وزيرة البيئة تواصل مشاركاتها فى فعاليات مؤتمر ' كوبنهاجن لتغير المناخ    الكاف يفرض اشتراطات صارمة على المدربين في بطولاته القارية.. قرارات إلزامية تدخل حيّز التنفيذ    سقوط شبكة دولية لغسل 50 مليون جنيه من تجارة المخدرات بمدينة نصر    سنن النبي وقت صلاة الجمعة.. 5 آداب يكشف عنها الأزهر للفتوى    محافظ القليوبية يستقبل وفد لجنة الإدارة المحلية لتفقد مستشفى الناس    5 حالات اختناق بمنزل وحادث اعتداء على سوداني بالجيزة    بوتين: روسيا ستبقى قوة عالمية غير قابلة للهزيمة    لأول مرة.. بابا الفاتيكان أمريكيا| وترامب يعلق    خلافات عميقة وتهميش متبادل.. العلاقة بين ترامب ونتنياهو إلى أين؟    القوات المصرية تشارك في عروض احتفالات الذكرى ال80 لعيد النصر بموسكو    الجيش الأوكراني: تصدينا خلال ال24 ساعة الماضية لهجمات روسية بمسيرات وصواريخ    سعر الخضار والفواكه اليوم الجمعة 9 مايو 2025 فى المنوفية.. الطماطم 7جنيهات    ماركا: تشابي ألونسو سيكون المدرب الجديد لريال مدريد    فاركو يواجه بتروجت لتحسين الوضع في الدوري    إنفانتينو يستعد لزيارة السعودية خلال جولة ترامب    وزير المالية: الاقتصاد المصري يتحرك بخطى جيدة ويوفر فرصًا استثمارية كبيرة    مصلحة الضرائب: 1.5 مليار وثيقة إلكترونية على منظومة الفاتورة الإلكترونية حتى الآن    طقس اليوم الجمعة 9-5-2025.. موجة شديدة الحرارة    بسبب الأقراص المنشطة.. أولى جلسات محاكمة عاطلين أمام محكمة القاهرة| غدا    انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني للطلبة المصريين في الخارج غدا    وزير الري: سرعة اتخاذ قرارات طلبات تراخيص الشواطئ تيسيرا ودعما للمستثمرين    فيفى عبده عن محمود عبد العزيز وبوسى شلبى: سافروا معايا الحج وهما متجوزين    مروان موسى ل«أجمد 7» ألبومى الجديد 23 أغنية..ويعبر عن حياتي بعد فقدان والدتي    حفيدة الشيخ محمد رفعت: جدى كان شخص زاهد يميل للبسطاء ومحب للقرآن الكريم    جدول امتحانات خامسة ابتدائي الترم الثاني 2025 بالقليوبية «المواد المضافة للمجموع»    تنمية المشروعات ضخ 920 مليون جنيه لتمويل مشروعات شباب دمياط في 10 سنوات    اقتحام مستشفى حُميّات أسوان بسلاح أبيض يكشف انهيار المنظومة الصحية في زمن السيسي    الهيئة العامة للرعاية الصحية تُقرر فتح باب التقدم للقيد بسجل الموردين والمقاولين والاستشاريين    طريقة عمل العجة المقلية، أكلة شعبية لذيذة وسريعة التحضير    «دمياط للصحة النفسية» تطلق مرحلة تطوير استثنائية    افتتاح وحدة عناية مركزة متطورة بمستشفى دمياط العام    أسعار الدولار أمام الجنيه المصري.. اليوم الجمعة 9 مايو 2025    جوميز: مواجهة الوحدة هي مباراة الموسم    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 9- 5- 2025 والقنوات الناقلة    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    أحمد داش: الجيل الجديد بياخد فرص حقيقية.. وده تطور طبيعي في الفن    زعيم كوريا الشمالية يشرف على تجارب لأنظمة صواريخ باليستية قصيرة المدى    الخارجية الأمريكية: لا علاقة لصفقة المعادن بمفاوضات التسوية الأوكرانية    أسرة «بوابة أخبار اليوم» تقدم العزاء في وفاة زوج الزميلة شيرين الكردي    الهباش ينفي ما نشرته «صفحات صفراء» عن خلافات فلسطينية مع الأزهر الشريف    في أجواء من الفرح والسعادة.. مستقبل وطن يحتفي بالأيتام في نجع حمادي    موهوبون في قلب الأمور لمصلحتهم.. 5 أبراج تفوز في أي معركة حتى لو كانوا مخطئين    منح الدكتوراه الفخرية للنائب العام من جامعة المنصورة تقديرًا لإسهاماته في دعم العدالة    سالم: تأجيل قرار لجنة الاستئناف بالفصل في أزمة القمة غير مُبرر    تفاصيل لقاء الفنان العالمي مينا مسعود ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    الجثمان مفقود.. غرق شاب في ترعة بالإسكندرية    في المقابر وصوروها.. ضبط 3 طلاب بالإعدادية هتكوا عرض زميلتهم بالقليوبية    طلب مدرب ساوثهامبتون قبل نهاية الموسم الإنجليزي    البابا تواضروس يعود إلى أرض الوطن بعد زيارة رعوية استمرت أسبوعين    وسائل إعلام إسرائيلية: ترامب يقترب من إعلان "صفقة شاملة" لإنهاء الحرب في غزة    رئيس الطائفة الإنجيلية مهنئا بابا الفاتيكان: نشكر الله على استمرار الكنيسة في أداء دورها العظيم    «إسكان النواب»: المستأجر سيتعرض لزيادة كبيرة في الإيجار حال اللجوء للمحاكم    حكم إخفاء الذهب عن الزوج والكذب؟ أمين الفتوى يوضح    عيسى إسكندر يمثل مصر في مؤتمر عالمي بروما لتعزيز التقارب بين الثقافات    محافظة الجيزة: غلق جزئى بكوبري 26 يوليو    علي جمعة: السيرة النبوية تطبيق عملي معصوم للقرآن    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتهى معرض بكين وبقيت أرقامه المهمة.. العالم يودع المركزية الأوروبية فى الثقافة
نشر في الأهرام العربي يوم 03 - 10 - 2016


بكين مصطفى عبادة


الدول العربية اتفقت على ترجمة 100 عنوان من الثقافة الصينية

المعرض شهد توقيع 3075 اتفاقية فى مجال النشر و1943 اتفاقية حقوق نشر كتب أجنبية فى الصين

انتهت الدورة الثالثة والعشرون لمعرض بكين الدولى للكتاب، أحد أهم معارض الكتب فى العالم، ومنصة تبادل حقوق النشر المشترك وبيع حقوق التأليف بين كل دور النشر فى أقطار المعمورة، وقد تفوق فى هذا المجال على معارض مهمة، غير مخصصة لبيع الكتب مثل معرض فرانكفورت الألمانى، الذى يحضره العرب كل عام دون أن يظهر أى أثر لمشاركتهم سواء فى ترجمة الأدب العربى إلى الألمانية، أم العكس، وغالبا يذهبون للتمثيل المشرف، وكذلك معرض لندن الدولى للكتاب، وهو لا يحتاج إلى تبادلات بين الناشرين العرب والإنجليز، فالثقافة العربية غارقة حتى أذنيها فى الترجمة من اللغة الإنجليزية، على مدى قرنين كاملين، حتى إنها أصيبت بتخمة فى هذا المجال، وصارت مثل الضحية التى تعشق جلادها حتى الإدمان، وانغمسنا فى الأدبيات الأوروبية، مثل صراع الحضارات والتنوع الخلاق - الذى يعينهم هم فقط، ويتم استبعاد نصف ثقافة العالم المتمثل فى الثقافة الشرقية - والإسلام السياسى والديمقراطية والمجتمع المدنى، لم نر نموذجا آخر على مدى هذين القرنين، حتى نختار بحرية، وكأن معرض بكين، ومشاركة الناشرين العرب فيه بإلحاح ومجهود فردى من مؤسسة بيت الحكمة، الذى يقوده المصرى أحمد السعيد، وكأن هذه المشاركة جاءت طوق نجاة وإنقاذ، لتدخل الثقافة المصرية عصر التعدد، وتنفتح الثقافة العربية على مشابهاتها السياسية والاجتماعية
فالتعاون فى معرض بكين شمل أغلب الدول العربية، لا سيما فى معارض أبوظبى والشارقة، ومعرض المغرب الدولى للكتاب، الأمر الذى أنتج عشرات الكتب التى ترجمت إلى اللغة الصينية مثل: الزينى بركات لجمال الغيطانى، وأيام الإنسان السبعة لعبد الحكيم قاسم، وقرية ظالمة لمحمد كامل حسين، ومختارات من أعمال الشاعر العربى محمود درويش، والباب المفتوح للطيفة الزيات، وغيرها، وقبل ذلك تمت ترجمة الأعمال الكاملة لنجيب محفوظ، والأعمال الكاملة للشاعر السورى أدونيس، ومن المفارقات الثقافية اللافتة فى هذا السياق، أن أغلب المتحدثين الصينيين الذين استمعت إليهم، لا يعرفون من الشعر العربى، غير أدونيس ومحمود درويش، ولا يذكر اسم شاعر مصرى واحد، مما جعلنا جميعا نتأسى على الراحل صلاح عبد الصبور، فاقترح الوفد على لسان د. هيثم الحاج، ترجمة مختارات للشاعر صلاح عبد الصبور، وتم إبلاغ الاقتراح إلى مدير بيت الحكمة أحمد السعيد، الذى رحب به، وسيتولى سيد محمود، رئيس تحرير القاهرة إعداد المختارات باللغة العربية.
وجاء صالون التبادلات الثقافية بين العرب والصين وموضوع: التبادلات الفنية والأدبية بين مصر والذى بلغ ذروته، والصين فى هذا السياق، وهو الصالون الذى شهد حضورا صينيا متميزا، وتم فيه توقيع العديد من الاتفاقات فى مجالى النشر الإلكترونى والعربى، وحضره من الجانب المصرى رئيس هيئة الكتاب، ورئيس الإدارة المركزية للنشر فى الهيئة أيضا د. سهير المصادفة، وعادل المصرى، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، والأمين العام للاتحاد، رئيس مجلس دار العربى للنشر: شريف بكر، ومحمد عبد المنعم، من دار سما، ممثلا لدور النشر المستقلة، والمستشار الثقافى المصرى فى الصين د. حسين إبراهيم، والمستشار د. هدى جاد، ومن الجانب الصينى كل من: لوو تشنغ يوى، رئيس مجلس إدارة شركة تيان تشو للنشر الدولى، وخوانغ شو يون، رئيس دار الشعب الصينية، و«جين شياو مين»، نائب رئيس دار إنتركونتننتال، ومايون ليانغ، من شركة بيت الحكمة للثقافة والإعلام، وجوه جيان جان، مدير إدارة الصحافة والنشر والإذاعة والتليفزيون لمقاطعة خونان، ولى جانغ تشين، نائب رئيس إدارة التنمية والتخطيط بالهيئة الصينية الوطنية للصحافة والنشر، وجانغ يون جون، نائب رئيس هيئة النشر بوزارة الدعاية الصينية، حرصت على ذكر أغلب الأسماء، وصفاتها الوظيفية، لبيان الأهمية الثقافية التى يحرص الصينيون على إقامتها مع مصر، ورغبتهم فى تطويرها، وتوسيع مجالاتها فى المستقبل القريب.
انتهى معرض بكين، وبقيت أرقامه، شديدة الأهمية، فى معرفة إقامة المعارض الناجحة، وعقد الصفقات الثقافية الأكثر نجاحا، حيث تم توقيع 3075 اتفاقية تغطى الأنواع المختلفة من تصدير حقوق النشر، والتعاون المشترك فى مجال نشر الكتب، كما تم توقيع 1943 اتفاقية إدخال حقوق النشر للصين، تشمل كتبا ومطبوعات من خارج الصين، وبلغت مساحة عرض الكتب الإجمالية 18600 مترا مربعا، وبلغ عدد الدول والأقاليم والمقاطعة التى شاركت فيه 86 دولة ومقاطعة صينية، وبلغ عدد العارضين 2407 عارضين، شملت 1379 مؤسسة نشر خارجية من بريطانيا وفرنسا وأمريكا، وكوريا الجنوبية واليابان والهند ومصر، وغيرها من الدول، وجاءت 16 دولة من أوروبا الوسطى والشرقية كضيف شرف لهذه الدورة.
كما تم خلال هذه الدورة عرض أكثر من 300 ألف نوع من الكتب المتميزة، وأقيمت أكثر من ألف فاعلية للتبادل الثقافى وبلغ عدد الزوار ما يتجاوز 300 ألف زائر، بما يضعه أكبر معارض الكتب فى العالم، نظرا لما يمنحه من مميزات للناشرين الذين يعتبرونه منصة عالمية لتجارة حقوق النشر، وعلى صعيد الكتب الأكثر تبادلا فى تجارة حقوق النشر، احتلت كتب الأطفال والكتب الأدبية والفلسفة، وأخيرا الاقتصادية صدارة التصدير، وتبادل حقوق النشر بين الصين والعالم الخارجى، والعكس، حيث بيعت حقوق كتب مثل: طريق الصين، والحلم الصينى، والحلم الصينى وتنمية مقاطعة تشجيانغ، من منشورات دار الشعب الصينية، بيعت إلى ألمانيا، وكوريا الجنوبية، وروسيا والهند وألبانيا، لرغبة هذه الدول فى الوقوف على سر تحقق المعجزة الصينية على صعيدى الاقتصاد والتنمية والرفاه الاجتماعى، فضلا عن بيع أكثر من مائة عنوان للدول العربية، وصدرت فى أيام المعرض رواية الصينى: شيو تسى تشين، بكين.. بكين بالعربية، من ترجمة د. يحيى مختار، وشيو تسى هو أكثر الأدباء الشباب شهرة الآن، من خلال الجوائز العديدة التى حازها وأهمها جائزة لوشيون، وتعد بكين هى أشهر أعماله والأكثر تعبيرا عن الروح الصينية الجديدة التى تسود العالم، وصدر أيضا كتاب: أسطورة الجمل الأبيض سرديات صينية للكاتب جر لتشموج خايخيه «وذكريات الصين.. تاريخ غير تقليدى» لتشين يو، فضلا عن مجلة أدب الشعب الصينية، منارات طريق الحرير، فى طبعتها العربية لأول مرة، هى التى تطبع بعشر لغات فى العالم، وهو الحدث الذى غطيناه سابقا.
كل هذه الفاعليات، لا سيما الجانب العربى منها، والمشاركة الفاعلة والمثمرة، يقف وراءها، بيت الحكمة للثقافة والإعلام الذى أنشأه ويديره أحمد السعيد، وهو الجهة المنسقة للفاعليات العربية ليس فى معرض بكين فقط، بل فى عموم الصين، وهو مسئول التبادل الثقافى بين الجانبين العربى والصينى منذ عام 2011، ويتولى فرعه فى مصر، الأنشطة الصينية، فى معرض القاهرة الدولى للكتاب كل عام، واستطاع بيت الحكمة هذا العام تنظيم ثلاثة أجنحة للجانب العربى لاتحاد الناشرين العرب، واتحاد الناشرين المصريين، والهيئة المصرية العامة للكتاب، فضلا عن اللقاءات المباشرة مع الجانب الصينى والزيارات المتعددة فى أرجاء بكين، ففى اليوم الأول تم تنظيم زيارة للوفد المصرى إلى معالم بكين الأثرية، والتعرف على أوجه التشابه والتقارب بين الحضارتين، كما فى سور الصين العظيم، والمدينة المحرمة، وبكين القديمة والعديد من الزيارات واللقاءات المهمة مثل:
- لقاء على هامش افتتاح المعرض للجانب العربى، وعقد فى قاعة الشعب الكبرى، فى ميدان السلام السماوى بحضور نائبة رئيس الوزراء الصينية ليو يان رونغ، وعدد من الوزراء والمسئولين الصينيين، وتمت فيه إمكانية عقد اتفاق تبادل جناح سنوى بين معرضى القاهرة وبكين، واشتراك الهيئة العامة للكتاب فى معرض بكين بشكل سنوى، وأن تحضر الصين إلى معرض القاهرة بشكل مكثف وسنوى أيضا، كما تم الحديث عن تعزيز مجالات التعاون وتوسيعها لتشمل النشر الرقمى، والنشر المشترك، ومشروعات تبادل الترجمة بين الصين والدول العربية.


- تنظيم زيارة للوفد العربى لأجنحة معرض بكين، حيث استقبل الوفد العديد من المسئولين، ودور النشر الصينية فى الجناح العربى، الذى يضم قسما خاصا للإصدارات المترجمة عن الصينية، التى نشرت فى العالم العربى، التى تجاوزت مائتى عنوان، كما تعرف الوفد العربى على أحدث طرق التنظيم والمشاركة، التى نهجها معرض بكين الدول للكتاب.
- كما نظمت الهيئة الوطنية للصحافة والنشر والإذاعة والتليفزيون بإشراف بيت الحكمة، مأدبة غداء على شرف الوفد العربى برئاسة د. هيثم الحاج على، تم خلاله لقاء رئيس أكبر شركة مكتبات فى الصين «شينخوا»، والتعرف على أحوال التوزيع وبيع الكتب فى الصين، وتبادل الخبرات حول أهمية وكيفية توزيع الكتب فى مصر والصين.
- نظم بيت الحكمة مشاركة فاعلة للجانب العربى لحضور المؤتمر الدولى للتعاون فى مجال النشر فى دول الحزام والطريق، وحفل إطلاق الموقع الرقمى لصحيفة الناشرين الدوليين، الذى تم برعاية اتحاد الناشرين الدولى، ومجموعة الناشرين الصينيين، وبتنظيم مشترك مع بيت الحكمة، وسلسلة مكتبات شينخوا، وفيه قام بشار شبارو، أمين عام اتحاد الناشرين العرب وعادل المصرى، رئيس اتحاد الناشرين المصريين بإلقاء كلمتين كممثلين للجانب العربى، وشارك رئيس هيئة الكتاب فى إطلاق الموقع الرقمى للنشر العالمى، ومع الأمين العام لاتحاد الناشرين الدولى، ومدير معرض لندن، ورئيس مجموعة الناشرين الصينيين.
فى اليوم التالى، تم تنظيم لقاء على العشاء مع الكاتب ليو جين يون، الذى كرمته سابقا هيئة الكتاب فى معرض القاهرة العام الماضى، وفيه عبر ليو جين يون، عن أمله فى تكرار الزيارة إلى مصر، كما سيزور وفد من أدباء الصين معرض الدار البيضاء للكتاب، وكذلك معرض أبوظبى، الذى ستكون الصين فيه ضيف الشرف الرئيسى.
تم كذلك احتفال كبير بإصدار كتاب: مبادئ الحكم فى الصين القديمة، الذى أصدرته هيئة الكتاب بالتعاون مع بيت الحكمة للثقافة والإعلام، وهو أقدم كتاب فى العالم عن الحكم والسياسة، ويعود تاريخه إلى أكثر من ألفى عام، وفى هذا الاحتفال ألقت د. سهير المصادفة، كلمة عبرت فيها عن تشجيع الهيئة للتعاون مع الجانب الصينى، وقام أحمد السعيد، ممثل بيت الحكمة بتوقيع عقد الكتاب، الذى سيقام له احتفال آخر كبير فى معرض القاهرة الدولى للكتاب يناير 2017.
- عقد لقاء رسمى نظمه بيت الحكمة للوفد العربى، مع وفد صينى رفيع المستوى برئاسة الوزير يان شياو هونغ، نائب رئيس الهيئة الوطنية للصحافة والنشر والإذاعة والتليفزيون بالصين، وتبادل الوزير الصينى مع د. هيثم الحاج على سبل تعزيز التعاون الثقافى الصينى المصرى، والاتفاق على أن تكون الصين ضيف شرف دائم لمعرض مصر للكتاب.
وبمناسبة عام الثقافة المصرى - الصينى، نظم بيت الحكمة للثقافة والإعلام وشركة تيانشو للنشر، والمكتب الثقافى المصرى ببكين، صالون التبادلات الثقافية والأدبية والفنية المصرى- الصينى، الذى تحدث فيه رئيس هيئة الكتاب عن رغبة مصر - حكومة وشعبا - فى تعزيز العلاقات الثقافية مع الصين، وأن يكون كل عام هو عام ثقافى مصرى - صينى، كما تحدث عن عمق العلاقات الصينية - المصرية، منذ أقامها الزعيمان ماو تسى تونج، وجمال عبد الناصر، كما عقد خلال الصالون معرضا للتحف والأعمال الفنية المصرية - الصينية.

«ماو» صينى.. «ماو» عربى
يحب الصينيون «ماو»؟ نعم. هل يقدسونه؟ لا. هل يحب الناصريون عبد الناصر؟ نعم. ويقدسونه؟ نعم. الفرق بين «لا»، و«نعم» الخاصة بالتقديس، هو الفرق بين ثقافة صينية، تفكر فى المستقبل، وثقافة مصرية تقدس الماضى، فإذا كان الصينيون يعشقون ماو، فإنهم فى الوقت نفسه يناقشون فترته مناقشة نقدية ذاتية، لتطويرها والبناء عليها، ويضعون سياسته تحت مجهر الرؤى الحديثة، عكس الفصائل السياسية فى مصر، التى تقدس رموزها، ولا تتجاوز مواقفها، بغض النظر عن الظرف التاريخى، الذى جرت فيه هذه المواقف، وفى كل لقاء صينى عربى، مشترك حضرته، وتحدث فيه مصريون، ناشرون أو مسئولون حكوميون مثقفون بشكل عام، لا يخلو كلامهم من ذكر الزعيم الصينى «ماو» ومواقفه معنا، وبعد مرة واثنين كنت أنظر إلى وجود الوفد الصينى المشارك، بتعدد مناصبه وأعماره، وكنت ألمح الاندهاش، المشوب بالفرح على وجوههم، وبدأت أسجل ملاحظاتى، فى كل مرة يذكر فيها «ماو» من قبل المثقفين العرب.
الملاحظة الأهم هو أن الصينيين سيخرجون من كل اللقاءات المشتركة، بأن العرب لا يعرفون من الصين سياسة وثقافة إلا «ماو»، أو لا يحبون من الصين إلا «ماو»، حيث ينسى الجميع ذكر الرئيسيين، دينج شياوينج، وشى جين بينغ، فى السياسة، كما ينسون شواين لاى، أهم وزير للخارجية فى تاريخ الصين، بعد الاستقلال، ولا يذكرون من المثقفين حتى من حاز نوبل مثل مويان، فى الأدب، أو حتى كونفشيوس فى التراث القديم، أو فنغ يولان فى مجال الفكر والفلسفة، فهل نحن مسئولون عن حبنا لماو وحدنا، أم أن الصين والقيادات الصينية الثقافية شريكة لنا فى وقوف حبنا عن ماو أظنهم شركاء ومسئولين، فتاريخ العلاقات العربية الصينية، أيام الزعيم دينج شياوينج، غير مطروحة فى الإعلام بشكل مناسب، بل لا نكاد نعرف عن المواقف الصينية إزاء القضايا العربية شيئا، برغم أن الصين تاريخيا، لم تعترف بإسرائيل مثلا إلا بعد اتفاقية «أوسلو» التى وقعها عرفات منفردا مع إسرائيل، فهل تعرف مثلا عدد الزيارات الرسمية، أو الاتفاقات مع الجانب الصينى، قبل مجىء الرئيس شى جينغ بينغ، كل ذلك غير مطروح لا فى الإعلام العربى أو الصينى، صحيح، وصحيح جدا أن الزعيم شى جين بينغ دفع العلاقات الثقافية العربية الصينية دفعة هائلة، مثلت قفزة بين أى حضارتين حتى الآن، وحتى هذه لا تأخذ حقها فى الإعلام العربى، المرعوب من الشريك الأمريكى الأوروبى، فإذا كان دينج شياو بينج، أغلق على الصين عبر الخطة الثلاثينية، لإعادة البناء والإصلاح، فإن شى جين بينغ، قام بالموقف الأصح وهو الانفتاح بشكل أسرع وأوسع على العالم كله، بعد أن استكملت الصين فى عهده، مقومات الدولة العظمى، فأطلق المشروع الضخم، الذى تسخر له الصين كل إمكاناتها وهو مشروع «الحزام والطريق» كما أن السياسة الخارجية الصينية، لديها مواقف ثابتة لا تتغير، وهى عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، ولا تأخذ جانب طرف ضد آخر فى دولة واحدة ينشأ فيها نزاع، أو طرف دولة ضد أخرى، بل تقيم علاقاتها الخارجية على أساس الحياد إزاء الجميع، ضمانا لمصالحها الاقتصادية المتعاظمة فى العالم، حتى صارت ما هى عليه الآن، من استقرار ورفاه اقتصادى واجتماعى يشهده المجتمع الصينى.
هذه الفاعليات الثقافية المكثفة التى تجرى كل شهر، وكل أسبوع، بين الجانبين الصينى والمصرى، ليس سببها الأول والأخير بالطبع هو مناسبة عام الثقافة المصرية الصينية، بل رغبة الرئيس الصينى، والحكومة الصينية الصادقة، فى امتداد الحداثة الصينية إلى الدول الواقعة على جانبى «طريق الحرير البحرى»، و«طريق الحرير البرى» المعروف إعلاميا بمشروع «الحزام والطريق» والرغبة فى تحديث تلك الدول، فاحتشدت كل المؤسسات الصينية وراء رغبة الرئيس شى جين بينغ، التى تمت دراستها، بشكل معمق على المستويات كافة.
ليس لأمر الإعجاب بماو علاقة بسن الوفد المصرى، الذى شارك فى معرض بكين هذا العام، بل فى عدم إلمامه بتاريخ التبادل الثقافى المصرى الصينى، وفى عدم قراءته بشكل أوسع لما ينشر عن الصين فى مجال الثقافة، ف 99٪ من الشباب لم يعيشوا فترة «ماو» ومواقفه المناصرة للعرب فى الستينيات، بل قرأوا عنه عبر الأدبيات الناصرية فى مصر، ولم يتجاوزها، وكلمته الشهيرة التى رددها أغلب المتحدثين العرب فى الفاعليات المشتركة التى وجهها إلى عبد الناصر:«طريقنا واحد وكفاحنا مشترك» تظل صحيحة، لكننا نحتاج فى مصر إلى رؤية أشمل لهذه العلاقات العميقة مع الجانب الصينى، التى تحاول الآن القفز فى المستقبل برغم التربص العالمى بها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.