رئيس الوزراء: زيادة الصادرات بنسبة 19% خلال ال 10 أشهر الماضية    المدعية العامة الأمريكية: مطلق النار على الحرس الوطنى يواجه عقوبة السجن 15 عاما    ارتفاع عدد ضحايا حريق المبنى السكنى فى هونج كونج إلى 75 قتيلًا    شوط أول سلبي بين البنك الأهلي وبورفؤاد فى دور ال 32 من كأس مصر    تحقيقات النيابة تكشف تفاصيل اعتداء سائق على سيدة وسرقتها تحت تهديد السلاح    غلق 11 منشأة طبية مخالفة وتحرير 98 محضر مخالفات فى الإسماعيلية    " قفلوا عليها المدرسة ".. سقوط طالبة من الدور الثاني فى الغربية    صناع ولنا فى الخيال حب خلال العرض الخاص.. السعدنى: كلنا مررنا بلحظات الفقد.. صفى الدين محمود: فخور بالتجارب الأولى لصناع العمل.. مايان السيد: كنت فى حالة توهان والفيلم أنقذنى.. وعلا الشافعى: السعدنى شكّل مفاجأة    علا الشافعي: لجنة الدراما بالمجلس الأعلى لم تعقد منذ فترة ولا توجد قرارات ملزمة    دوري أبطال إفريقيا - الأهلي بالزي الأساسي أمام الجيش الملكي    محافظ الأقصر يشهد انطلاق فعاليات أسبوع الخير أولى.. صور    مفتي الجمهورية ومدير مكتبة الإسكندرية يبحثان توسيع التعاون في التوثيق والتراث والبحث العلمي    مبادرة "جميلة يا بلدى" بالغردقة تناقش علاقة أخلاق المسلم بالبيئة والصحة    «فاكسيرا» تضع خارطة طريق لمواجهة فصل الشتاء    رئيس الوزراء: لا وجود لفيروس غامض.. والفيروس الحالي مجرد تطور للأنفلونزا    نتنياهو يعقد اجتماعا أمنيا طارئا لبحث التطورات على الساحة اللبنانية    انخفاض الحرارة غدا.. وأمطار على بعض المناطق والصغرى بالقاهرة 16 درجة    إعلان نتائج بطولة الملاكمة بالدورة الرياضية للجامعات والمعاهد العليا دورة الشهيد الرفاعي "53"    توزيع جوائز الفائزين بمسابقة أجمل صوت فى تلاوة القرآن الكريم بالوادى الجديد    رئيس المجلس الوطني للإعلام بالإمارات يزور عادل إمام.. والزعيم يغيب عن الصورة    عقدة ستالين: ذات ممزقة بين الماضى والحاضر!    الناشرين المصريين يلتقى بأمين مجمع البحوث الإسلامية لنشر المصحف الشريف    مقتل سيدة بطلقات نارية في قنا    سوريا تعلن إطارا تنظيميا جديدا لإعادة تفعيل المراسلات المصرفية    رئيس لجنة مراجعة المصحف بالأزهر: دولة التلاوة ثمرة الكتاتيب في القرى    أحمد عبد القادر يغيب عن الأهلي 3 أسابيع بسبب شد الخلفية    رئيس جامعة بنها : اعتماد 11 برنامجا أكاديميا من هيئة ضمان جودة التعليم    وزير الصحة يزور أكبر مجمع طبي في أوروبا بإسطنبول    الصحة: فحص أكثر من 4.5 مليون شاب وفتاة ضمن مبادرة فحص المقبلين على الزواج    أسوان تحصد جائزتين بالملتقى الدولى للرعاية الصحية    «إعلام الأزهر» تطلق مؤتمرها الدولي السادس    أوقاف الغربية تنظّم ندوة علمية بالمدارس بعنوان «حُسن الجوار في الإسلام»    منظمات حقوقية: مقتل 374 فلسطينيا منهم 136 بهجمات إسرائيلية منذ وقف إطلاق النار    بعثة منتخب سيدات اليد تغادر إلى هولندا لخوض لبطولة العالم    إصابة شخص في انفجار أنبوبة غاز بقرية ترسا بالفيوم    روسيا تصدر أحكاما بالسجن مدى الحياة بحق 8 أشخاص بشأن الهجوم على جسر رئيسي في القرم    وزير الشباب والرياضة يستقبل سفير دولة قطر لبحث التعاون المشترك    السعودية: 4.8% من سكان المملكة أكبر من 60 عاما    وزير البترول يعقد لقاءً موسعاً مع شركات التعدين الأسترالية    وزير الري يعرض المسودة النهائية لهيكلة روابط مستخدمي المياه    الهلال الأحمر المصري يرسل القافلة ال82 إلى غزة محملة ب260 ألف سلة غذائية و50 ألف بطانية    مرصد الأزهر يحذر من تفاقم الظواهر السلبية داخل المدارس ويدعو إلى تأهيل المعلمين    الليلة: نادى الفيوم يعرض فيلم "فيها ايه يعنى" ضمن مهرجان المحافظة السينمائى    كأس مصر| البنك الأهلي في اختبار حاسم أمام بور فؤاد بحثًا عن عبور آمن لدور ال16    عادل فتحي نائبا.. عمومية المقاولون العرب تنتخب مجلس إدارة جديد برئاسة محسن صلاح    بسبب تعاطيهم الحشيش.. إنهاء خدمة 9 من العاملين أثناء أدائهم للعمل الحكومي    ارتفاع حصيلة الفيضانات وانزلاقات التربة في إندونيسيا إلى 19 قتيلا    ضبط قضايا اتجار في النقد الأجنبي ب7 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    3 قرارات جديدة لإزالة تعديات على أملاك بنك ناصر الاجتماعى    حقيقة فسخ بيراميدز تعاقده مع رمضان صبحي بسبب المنشطات    جامعة بنها ضمن الأفضل عربيًّا في تصنيف التايمز البريطاني    وزير الانتاج الحربي يتابع سير العمل بشركة حلوان للصناعات غير الحديدية    الأحزاب ترصد مؤشرات الحصر العددى: تقدم لافت للمستقلين ومرشحو المعارضة ينافسون بقوة فى عدة دوائر    جولة إعادة مشتعلة بين كبار المرشحين واحتفالات تجتاح القرى والمراكز    عمر خيرت يوجه رسالة للجمهور بعد تعافيه من أزمته الصحية.. تعرف عليها    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 27نوفمبر 2025 فى المنيا.....اعرف مواعيد صلاتك    موعد أذان وصلاة الفجر اليوم الخميس 27نوفمبر2025.. ودعاء يستحب ترديده بعد ختم الصلاه.    «امرأة بلا أقنعة».. كتاب جديد يكشف أسرار رحلة إلهام شاهين الفنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتهى معرض بكين وبقيت أرقامه المهمة.. العالم يودع المركزية الأوروبية فى الثقافة
نشر في الأهرام العربي يوم 03 - 10 - 2016


بكين مصطفى عبادة


الدول العربية اتفقت على ترجمة 100 عنوان من الثقافة الصينية

المعرض شهد توقيع 3075 اتفاقية فى مجال النشر و1943 اتفاقية حقوق نشر كتب أجنبية فى الصين

انتهت الدورة الثالثة والعشرون لمعرض بكين الدولى للكتاب، أحد أهم معارض الكتب فى العالم، ومنصة تبادل حقوق النشر المشترك وبيع حقوق التأليف بين كل دور النشر فى أقطار المعمورة، وقد تفوق فى هذا المجال على معارض مهمة، غير مخصصة لبيع الكتب مثل معرض فرانكفورت الألمانى، الذى يحضره العرب كل عام دون أن يظهر أى أثر لمشاركتهم سواء فى ترجمة الأدب العربى إلى الألمانية، أم العكس، وغالبا يذهبون للتمثيل المشرف، وكذلك معرض لندن الدولى للكتاب، وهو لا يحتاج إلى تبادلات بين الناشرين العرب والإنجليز، فالثقافة العربية غارقة حتى أذنيها فى الترجمة من اللغة الإنجليزية، على مدى قرنين كاملين، حتى إنها أصيبت بتخمة فى هذا المجال، وصارت مثل الضحية التى تعشق جلادها حتى الإدمان، وانغمسنا فى الأدبيات الأوروبية، مثل صراع الحضارات والتنوع الخلاق - الذى يعينهم هم فقط، ويتم استبعاد نصف ثقافة العالم المتمثل فى الثقافة الشرقية - والإسلام السياسى والديمقراطية والمجتمع المدنى، لم نر نموذجا آخر على مدى هذين القرنين، حتى نختار بحرية، وكأن معرض بكين، ومشاركة الناشرين العرب فيه بإلحاح ومجهود فردى من مؤسسة بيت الحكمة، الذى يقوده المصرى أحمد السعيد، وكأن هذه المشاركة جاءت طوق نجاة وإنقاذ، لتدخل الثقافة المصرية عصر التعدد، وتنفتح الثقافة العربية على مشابهاتها السياسية والاجتماعية
فالتعاون فى معرض بكين شمل أغلب الدول العربية، لا سيما فى معارض أبوظبى والشارقة، ومعرض المغرب الدولى للكتاب، الأمر الذى أنتج عشرات الكتب التى ترجمت إلى اللغة الصينية مثل: الزينى بركات لجمال الغيطانى، وأيام الإنسان السبعة لعبد الحكيم قاسم، وقرية ظالمة لمحمد كامل حسين، ومختارات من أعمال الشاعر العربى محمود درويش، والباب المفتوح للطيفة الزيات، وغيرها، وقبل ذلك تمت ترجمة الأعمال الكاملة لنجيب محفوظ، والأعمال الكاملة للشاعر السورى أدونيس، ومن المفارقات الثقافية اللافتة فى هذا السياق، أن أغلب المتحدثين الصينيين الذين استمعت إليهم، لا يعرفون من الشعر العربى، غير أدونيس ومحمود درويش، ولا يذكر اسم شاعر مصرى واحد، مما جعلنا جميعا نتأسى على الراحل صلاح عبد الصبور، فاقترح الوفد على لسان د. هيثم الحاج، ترجمة مختارات للشاعر صلاح عبد الصبور، وتم إبلاغ الاقتراح إلى مدير بيت الحكمة أحمد السعيد، الذى رحب به، وسيتولى سيد محمود، رئيس تحرير القاهرة إعداد المختارات باللغة العربية.
وجاء صالون التبادلات الثقافية بين العرب والصين وموضوع: التبادلات الفنية والأدبية بين مصر والذى بلغ ذروته، والصين فى هذا السياق، وهو الصالون الذى شهد حضورا صينيا متميزا، وتم فيه توقيع العديد من الاتفاقات فى مجالى النشر الإلكترونى والعربى، وحضره من الجانب المصرى رئيس هيئة الكتاب، ورئيس الإدارة المركزية للنشر فى الهيئة أيضا د. سهير المصادفة، وعادل المصرى، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، والأمين العام للاتحاد، رئيس مجلس دار العربى للنشر: شريف بكر، ومحمد عبد المنعم، من دار سما، ممثلا لدور النشر المستقلة، والمستشار الثقافى المصرى فى الصين د. حسين إبراهيم، والمستشار د. هدى جاد، ومن الجانب الصينى كل من: لوو تشنغ يوى، رئيس مجلس إدارة شركة تيان تشو للنشر الدولى، وخوانغ شو يون، رئيس دار الشعب الصينية، و«جين شياو مين»، نائب رئيس دار إنتركونتننتال، ومايون ليانغ، من شركة بيت الحكمة للثقافة والإعلام، وجوه جيان جان، مدير إدارة الصحافة والنشر والإذاعة والتليفزيون لمقاطعة خونان، ولى جانغ تشين، نائب رئيس إدارة التنمية والتخطيط بالهيئة الصينية الوطنية للصحافة والنشر، وجانغ يون جون، نائب رئيس هيئة النشر بوزارة الدعاية الصينية، حرصت على ذكر أغلب الأسماء، وصفاتها الوظيفية، لبيان الأهمية الثقافية التى يحرص الصينيون على إقامتها مع مصر، ورغبتهم فى تطويرها، وتوسيع مجالاتها فى المستقبل القريب.
انتهى معرض بكين، وبقيت أرقامه، شديدة الأهمية، فى معرفة إقامة المعارض الناجحة، وعقد الصفقات الثقافية الأكثر نجاحا، حيث تم توقيع 3075 اتفاقية تغطى الأنواع المختلفة من تصدير حقوق النشر، والتعاون المشترك فى مجال نشر الكتب، كما تم توقيع 1943 اتفاقية إدخال حقوق النشر للصين، تشمل كتبا ومطبوعات من خارج الصين، وبلغت مساحة عرض الكتب الإجمالية 18600 مترا مربعا، وبلغ عدد الدول والأقاليم والمقاطعة التى شاركت فيه 86 دولة ومقاطعة صينية، وبلغ عدد العارضين 2407 عارضين، شملت 1379 مؤسسة نشر خارجية من بريطانيا وفرنسا وأمريكا، وكوريا الجنوبية واليابان والهند ومصر، وغيرها من الدول، وجاءت 16 دولة من أوروبا الوسطى والشرقية كضيف شرف لهذه الدورة.
كما تم خلال هذه الدورة عرض أكثر من 300 ألف نوع من الكتب المتميزة، وأقيمت أكثر من ألف فاعلية للتبادل الثقافى وبلغ عدد الزوار ما يتجاوز 300 ألف زائر، بما يضعه أكبر معارض الكتب فى العالم، نظرا لما يمنحه من مميزات للناشرين الذين يعتبرونه منصة عالمية لتجارة حقوق النشر، وعلى صعيد الكتب الأكثر تبادلا فى تجارة حقوق النشر، احتلت كتب الأطفال والكتب الأدبية والفلسفة، وأخيرا الاقتصادية صدارة التصدير، وتبادل حقوق النشر بين الصين والعالم الخارجى، والعكس، حيث بيعت حقوق كتب مثل: طريق الصين، والحلم الصينى، والحلم الصينى وتنمية مقاطعة تشجيانغ، من منشورات دار الشعب الصينية، بيعت إلى ألمانيا، وكوريا الجنوبية، وروسيا والهند وألبانيا، لرغبة هذه الدول فى الوقوف على سر تحقق المعجزة الصينية على صعيدى الاقتصاد والتنمية والرفاه الاجتماعى، فضلا عن بيع أكثر من مائة عنوان للدول العربية، وصدرت فى أيام المعرض رواية الصينى: شيو تسى تشين، بكين.. بكين بالعربية، من ترجمة د. يحيى مختار، وشيو تسى هو أكثر الأدباء الشباب شهرة الآن، من خلال الجوائز العديدة التى حازها وأهمها جائزة لوشيون، وتعد بكين هى أشهر أعماله والأكثر تعبيرا عن الروح الصينية الجديدة التى تسود العالم، وصدر أيضا كتاب: أسطورة الجمل الأبيض سرديات صينية للكاتب جر لتشموج خايخيه «وذكريات الصين.. تاريخ غير تقليدى» لتشين يو، فضلا عن مجلة أدب الشعب الصينية، منارات طريق الحرير، فى طبعتها العربية لأول مرة، هى التى تطبع بعشر لغات فى العالم، وهو الحدث الذى غطيناه سابقا.
كل هذه الفاعليات، لا سيما الجانب العربى منها، والمشاركة الفاعلة والمثمرة، يقف وراءها، بيت الحكمة للثقافة والإعلام الذى أنشأه ويديره أحمد السعيد، وهو الجهة المنسقة للفاعليات العربية ليس فى معرض بكين فقط، بل فى عموم الصين، وهو مسئول التبادل الثقافى بين الجانبين العربى والصينى منذ عام 2011، ويتولى فرعه فى مصر، الأنشطة الصينية، فى معرض القاهرة الدولى للكتاب كل عام، واستطاع بيت الحكمة هذا العام تنظيم ثلاثة أجنحة للجانب العربى لاتحاد الناشرين العرب، واتحاد الناشرين المصريين، والهيئة المصرية العامة للكتاب، فضلا عن اللقاءات المباشرة مع الجانب الصينى والزيارات المتعددة فى أرجاء بكين، ففى اليوم الأول تم تنظيم زيارة للوفد المصرى إلى معالم بكين الأثرية، والتعرف على أوجه التشابه والتقارب بين الحضارتين، كما فى سور الصين العظيم، والمدينة المحرمة، وبكين القديمة والعديد من الزيارات واللقاءات المهمة مثل:
- لقاء على هامش افتتاح المعرض للجانب العربى، وعقد فى قاعة الشعب الكبرى، فى ميدان السلام السماوى بحضور نائبة رئيس الوزراء الصينية ليو يان رونغ، وعدد من الوزراء والمسئولين الصينيين، وتمت فيه إمكانية عقد اتفاق تبادل جناح سنوى بين معرضى القاهرة وبكين، واشتراك الهيئة العامة للكتاب فى معرض بكين بشكل سنوى، وأن تحضر الصين إلى معرض القاهرة بشكل مكثف وسنوى أيضا، كما تم الحديث عن تعزيز مجالات التعاون وتوسيعها لتشمل النشر الرقمى، والنشر المشترك، ومشروعات تبادل الترجمة بين الصين والدول العربية.


- تنظيم زيارة للوفد العربى لأجنحة معرض بكين، حيث استقبل الوفد العديد من المسئولين، ودور النشر الصينية فى الجناح العربى، الذى يضم قسما خاصا للإصدارات المترجمة عن الصينية، التى نشرت فى العالم العربى، التى تجاوزت مائتى عنوان، كما تعرف الوفد العربى على أحدث طرق التنظيم والمشاركة، التى نهجها معرض بكين الدول للكتاب.
- كما نظمت الهيئة الوطنية للصحافة والنشر والإذاعة والتليفزيون بإشراف بيت الحكمة، مأدبة غداء على شرف الوفد العربى برئاسة د. هيثم الحاج على، تم خلاله لقاء رئيس أكبر شركة مكتبات فى الصين «شينخوا»، والتعرف على أحوال التوزيع وبيع الكتب فى الصين، وتبادل الخبرات حول أهمية وكيفية توزيع الكتب فى مصر والصين.
- نظم بيت الحكمة مشاركة فاعلة للجانب العربى لحضور المؤتمر الدولى للتعاون فى مجال النشر فى دول الحزام والطريق، وحفل إطلاق الموقع الرقمى لصحيفة الناشرين الدوليين، الذى تم برعاية اتحاد الناشرين الدولى، ومجموعة الناشرين الصينيين، وبتنظيم مشترك مع بيت الحكمة، وسلسلة مكتبات شينخوا، وفيه قام بشار شبارو، أمين عام اتحاد الناشرين العرب وعادل المصرى، رئيس اتحاد الناشرين المصريين بإلقاء كلمتين كممثلين للجانب العربى، وشارك رئيس هيئة الكتاب فى إطلاق الموقع الرقمى للنشر العالمى، ومع الأمين العام لاتحاد الناشرين الدولى، ومدير معرض لندن، ورئيس مجموعة الناشرين الصينيين.
فى اليوم التالى، تم تنظيم لقاء على العشاء مع الكاتب ليو جين يون، الذى كرمته سابقا هيئة الكتاب فى معرض القاهرة العام الماضى، وفيه عبر ليو جين يون، عن أمله فى تكرار الزيارة إلى مصر، كما سيزور وفد من أدباء الصين معرض الدار البيضاء للكتاب، وكذلك معرض أبوظبى، الذى ستكون الصين فيه ضيف الشرف الرئيسى.
تم كذلك احتفال كبير بإصدار كتاب: مبادئ الحكم فى الصين القديمة، الذى أصدرته هيئة الكتاب بالتعاون مع بيت الحكمة للثقافة والإعلام، وهو أقدم كتاب فى العالم عن الحكم والسياسة، ويعود تاريخه إلى أكثر من ألفى عام، وفى هذا الاحتفال ألقت د. سهير المصادفة، كلمة عبرت فيها عن تشجيع الهيئة للتعاون مع الجانب الصينى، وقام أحمد السعيد، ممثل بيت الحكمة بتوقيع عقد الكتاب، الذى سيقام له احتفال آخر كبير فى معرض القاهرة الدولى للكتاب يناير 2017.
- عقد لقاء رسمى نظمه بيت الحكمة للوفد العربى، مع وفد صينى رفيع المستوى برئاسة الوزير يان شياو هونغ، نائب رئيس الهيئة الوطنية للصحافة والنشر والإذاعة والتليفزيون بالصين، وتبادل الوزير الصينى مع د. هيثم الحاج على سبل تعزيز التعاون الثقافى الصينى المصرى، والاتفاق على أن تكون الصين ضيف شرف دائم لمعرض مصر للكتاب.
وبمناسبة عام الثقافة المصرى - الصينى، نظم بيت الحكمة للثقافة والإعلام وشركة تيانشو للنشر، والمكتب الثقافى المصرى ببكين، صالون التبادلات الثقافية والأدبية والفنية المصرى- الصينى، الذى تحدث فيه رئيس هيئة الكتاب عن رغبة مصر - حكومة وشعبا - فى تعزيز العلاقات الثقافية مع الصين، وأن يكون كل عام هو عام ثقافى مصرى - صينى، كما تحدث عن عمق العلاقات الصينية - المصرية، منذ أقامها الزعيمان ماو تسى تونج، وجمال عبد الناصر، كما عقد خلال الصالون معرضا للتحف والأعمال الفنية المصرية - الصينية.

«ماو» صينى.. «ماو» عربى
يحب الصينيون «ماو»؟ نعم. هل يقدسونه؟ لا. هل يحب الناصريون عبد الناصر؟ نعم. ويقدسونه؟ نعم. الفرق بين «لا»، و«نعم» الخاصة بالتقديس، هو الفرق بين ثقافة صينية، تفكر فى المستقبل، وثقافة مصرية تقدس الماضى، فإذا كان الصينيون يعشقون ماو، فإنهم فى الوقت نفسه يناقشون فترته مناقشة نقدية ذاتية، لتطويرها والبناء عليها، ويضعون سياسته تحت مجهر الرؤى الحديثة، عكس الفصائل السياسية فى مصر، التى تقدس رموزها، ولا تتجاوز مواقفها، بغض النظر عن الظرف التاريخى، الذى جرت فيه هذه المواقف، وفى كل لقاء صينى عربى، مشترك حضرته، وتحدث فيه مصريون، ناشرون أو مسئولون حكوميون مثقفون بشكل عام، لا يخلو كلامهم من ذكر الزعيم الصينى «ماو» ومواقفه معنا، وبعد مرة واثنين كنت أنظر إلى وجود الوفد الصينى المشارك، بتعدد مناصبه وأعماره، وكنت ألمح الاندهاش، المشوب بالفرح على وجوههم، وبدأت أسجل ملاحظاتى، فى كل مرة يذكر فيها «ماو» من قبل المثقفين العرب.
الملاحظة الأهم هو أن الصينيين سيخرجون من كل اللقاءات المشتركة، بأن العرب لا يعرفون من الصين سياسة وثقافة إلا «ماو»، أو لا يحبون من الصين إلا «ماو»، حيث ينسى الجميع ذكر الرئيسيين، دينج شياوينج، وشى جين بينغ، فى السياسة، كما ينسون شواين لاى، أهم وزير للخارجية فى تاريخ الصين، بعد الاستقلال، ولا يذكرون من المثقفين حتى من حاز نوبل مثل مويان، فى الأدب، أو حتى كونفشيوس فى التراث القديم، أو فنغ يولان فى مجال الفكر والفلسفة، فهل نحن مسئولون عن حبنا لماو وحدنا، أم أن الصين والقيادات الصينية الثقافية شريكة لنا فى وقوف حبنا عن ماو أظنهم شركاء ومسئولين، فتاريخ العلاقات العربية الصينية، أيام الزعيم دينج شياوينج، غير مطروحة فى الإعلام بشكل مناسب، بل لا نكاد نعرف عن المواقف الصينية إزاء القضايا العربية شيئا، برغم أن الصين تاريخيا، لم تعترف بإسرائيل مثلا إلا بعد اتفاقية «أوسلو» التى وقعها عرفات منفردا مع إسرائيل، فهل تعرف مثلا عدد الزيارات الرسمية، أو الاتفاقات مع الجانب الصينى، قبل مجىء الرئيس شى جينغ بينغ، كل ذلك غير مطروح لا فى الإعلام العربى أو الصينى، صحيح، وصحيح جدا أن الزعيم شى جين بينغ دفع العلاقات الثقافية العربية الصينية دفعة هائلة، مثلت قفزة بين أى حضارتين حتى الآن، وحتى هذه لا تأخذ حقها فى الإعلام العربى، المرعوب من الشريك الأمريكى الأوروبى، فإذا كان دينج شياو بينج، أغلق على الصين عبر الخطة الثلاثينية، لإعادة البناء والإصلاح، فإن شى جين بينغ، قام بالموقف الأصح وهو الانفتاح بشكل أسرع وأوسع على العالم كله، بعد أن استكملت الصين فى عهده، مقومات الدولة العظمى، فأطلق المشروع الضخم، الذى تسخر له الصين كل إمكاناتها وهو مشروع «الحزام والطريق» كما أن السياسة الخارجية الصينية، لديها مواقف ثابتة لا تتغير، وهى عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، ولا تأخذ جانب طرف ضد آخر فى دولة واحدة ينشأ فيها نزاع، أو طرف دولة ضد أخرى، بل تقيم علاقاتها الخارجية على أساس الحياد إزاء الجميع، ضمانا لمصالحها الاقتصادية المتعاظمة فى العالم، حتى صارت ما هى عليه الآن، من استقرار ورفاه اقتصادى واجتماعى يشهده المجتمع الصينى.
هذه الفاعليات الثقافية المكثفة التى تجرى كل شهر، وكل أسبوع، بين الجانبين الصينى والمصرى، ليس سببها الأول والأخير بالطبع هو مناسبة عام الثقافة المصرية الصينية، بل رغبة الرئيس الصينى، والحكومة الصينية الصادقة، فى امتداد الحداثة الصينية إلى الدول الواقعة على جانبى «طريق الحرير البحرى»، و«طريق الحرير البرى» المعروف إعلاميا بمشروع «الحزام والطريق» والرغبة فى تحديث تلك الدول، فاحتشدت كل المؤسسات الصينية وراء رغبة الرئيس شى جين بينغ، التى تمت دراستها، بشكل معمق على المستويات كافة.
ليس لأمر الإعجاب بماو علاقة بسن الوفد المصرى، الذى شارك فى معرض بكين هذا العام، بل فى عدم إلمامه بتاريخ التبادل الثقافى المصرى الصينى، وفى عدم قراءته بشكل أوسع لما ينشر عن الصين فى مجال الثقافة، ف 99٪ من الشباب لم يعيشوا فترة «ماو» ومواقفه المناصرة للعرب فى الستينيات، بل قرأوا عنه عبر الأدبيات الناصرية فى مصر، ولم يتجاوزها، وكلمته الشهيرة التى رددها أغلب المتحدثين العرب فى الفاعليات المشتركة التى وجهها إلى عبد الناصر:«طريقنا واحد وكفاحنا مشترك» تظل صحيحة، لكننا نحتاج فى مصر إلى رؤية أشمل لهذه العلاقات العميقة مع الجانب الصينى، التى تحاول الآن القفز فى المستقبل برغم التربص العالمى بها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.