فتحى سالم ماذا نحن فاعلون في اول عيد لثورتنا ؟ لا خلاف علي اننا ننعم الآن- ولاول مرة منذ 06 عاما- بقدر كبير من حرية الرأي والتعبير والتظاهر والاحتجاج.. كما اننا بدأنا مشوار الديمقراطية الحقيقية والنظيفة بعد حرمان طويل بداية من عهد عبدالناصر.. لكننا للاسف لم نتقدم في مجال العدالة، ولا في النهوض بالمجتمع، خدميا وتعليميا وصحيا، ولا في تقريب الفوارق الرهيبة بين الطبقات التي كانت قد اختفت بقيام ثورة 32 يوليو، ثم عادت وبرزت بل زادت، علي مدي عهدي السادات ومبارك.. فضلا عن البطء الشديد في محاكمة والقصاص من الرئيس المخلوع وعصابته، وهو ما كان مفروضا ان نفرح به في هذا العيد.. مع الاهمال والتراخي في تعويض وتكريم اسر الشهداء وفي علاج المصابين.. والجمود حتي في الامور الاخري التي لا تحتاج لاعتمادات بل انها توفر لنا الكثير كإلغاء مجلس الشوري ونسبة ال 05٪ عمال وفلاحين، والحصانة البرلمانية، الي »الكوسة« في فرص العمل للعاطلين! واذا كان المجلس العسكري الحاكم، الذي حمي الثورة ولم ينقض عليها، هو المسئول الأول عن ذلك، لعدم خبرته بالامور المدنية من ناحية، ولان العسكري بطبعه لا يستجيب بسهولة للرأي الآخر من ناحية اخري، ولم يعط بالتالي الصلاحيات المفروضة والامر لحكومات ما قبل الجنزوري، لتتمكن من وأد نتائج الانفلات الامني قبل ان تستفحل بقانون الطواريء الموجود فعلا.. اذا سلمنا بذلك فان الشعب مسئول ايضا لانه تمادي في مطالبه الفئوية بالفوضي وقطع الطرق والاعتصامات، دون ان يصبر سنه واحدة، رغم انه صبر علي مبارك- بقهر الامن المركزي- 03 سنة، دون ان يفتح فمه »!!« مما ادي الي خراب الدولة وتراجع الانتاج وزيادة البطالة والاسعار، والي الازمة الاقتصادية الطاحنة الحالية وارتفاع معدلات الفقر والتسيب والجرائم، فأصبحنا أسوأ مما كنا عليه قبل الثورة! ... اذن نحن كلنا مسئولون: عسكرا.. وشعبا.. وحتي الثوار اختلفوا وانقسموا شيعا واحزابا! وأعود الي سؤالي: ماذا نحن فاعلون الآن؟.. واجيب بأن علينا ان ننسي كل سلبيات اول سنة ثورة.. ونبدأ المشوار من جديد.. ونستعد من الآن بالشباب واللجان الشعبية والشرطة والجيش لحماية الميادين والشوارع والمنشآت والممتلكات العامة والخاصة لنصون بلدنا وثورتنا من اي اختراقات قد ينظمها اعداؤنا في طرة واتباعهم ومأجوروهم من المخربين والبلطجية لاجهاض احتفالاتنا وفرحتنا، ودفن صحوتنا. ولنحمد الله في كل الاحوال ونتفاءل بالانجازات المرتقبة للجنزوري ولبرلمان الكتاتني وللرئيس القادم باختيارنا إن شاء الله.ولنحم ثورتنا بارواحنا .