نجحت الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، في أن تحتل المرتبة الأولى عالميا فيما يخص حجم صفقات شركاتها في الخارج متفوقة بذلك على الولاياتالمتحدة، وجاءت معظم الصفقات من الاستحواذ على الشركات الأجنبية، حيث بلغت قيمتها منذ شهر يناير الماضي وحتى الآن 110.8 مليار دولار أمريكي. وتقدر قيمة الاستحواذات الخارجية للشركات الصينية بنحو 106.8 مليار دولار أمريكي في عام 2015، في حين تجاوزت هذا العام حتى الآن قيمة السنة الماضية كلها. كانت الولاياتالمتحدة احتلت المرتبة الأولى في الاستحواذ عبر الحدود منذ عام 2007، وسط توقعات أن تتفوق الصين على الولاياتالمتحدة في هذا المجال بحلول نهاية عام 2016. وأشار المحللون إلى أن القيمة الاستثمارية الصينية في الخارج هذا العام سترتفع بشكل مضاعف مقارنة بالسنة السابقة، حيث تخطط الشركات الصينية للاستحواذ على أكثر من 1000 شركة أجنبية. لكن دفع عمليات الاستحواذ الصينية في الخارج يهدف إلى نقل طاقة الصناعة الصينية الزائدة إلى إفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا وغيرها من المناطق العالمية الأخرى. وضخ الصينيون مليارات الدولارات في قطاع العقارات الامريكي بحثا عن استثمارات خارجية آمنة ليصبحوا في طليعة الأجانب الذين اشتروا منازل في الولاياتالمتحدة خلال سنة 2015، وفق دراسة حديثة. وارتفعت قيمة الاستثمارات الصينية في العقارات السكنية والتجارية خلال السنة الماضية بشكل كبير لتصل استثماراتهم على مدى خمس سنوات الى 110 مليارات دولار وفق دراسة أعدت بالاشتراك بين “الجمعية الآسيوية” و مجموعة “روزن كانسلتنج” الاستشارية. وساهمت هذه الأموال الطائلة لقطاع العقارات الامريكي فى أن يستعيد عافيته بعد الأزمة الاقتصادية التي بدأت في 2006 وبلغت ذروتها في 2008. وبالرغم من التباطؤ الناجم عن القيود التي فرضتها بكين على خروج الرساميل من الصين، يتوقع أن ترتفع هذه الاستثمارات بمعدل الضعف خلال السنوات الخمس المقبلة لتصل إلى 218 مليار دولار، وفق الدراسة. وتقول الدراسة إن ما يجعل الصين مختلفة وجديرة بالاهتمام هو الجمع ما بين الحجم الكبير للاستثمارات واتساعها لتشمل مختلف فئات الممتلكات العقارية، بما في ذلك الاستثمار الفريد في العقارات السكنية. وفي حين تصدرت الأنباء صفقات ضخمة مثل شراء مجموعة “انبانج” للتأمين وفندق والدورف استوريا في نيويورك العام الماضي مقابل ملياري دولار، وعرضها غير الموفق لشراء مجموعة “ستاروود” الفندقية في مارس مقابل 14 مليار دولار، تقول الدراسة إن شراء الصينيين للمنازل الامريكية يفوق بكثير استثمارهم في الأملاك التجارية والمباني. وبين 2010 و2015، استثمر الصينيون أكثر من 17 مليار دولار في سوق العقارات التجارية الامريكية، نصف هذا المبلغ تم صرفه خلال سنة 2015 وحدها. ولكن خلال الفترة نفسها، أنفق الصينيون على الأقل 93 مليار دولار لشراء مساكن امريكية، وخلال 12 شهرا للفترة التي تنتهي في مارس 2015، بلغت صفقات شراء المنازل 28.5 مليار دولار في الإجمال. هذا يجعل الصينيين يتقدمون على الكنديين الذين ظلوا لفترة طويلة في طليعة المستثمرين الأجانب في قطاع العقارات السكنية الامريكي. ويركز الصينيون جغرافيا على الشراء في المدن الأعلى سعرا مثل نيويورك. وهناك دوافع كثيرة تحفز الصينيين على القيام بهذه الصفقات، فالبعض منهم يشترون منزلا ثانيا أو مع انتقالهم للعيش في الولاياتالمتحدة للحصول على تأشيرة المستثمر “اي بي-5” في حين يشتري آخرون للايجار أو لإعادة البيع.