتفعيل الإرادة الحقيقية والإدارة الكفء..