إذا كنت من مشجعي كرة القدم أو لا، ستقف حتما مشدوها أمام تلك الصورة، التي يظهر فيها أسطورة كرة القدم محمود الخطيب "بيبو"، باسطا قدمه اليمنى عن آخرها، استعدادا لاستقبال الكرة على "مشط رجله"، والعلاقة بين الكرة و"مشط الرجل" لا يعرفها إلا من ذاقت أقدامهم نار "أسفلت الشوارع"، بعد أن جذبتهم الساحرة المستديرة فوقعوا في عشقها.
الصورة التي تصدرت غلاف مجلة "ليكيب" الفرنسية، احتفالا بحصول "بيبو" على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في أفريقيا عام 1983، جمعت بين موهبة كروية للاعب فذ وبراعة حامل الكاميرا في زمن "الأنالوج"، قبل التطور الهائل في فن التصوير الفوتوغرافي. هذه اللقطة العبقرية قفزت إلى ذهني مباشرة بعد قراءة حوار الكابتن عبد العزيز عبد الشافي، رئيس جهاز الكرة السابق بالأهلي مع الجريدة الأم "الأهرام"، والذي كشف خلاله أن الخطيب هو الأنسب لإدارة النادي، لأمور عدة أهمها على الإطلاق الحفاظ على اسم وهوية الأهلي. لست بصدد الهجوم على شخص المهندس محمود طاهر رئيس النادي، أو حتى التسبيح بحمد بيبو، فلا هذا يعنيه هجومي، ولا ذاك يحتاج إلى مزيد من الشهرة، لكن هي الغيرة على الكيان، كواحد ممن ترعرعوا على تشجيع الأهلي، بل ربما ولد أهلاويا نسبة إلى الكثيرين من أفراد العائلة. ما قاله زيزو يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، وجود خلل في المنظومة الإدارية للأهلي، وكشف تدخل رئيس النادي في الأمور الفنية الخاصة بالصفقات الجديدة وأن الأهلي أصبح مخترق إعلاميا، في ظل غياب رئيسه لأوقات كثيرة بحكم عمله الخاص. أيضا لم يعتد الأهلي على أن يتحدث رئيسه عبر وسائل الإعلام - بسبب وبدون سبب - فالأحاديث التي أجراها الراحل صالح سليم أو خليفته حسن حمدي، تعد على صوابع اليد الواحدة طوال الفترة التي تواجد فيها أيا منهما على مقعد الرئاسة، كما أن الثنائي لم يحتاج يوما إلى خلق مبررات عقب الهزيمة، أو التعقيب على صفقة لاعب لا يستحق ارتداء فانلة النادي، كلها أمور من اختصاص الجهاز الفني أو لجنة الكرة. نعم، جاء رئيس الأهلي إلى مقعد الرئاسة بإرادة الجمعية العمومية، ولابد من استمراره حتى نهاية مدته، لكن الأهلي يحتاج إلى وقف نزيف التصريحات التي تخرج من داخل النادي، وإبعاد المنتفعين من كل العهود والاستعانة بالكفاءات من عاشقي الأهلي، وليس العكس كما حدث ولا يزال يحدث. إدارة الأهلي تحتاج إلى شخص ذو سمات خاصة ، ومن المؤكد أن نجاح رئيس النادي – أيا ما كان اسمه - يتوقف على اتباعه للمبادئ والأسس التي صاغها الأولون في إدارة الكيان، أمثال الفريق مرتجي والوحش وغيرهم، أما الخروج عن هذا النهج يؤدي حتما إلى الخلل. لا ينكر أحد أن فريق الكرة الأول بالنادي، يعد المؤشر الرئيسي لقياس نجاح الإدارة من عدمه، لذا فإن ملف الكرة يحتاج إلى أهل الخبرة، ولا يعيب أي رئيس عدم ممارسته لكرة القدم، لكن يعيبه التدخل في أمور فنية هو أبعد ما يكون عنها، وهنا تأتي الأفضلية للشخص الذي روى النجيلة الخضراء بعرقه، وعرف معنى روح الفانلة الحمراء، وتذوق حلاوة هتاف الجماهير باسمه تعبيرا عن فرحة الفوز، أو مرارتها إذا ما كالت عليه السباب عند الخسارة. ومن هنا رأي زيزو، أن الخطيب هو الأنسب لقيادة النادي، حيث تجتمع فيه كل الصفات السابقة، فضلا عن "الكاريزما" الطاغية التي حباه الله إياها، و خبرته القيادية التي أكتسبها من وجوده في مجلس إدارة الأهلي أمينا للصندوق ثم نائبا للرئيس.
وأخيرا، عزيزي رئيس الأهلي الحالي أو القادم، إن كنت تتصور أو كما سيصور لك مستشاريك أنك تمتلك الخبرة الكافية للحديث عن الفنيات والحكم على مستوى لاعب أو إبداء الرأي في خطة مباراة، أو حتى تعي معنى الغضب الجماهيري حزنا على فقد بطولة.. فقط أرجو منك أن تنزل إلى ملعب "التتش" وتتحسس بيدك النجيلة الخضراء، ثم صف لي شعورك بعدها، ولا تنس أن تمسك صورة بيبو في يدك الأخرى لتنظر فيها جيدا قبل الإجابة على سؤال واحد "تعرف معنى الحركة دي؟".