كتب - حمادة عبدالوهاب أعلنت عشرة دول عن مشاركتها في تحالف تقوده السعودية ل"وقف تمرد الحوثيين" في اليمن ودعم شرعية الرئيس اليمني. ويشارك في هذا التحالف العسكري دول الخليج الخمس عدا سلطنة عمان. وقد شن التحالف، فجر اليوم الخميس، حملة عسكرية باسم "عاصفة الحزم" على مواقع للحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وجاء في بيان مشترك لدول الخليج الخمس دون السلطنة أن هذه الدول قررت التدخل في اليمن ضد المليشيات الحوثية استجابة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. واعتبر سياسيون وكتّاب وصحفيون عمانيون، أن موقف السلطنة في عدم المشاركة في الحرب على الحوثيين، نابع من سياستها الخارجية القائمة على قاعدة عدم التدخل في شؤون الغير، والعمل على ترسيخ الحوار كمبدأ لحل القضايا الاقليمية. ضد التحالفات والحروب و يرى سيف بن هلال المسكري، الأمين العام المساعد السابق للشؤون السياسية بدول مجلس التعاون، أن السلطنة لا تدعم التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن؛ لأن السياسة الخارجية للسلطنة سياسة مسالمة لا تدخل في تحالفات وحروب مع الجيران وغيرهم، وهذه من الثوابت العمانية بحسب رأيه. وأشار إلى أن السلطنة لا تدخل في حرب إلا في حالة اعتداء خارجي لدولة من دول المجلس، كما حصل في حالة احتلال العراق للكويت، كانت عمان جزء من القوة العسكرية في درع الجزيرة. ويرى أن موقف السلطنة في الحالة اليمنية مشابهة لموقفها في الحالة السورية؛ فالصراع في اليمن صراع داخلي، ولا يوجد هناك اعتداء خارجي، وعمان لا تريد أن تكون طرفا في أي صراع داخي، فالسياسة العمانية قائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد كان. وفي ذات السياق يرى الكاتب زكريا المحرمي بأن: "السلطنة تقف مع كل جهد لإرساء الأمن والاستقرار في اليمن، أما التدخل العسكري خارج إطار شرعية الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية فلن يزيد اليمن إلا انقساماً ويدفع باتجاه حرب أهلية شاملة، لذلك وقفت عمان موقفاً محايداً اتجاه التدخل الخليجي العسكري". حرب خليجية رابعة وقال الإعلامي محمد اليحيائي: " إن التدخل العسكري العربي في اليمن يعني أن هناك حرب إقليمية مفتوحة مع إيران قد تمتد سنوات طويلة" بحسب رأيه، مضيفًا أن العمليات العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن إما أن تكون خاطفة تحسم الأمر في غضون أيام أو الدخول في حرب "خليجية رابعة" أطول من سابقاتها والمبالغة في الحذر توقع في المحذور ذاته الذي تحذر منه. الوسيط المقبول وأكدّ المسكري أن السلطنة مؤهلة للقيام بدور في حل الصراع اليمني الداخلي إذا طلبت منها الأطراف المتصارعة في اليمن ذلك؛ لأنها لم تدخل كطرف في الصراع وتقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وهذه الأطراف تثق بالمواقف العمانية وهذا يؤهلها لأن تلعب دورًا في حل الأزمة اليمنية ويوافقه في الرأي الكاتب زكريا المحرمي الذي أوضح أن السلطنة على استعداد تام للتوسط بين كافة الأطراف المتصارعة، فهي كانت وما تزال رسول إصلاح وداعية حوار، مؤكدًا أن الحرب في اليمن لن يتم حسمها على المدى القريب وأن جهداً دبلوماسياً ينبغي القيام به لحقن الدماء وإعادة الاستقرار إلى اليمن وإلى شبه الجزيرة العربية بأكملها، ويرى أن الجميع سيكون في حاجة ماسة إلى تدخل عمان وحكمة السلطان من أجل الخروج من هذه الأزمة ووقف أزيز الطائرات وقرقعات المدافع وتضميد الجراح اليمنية والخليجية، بحسب قوله. على يسار مجلس التعاون وتقتضي الإشارة إلى أن عمان وقفت مؤخرا موقفا على يسار دول مجلس التعاون، حيث لم تدعم مسقط شرعية الرئيس "هادي"، ولم تنقل بعثتها الدبلوماسية إلى عدن، كما تغيبت عن اجتماعات مجلس التعاون الخليجي فيما يتعلق باليمن ولم تشارك في بعثته إلى عدن، علما بأنها الدولة الخليجية الثانية بعد السعودية والتي تتشارك بحدود مع اليمن. نصيحة للحوثيين وكانت مصارد يمنية قد كشفت أن سلطنة عمان نصحت زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، بالتراجع عن قرار الحرب واجتياح الجنوب، كونها مخاطرة غير محسوبة العواقب، وحماقة ستجعله يخسر الانتصارات التي حققها في الشمال". ووفقاً للمصادر نفسها، فإن سلطنة عمان التي باتت في موقف محرج للغاية بسبب علاقتها مع جماعة "أنصار الله"، حذرت الحوثيين من "أن الجنوبيين لم يعودوا كما كانوا عليه في السابق، في ظل المتغيرات السياسية والميدانية التي يتفوق فيها الجنوبيون". وذكرت المصادر أن العمانيين صارحوا الحوثي بأن "ارتكاب الجماعة مغامرة اجتياح الجنوب قد يجعل عمان تقف مع القرار والموقف الخليجي المتشدد ضد الحوثيين". رسالة عبدالله صالح لقابوس وجه الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح رسالة للسلطان «قابوس»، وقال فيها «إن قيادتكم لمسيرة النهضة العمُانية المشهودة، أثمرت نجاحا كبيرا وتميُّزا لسلطنة عمُان الشقيقة، ومواقفكم المُتعقلة والمسؤولة من كل القضايا والأحداث والتطورات التي يشهدها الإقليم والوطن العربي ومحيطه الإسلامي والدولي، وتمسككم باستقلالية القرار الوطني العمُاني الذي جسدتم من خلاله إرادة شعبكم العظيم وحرصه على مصالحه الوطنية، وتعامله الواضح مع الآخرين، وليس أدل على ذلك موقفكم الحريص على مصلحة الشعب العمُاني والأمة العربية من اتفاقية كامب ديفيد، أو من الحرب العراقيةالإيرانية، وحتى على مستوى مجلس التعاون لدول الخليج العربي، حين حرصتم على مصلحة الشعب العمُاني ودول المنطقة لتكون فوق أي مصالح أخرى». «أخي العزيز: أجدها مناسبة لأعبر لجلالتكم أننا في الجمهورية اليمنية كنا ومازلنا ننظر إلى مواقفكم المستقلة والمتفردة من كل القضايا والأحداث بعين الاحترام والتقدير.. كما أن إخوانكم أبناء الشعب اليمني لا ينسون ولا يمكن أن ينسوا مواقفكم الأخوية الصادقة تجاه وطنكم الثاني اليمن».