البنية التحتية والتنمية في الدول النامية, من اجلهما قررت مجموعة بريكس تأسيس بنك التنمية الجديد في منافسة صريحة لهيمنة صندوق النقد والبنك الدوليين وهي المجموعة التي أطلقت عليها صحيفة الجارديان عصابة من خمسةأوgangoffiae. في إطار جهودها لبناء مؤسسات بديلة لمثيلاتها الغربية وافق قادة القوي الاقتصادية الناشئة في اجتماعهم الأخير في مدينة دربان في جنوب إفريقيا علي انشاء قناة تمويلية للدول النامية تدار من قبل دول نامية بمنأي عن الدول المتقدمة, ومن المقرر في المرحلة المقبلة دراسة إمكانية ضخ احتياطيات نقدية لمجموعة دول بريكس للتحوط في اوقات الازمات المالية. وفي رأي أحد الخبراء المهتمين بشأن الأسواق الناشئة ان الاجتماع السنوي لدول بريكس, التي تتكون من البرازيل, روسيا, الصين, الهند وانضمت اليهم جنوب افريقيا, كان اجتماعا غير ذي أهمية خطيرة حتي الآن ولكن تأسيس بنك التنمية الجديد خطوة اولي علي الطريق الصحيح, الذي يمثل47% من سكان العالم و17% من تجارته ولكن تحالف الأسواق الناشئة الخمس يواجه تساؤلات مهمة حول مدي تمتع اعضائه بقواسم وأهداف مشتركة تؤهله للعب دور فعال مواز للثقل الغربي, فعلي الرغم من كثرة الحديث حول الشراكات بينهم فإن هناك مساحة كبيرة من المنافسة والانجازات الحقيقية للمجموعة منذ اجتماعها الأول في روسيا عام2009 متواضعة وهو ما يرجع لعدة أسباب من بينها انقسام الاعضاء حول بعض القضايا الرئيسية وكونهم منافسين بعضهم لبعض, وليس حلفاء في الاقتصاد العالمي. فهناك خلافات علي الحدود بين الصين والهند. ومع تباين أهداف سياساتهم الخارجية واختلاف انظمتهم- الهند, والبرازيل وجنوب افريقيا لديهم انظمة ديمقراطية قوية بينما لاتزال روسيا والصين دولا استبدادية- فشلت المجموعة في مساندة مرشح واحد أمام كريستين لاجارد في انتخابات رئاسة صندوق النقد الدولي عام2011 ومما يعكس عدم توافقهم حول المؤسسات الدولية ايضا في حين ترغب كل من الهند والبرازيل وجنوب افريقيا في الحصول علي مقعد دائم في مجلس الأمن, الا ان الصين- التي لديها واحد بالفعل- لم تظهر تعاونا جديا في هذا الشأن. ومن ناحية أخري, دول المجموعة بالكاد تستثمر بعضها في البعض وتفضل دولا مجاورة واقتصادات العالم المتقدم الرئيسية وذلك وفقا لتقرير صدر قبل اسابيع قليلة عن مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية, الذي اشار الي ان2.5% فقط من الاستثمارات الأجنبية المباشرة لبريكس تذهب الي دول في المجموعة بينما تذهب40% منها الي الاتحاد الأوروبي, والولايات المتحدة واليابان. التقرير قال ايضا, ان افريقيا وهي موطن العديد من اسرع اقتصادات العالم نموا استقطبت5% فقط من اجمالي استثمارات دول مجموعة بريكس بالمقارنة لايزال لدي فرنسا والولايات المتحدة اعلي معدل للاستثمار الأجنبي في افريقيا, وعلي الرغم من سمعة الصين كمستثمر عملاق في افريقيا, فإن استثمارات ماليزيا في القارة الإفريقية تزيد علي الصين بنحو ملياري دولار. ولكن تعتبر دعوة15 من رؤساء الدول الإفريقية لمنتدي بريكس هذا العام مؤشرا علي تزايد أهمية القارة كوجهة استثمارية لجميع دول المجموعة. من نواح عديدة, تعد الصين منافسا رئيسيا لجنوب افريقيا, مع رهان شركات جنوب افريقيا علي النمو الاقتصادي الإفريقي, تنافس الشركات الصينية في أحيان كثيرة في القارة الإفريقية سواء في مجال سلاسل التجزئة, خدمات المحمول, التعدين او السياحة. وهذا العام, استضافت جنوب افريقيا المنتدي السنوي للمجموعة للمرة الأولي منذ انضمامها اليها. وقد تساءل العديد من المحللين حول انضمام جنوب افريقيا بسبب حجم اقتصادها الصغير مقارنة بباقي الاعضاء, ويأتي في المرتبة ال28 علي مستوي العالم, بل إن معدلات النمو في السنوات الأخيرة كانت ضعيفة ايضا, الأمر الذي ربما دفع الاقتصادي جيم اونيل الذي صاغ مصطلح بريكس علي البرازيل, روسيا, الهند, الصين, قال مؤخرا ان جنوب افريقيا لا تنتمي الي المجموعة, مشيرا الي عدم توافر عوامل اقتصادية فيها تشبه تلك التي تتمتع بها بريكس. وتواجه مجموعة بريكس صعوبات اساسية في المرحلة المقبلة, فلا يمكن تجاهل ان الصين اكبر واكثر نجاحا علي الصعيد الاقتصادي من باقي المجموعة وسوف تتساءل بكين عما تستطيع انجازه من خلال بنك التنمية المزمع تأسيسه ولا تستطيع القيام به من خلال بنك التنمية الصيني او في بنك آخر للدولة. والصين كونها القوة الاقتصادية الأكبر بين دول بريكس سترغب حتما في ان يكون مقر بنك التنمية الجديد في بكين ويتوقع محللون ذلك نظرا لأن الاقتصاد الصيني اكبر اربع مرات من الروسي او الهندي ويعادل نحو عشرين ضعفا بالنسبة لاقتصاد جنوب افريقيا. ولكن جنوب افريقيا اعربت عن رغبتها في استضافة مقر البنك, الأمر الذي تؤيده معظم الآراء لتمتعها بالاستقرار المالي وموقعها الجغرافي وسط دول المجموعة, ولكن ربما يكون الأهم هو من سيشغل منصب الرئيس التنفيذي للبنك ومن سيتولي توظيف العاملين فيه. من المقرر ان يتم تمويل رأسمال البنك بمبلغ50 مليارا دولار بواقع عشرة مليارات دولار مساهمة كل دولة, وبالنسبة لجنوب افريقيا التي قد لا تستطيع توفير حصتها يمكن تدبيرها بوسائل مختلفة خلال فترة وليس دفعة واحدة. جاكوب زوما رئيس جنوب افريقيا قال ان احتياجات البنية التحتية في دول بريكس تقدر بنحو4.5 تريليون دولار علي مدار السنوات الخمس القادمة وتأسيس بنك التنمية يثير احتمال القيام بمشاريع ضخمة للطرق والسكك الحديدية في جميع انحاء افريقيا*