تواجه المساعى العمانية المبذولة لإنهاء الصراع فى اليمن ضغوطا مكثفة من جانب العديد من الأطراف الدولية المتداخلة فى الصراع فى اليمن خصوصا الولاياتالمتحدةالأمريكية، من أجل ممارسة ضغوط مكثفة على طرفى الصراع المحليين, خصوصا الحوثيين من أجل الرضوخ لشروط التسوية السياسية للصراع، اعتقادا منهم بقدرة العمانيين على إجبار أى من أطراف الصراع بذلك.
وكان يوسف بن علوى بن عبدالله، وزير الخارجية العمانى، أكد أن بلاده تلعب دورا محايدا فى الصراع فى اليمن, وقال: عمان يكون لها دور بصفتها البلد الذى لا يزال يحتفظ بعلاقات مع طرفى النزاع، ونتمنى أن نوفق، لكن فى الأساس القضية بيد الأممالمتحدة، وليست بيدنا نحن، ولا ينبغى أن تكون بيد أحد آخر. دور الأممالمتحدة هو الدور الفاعل. وأكد أنه لا توجد علاقة خاصة بين مسقط وأى فريق يمني، بمن فى ذلك الحوثيون والمخلوع على عبدالله صالح.
وقال مصدر دبلوماسى مطلع ل «الأهرام العربى» إن سلطنة عمان تمارس دورا محايدا مع أطراف الصراع، تنتهى إلى تسوية عادلة له تقديرا منها لطبيعة الأزمة التى تتداخل فيها أطراف عديدة واعتمادا على قدرتها فى فهم الحالة اليمنية وطبيعة الصراع فيها، التى تتطلب ممارسة أقصى قدر من ضبط النفس، والتوصل إلى تسوية ذات أرضية صلبة تنهى الصراع وتحجمه بدرجة كبيرة.
وتواجه سلطنة عمان اتهامات تطورت إلى حملة إعلامية منظمة من جانب وسائل إعلام غربية بدعمها للحوثيين بالسلاح عبر أراضيها، وهو ما نفته عمان جملة وتفصيلا، وفسره وزير خارجيتها يوسف بن علوى بشكل واضح، عندما أكد ألا علاقة خاصة بين مسقط وأى فريق يمني، بمن فى ذلك الحوثيون والمخلوع على عبدالله صالح. وشدد على أنه مستعد لتوضيح أى اتهامات لبلاده بالسماح بتهريب أسلحة للحوثيين.
بن علوى أكد بأن إخواننا فى اليمن، جميعا دون تفرقة بينهم، تسببوا فى تهيئة أنفسهم وبلادهم لصراع ربما استهانوا به. كل استهان بالثاني، وهو ليس كذلك. لكن هى سلسلة من الصراعات. منذ زمن الإمام يحيى، ثم الثورة، ثم الانقلاب. صراعات بين الأطراف داخلياً وخارجياً. وما حصل فى اليمن فرصة ليستقر. الآن الذى وقع، ولا أحد يعلم الغيب، الآن الوضع كما نراه أن الجميع يبحثون عن مخرج لإنهاء هذه الحرب».
وكشف مصدر عربى مطلع ل «الأهرام العربى» أن سلطنة عمان قد تتجه إلى رفع يدها عن لعب دور الوساطة إزاء استمرار الهجمة الإعلامية التى تستهدفها دون أى أساس من الصحة للاتهامات الموجهة لها بدعم الحوثيين وتهريب السلاح لهم عبر أراضيها.. وهو ما يدخل الأزمة اليمنية فى منحى جديد يهدد باستمرار الصراع وربما خروجه عن السيطرة، ويضع مجلس التعاون الخليجى فى موقف صعب، فالأزمة تدخل ضمن مسئولياته بأن يهيئ اليمن وأهل اليمن وكل الفاعليات السياسية فى اليمن لمرحلة ما بعد الحرب.
وتؤكد سلطنة عمان دائما أنها لا تزعم أو تدعى أنها الوحيدة التى تستطيع أن تقوم بذلك دون تعاون من الجميع، وأن مجلس التعاون له مسئولية، ومسئولية الجميع فى تهيئة اليمنيين للصلح، وإعادة الاستقرار لبلادهم.