1.3 مليار جنيه خسائر في أسبوع.. و'الثلاثين' دون ال5300 نقطة: البورصة المصرية تتماسك بدعم من مليارات الخليج.. وتترقب تطورات العملية السياسية

شهدت مؤشرات البورصة المصرية تباينا في أدائها خلال تعاملات الأسبوع المنقضي, مع استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي والاضطرابات الأمنية التي تشهدها البلاد عقب الاطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
وتراجع مؤشر' إي جي إكس30', الذي يقيس أداء أنشط ثلاثين شركة, بمقدار1.08% تعادل57.8 نقطة ليهوي من مستوي5334.54 نقطة مغلقا عند5276.73 نقطة ليتراجع بذلك دون ال5300 نقطة, فيما ارتفع مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة' إي جي إكس70', بمقدار1.62% تعادل6.85 نقطة ليصل إلي429.47 نقطة مقابل422.62 نقطة. وارتفع المؤشر الأوسع نطاقا' إي جي إكس100' بمقدار0.75% تعادل5.47 نقطة ليصل إلي734.38 نقطة مقابل728.91 نقطة.
وخسر رأس المال السوقي للأسهم المقيدة مايقرب من1.34 مليار جنيه مسجلا354.06 مليار جنيه مقابل355.4 مليار جنيه. وربحت البورصة مايقرب من36 مليار جنيه خلال تعاملات الأسبوع قبل الماضي مدعومة بزوال حكم الإخوان وبدء مرحلة انتقالية جديدة من التصالح بين قوي الشعب المختلفة.
وقال وسطاء في السوق لالأهرام الاقتصادي ان السوق نجح في التماسك خلال تعاملات الأسبوع المنصرم مدعوما بتطورات العملية السياسية والإعلان الدستوري وبدء عملية التشكيل الوزاري اضافة إلي حزم المساعدت الخليجية التي أعلنت عنها عدة دول لدعم الاقتصاد المصري, مشيرين إلي أن حزم المساعدات تعد بمثابة' طوق نجاة' للاقتصاد المصري وستسهم إلي حد كبير من حل أزمات مصر الاقتصادية التي عانت منها طوال أكثر من عامين ونصف عقب اندلاع ثورة25 يناير التي كبدت الاقتصاد ما يقرب من تريليون جنيه خسائر.
يقول محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار ان السوق شهد تحسنا وتماسكا علي خلفية انكماش القوي البيعية وظهور مشتريات انتقائية منحت السوق بعضا من الدفع لاستمرار النمو بدعم من تطورات العملية السياسية والدعم السعودي الاماراتي والكويتي.
ويري عادل أن برنامج المساعدات الخليجية سيعيد مصر إلي خريطة الاستثمار العالمية, التي فقدتها خلال فترة تولي جماعة الإخوان لنظام الحكم في البلاد, كما سيساهم بشكل كبير في تخفيف الضغط علي العملة المصرية والاحتياطي الأجنبي, فضلا عن رفع معنويات المتعاملين بالبورصة المصرية.
كانت المملكة العربية السعودية قد أعلنت عن حزمة مساعدات لمصر بقيمة5 مليارات دولار, فيما وافقت الإمارات علي تقديم منحة مليار دولار لمصر, وملياري دولار أخري كقرض دون فائدة فيما أعلنت دولة الكويت عن تقديم مساعدات عاجلة لمصر بقيمة ملياري دولار وديعة ومليار دولار أخري منحة لا ترد بجانب مشتقات نفطية بقيمة مليار دولار.
ويري عادل أن الاوضاع السياسية المضطربة سيكون لها أثر سلبي علي الأسواق المالية في المدي القصير, لكن من منظور طويل الأجل, فانها ايجابية للغاية, وذلك لأن هذه التطورات تظهر أن هناك مزيدا من الشفافية التي تدخل حيز التنفيذ, وهو ما يضع ضغوطا علي السياسيين لأن تتحرك لدعم الاقتصاد, متوقعا المزيد من التغيرات و هو ما يعني مزيدا من الشفافية والحوافز فضلا عن توفير المناخ لسوق مالية مفتوحة.
اوضح عادل ان الامور علي ما يبدو تسير نحو التهدئة رغم احداث الحرس الجمهوري التي وقعت الأسبوع الماضي واسفرت عن55 قتيلا ومئات المصابين, مشيرا إلي وجود حالة من التفاؤل والأمل في السوق باصلاح الأحوال السياسية في مصر, خاصة مع بدء تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة حازم الببلاوي.
وعين الرئيس المؤقت عدلي منصور حازم الببلاوي الاقتصادي الليبرالي وزير المالية السابق رئيسا لوزراء الحكومة الانتقالية مع سعي السلطات لقيادة البلاد إلي انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة.
وقال نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار ان الخطوات التي تتخذ حاليا لتشكيل الحكومة الجديدة ستؤثر إيجابا في أسعار الأسهم, فضلا عن أن الاعلان الدستوري يمثل خطوة حقيقية بخطة زمنية محددة تجاه الاستقرار خاصة انه جعل خارطة الطريق السياسية أكثر وضوحا وبتواريخ سريعة ومحددة.
لفت عادل إلي أن تفاعل السوق مع الاحداث السياسية يعكس مدي الكفاءة التي وصلت إليها البورصة المصرية, واندماجها مع الواقع, مشيرا في الوقت نفسه إلي أن أحجام التداول بالبورصة تحسنت بشكل ملحوظ خلال الجلستين الاخيرتين وهناك توزان ملحوظ بين قوي العرض والطلب.
من جانبه, قال إيهاب سعيد, عضو مجلس إدارة شركة أصول للوساطة في الأوراق المالية, إن مؤشر الثلاثين فشل في تجاوز مستوي المقاومة الرئيسي قرب ال5450-5500 نقطة بعد اقترابه منه بجلسة الاحد ليعاود تراجعه بشكل حاد في اتجاه مستوي ال5123 نقطة بجلسة الاثنين متاثرا بالاحداث المؤسفة التي شهدها محيط الحرس الجمهوري, مشيرا إلي انه مع هدوء الاوضاع نسبيا نجح المؤشر في التماسك بجلسة الثلاثاء وتعويض معظم خسائره التي تعرض لها ليغلق مع نهايتها قرب مستوي5290 نقطة.
ويتوقع سعيد أن يركز المؤشر الثلاثيني خلال تعاملات الأسبوع الجاري علي مستوي الدعم السابق قرب ال5100-5050 نقطة الذي طالما نجح في البقاء اعلاه, فمن المتوقع ان يعاود صعوده للتجربة مجددا علي مستوي ال5450-5500 نقطة. فيما توقع ان ينصب مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة تركيزه علي مستوي الدعم قصير الاجل قرب ال425 نقطة الذي ان فشل في البقاء اعلاه فقد تمتد عمليات جني الارباح لتدفعه إلي اعادة تجربة مستوي ال405-400 نقطة. كما يتوقع عضو مجلس إدارة شركة أصول للوساطة في الأوراق المالية ان تساهم المساعدات الخليجية في دعم أداء السوق المصري خلال الفترة المقبلة.
أشار إلي أن قيم وأحجام التداولات شهدت تحسنا واضحا خلال تعاملات الأسبوع الماضي لتتراوح بين ال395-535 مليون جنيه كتعاملات يومية بمتوسط يومي يبلغ460 مليون جنيه بالمقارنة مع متوسط تعاملات يومية في الاسبوع قبل الماضي بلغ330 مليون جنيه فقط, وذلك علي الرغم من بداية شهر رمضان الكريم وقصر ساعات التداول الي3 ساعات فقط بجلستي الاربعاء والخميس.
وقررت إدارة البورصة المصرية أن تقتصر جلسة التداول( داخل المقصورة) خلال شهر رمضان علي3 ساعات فقط من الساعة10.30 صباحا إلي الساعة1.30 بعد الظهر, علي أن تكون جلسة تداول( بورصة النيل) من الساعة10.30 صباحا وحتي الساعة11.30 صباحا, فيما تكون جلسة التداول لسوق الأوامر( خارج المقصورة) يومي الاثنين والأربعاء فقط من كل أسبوع من الساعة12.30 بعد الظهر وحتي الساعة1 بعد الظهر.