لأن الموارد البشرية هي جزء هام من هيكل أي شركة او مؤسسة ولحيوية قياس خبراء الادارة لتأثير سياساتهم علي الاداء, يقوم معهد(CFR) باجراء مسح سنوي لأفضل الشركات في العالم من حيث ادارة الموارد البشرية. فخلق المناخ الملائم للموظفين, التواصل معهم والاستفادة القصوي من امكانياتهم وقياس عائد الاستثمار في تدريبهم, باتت القواعد الذهبية لأفضل الشركات في العالم اليوم. واليوم المدير الناجح هو الذي يتبع تلك القواعد ويوفر افضل مناخ عمل, وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الجميع, يطالب الموظفون ببرامج فردية من اجل تحسين الأداء ومواجهة التحديات الوظيفية, واذا كان كل فرد في العمل لديه احتياجات خاصة فلابد ان تستمع إليه جهة العمل وتتفهمه وكما يقول ديفيد بلينك المدير التنفيذي لمعهد(crf) الاستماع والتفهم هي القاعدة الذهبية الأولي لممارسات ادارة الموارد البشرية الناجحة. ويضيف بلينك انه من اجل الوصول لتولي منصب قيادي في أي شركة, يجب علي خبراء الموارد البشرية التفكير في كيفية الاستفادة من امكانيات قوة العمل, وقد جري عرف علي اجراء اختبار للموظفين بعد انهائهم للبرامج التدريبية واجاباتهم عن استبيان يكشف عن مدي استفادتهم لكن اذا تمت اعادة هذه العملية بعد ستة اشهر او سنة يمكن هنا التأكد من احتفاظهم بالمعلومات المكتسبة. وهكذا يمكن رصد تطور مهارات الموظفين من اجل تحديد جدوي الاستثمار فيهم علي المدي الطويل. ومعهد(crf) يجري مسحا سنويا للشركات وفقا لمعايير محدة مثل التطور المهني للموظف, مستويات الرواتب والأجور المحفزة, بيئة العمل التي تعكس طبيعة التعامل بين الموظف والقيادة الادارية, مدي الاحترام والتقدير الذي يحصل عليه الموظف اضافة الي مدي مشاركته في اتخاذ القرارات المتعلقة بعمله وذلك لقياس مستوي الرضا الوظيفي. والمعهد الاستشاري العالمي في مجال البحوث والادارة يستند في تقييمه لأفضل ارباب العمل في العالم, ايضا علي استبيان الرضا الوظيفي الذي يقيم مدي نشر ثقافة بيئة العمل المثالية لتحفيز الشركات علي تبني الممارسات الادارية الرائدة التي تسهم في نموها. وأفضل بيئات العمل لعام2013 وفقا لتقييم معهد(crf) تتضمن شركات من45 دولة في5 قارات, من بينها كارفور, سيمنس, ارنست آند يونج, سامسونج, بيبسي كو, ماكدونالدز, كوكاكولا, اورانج, بريتش امريكان توباكو, الشركة السعودية للصناعات الأساسية( سابك) ومن أبرز النماذج شركة جي دي. اف سويز للطاقة احدي الشركات الفائزة بأفضل بيئة عمل هذا العام, الشركة وجدت نفسها في مأزق تقليص قوة العمل, وهو خيار لسوء الحظ لم يعد غير مألوف لدي خبراء الموارد البشرية لكن الطريقة التي تعاملت بها الشركة مع هذا الامر كانت جديرة بالاحترام فالشركة قامت بمبادرة غير تقليدية لمساعدة العمالة الزائدة علي الحاجة, في العثور علي وظيفة جديدة وانشأت موقعا الكترونيا خصصته لعرض خبراتهم, طموحاتهم, سيرتهم الذاتية, الجديد ايضا انها خاطبت الشركات المنافسة لعرض مهارات موظفيها بدون أي تكاليف وهذا يعني ان افضل ارباب العمل شركات لا تهتم فقط بموظفيها الحاليين لكنها ايضا حريصة علي مصالحهم في حالة الاضطرار الي الاستغناء عن أي منهم لظروف قهرية حتي ولو كان في ذلك دعم منافسيها وتعزيز كفاءة قوة العمل بها. ومن المعايير المهمة ايضا التي يتم علي أساسها اختيار افضل ارباب العمل خطط الترقي الوظيفي وتهيئة اصحاب الكفاءات لتولي مناصب قيادية. يذكر انه علي مدار السنوات الماضية كان المسح يشمل780 شركة في45 دولة بسؤالهم ما يزيد علي70 سؤالا لتغطية جوانب عديدة مثل معدل التغيب عن العمل, نسبة النساء داخل مجالس الادارات, مرونة القواعد الادارية, أولويات ادارة الموارد البشرية ومعدل الدوران الوظيفي( أي نسبة دخول وخروج الموظفين الي ومن الشركة). والمسح الذي اجراه المعهد هذا العام ألقي الضوء علي تغييرات مثيرة للانتباه في انحاء اوروبا, افريقيا, الصين, فالشركات في هذه الاماكن الثلاثة جعلت من ادارة المواهب في مقدمة أولوياتها يليها تحفيز التزام الموظفين, مع اختلاف ما جاء في المرتبة الثالثة ففي اوروبا التدريب والتطوير كان له الأولوية الثالثة, وفي افريقيا التغيير التنظيمي, أما في الصين فكان تطوير القيادة. ويقول بلينك ان معدل الدوران الوظيفي يعكس مدي رضا الموظفين فيقل في الشركات التي لديها سياسة واضحة لتحفيز الموظفين ومكافأة الأداء المتميز, وفي الصين معدل الدوران الوظيفي يصل الي20.1% مقارنة ب10.5% في اوروبا و12.3% في افريقيا وان كان لدي الصين اقل معدل غياب عن العمل بنسبة1.8% مقابل3.7% و3.6% في أوروبا وافريقيا علي التوالي. ومن الشركات التي تستخدم اعلي معايير الموارد البشرية لاستقطاب أفضل الكفاءات, انفوسيس, شركة تكنولوجيا المعلومات الهندية, وعملاق البرمجيات مايكروسوفت, حيث يعد البحث عن المواهب وتنميتها مهمة حيوية للمديرين في الشركات الكبيرة. كانت دراسة لإحدي شركات البحوث الاستشارية قد كشفت عام2011 عن وجود فجوة بين ما تعتقده ادارة الشركات عن متطلبات اصحاب المهارات والكفاءات وبين الواقع, فنسبة لا تتجاوز45% من الشركات كان بها توافق بين ما صرح به الموظفون الموهبون من رغباتهم وبين ما تقدمه لهم الشركة, وبطبيعة الحال, العائد في هذه الشركات لحملة الأسهم كان اعلي بنسبة44% من الشركات الأخري. وعلي سبيل المثال نائب رئيس معهد انفوسيس للقيادة. انه يتم التعامل مع المديرين الكبار كأنهم اصحاب ميداليات ذهبية او مثلما يتعامل مدير بنك مع اصحاب الثروات الخاصة. وهنا يحذر أحد خبراء ادارة الموارد البشرية ان اضطرار الشركات لخفض النفقات عن طريق خفض ميزانيات التدريب وتطوير مهارات الموظفين يمثل خطورة علي أدائها, في النهاية يؤكد رئيس معهد(crf) انه مهما اختلفت التحديات التي تواجهها الشركات فإن القاعدة الذهبية التي لا تتغير ابدا هي ضرورة الاستماع وتفهم احتياجات الموظفين. معهد(crf)corporateResearchFoundation تم انشاؤه في عام1991, واصبح منظمة دولية يمتد نشاطه في12 دولة في3 قارات وعلي مدار العشرين عاما الماضية اجري تقييما لأكثر من2500 شركة كبيرة في انحاء العالم.