عبد الرجيم رجب أمر الله عباده بالإحسان في كل شيء؛ فالإحسان ضده الإساءة، وهو مراقبة الله في السِّر والعلن، وفي القول والعمل، وهو فعل الخيرات على أكمل وجه، وابتغاء مرضات الله، وهو على نوعين؛ إحسان في عبادة الخالق، وإحسان في حقوق الخَلق.؛ فقال تعالى: "إِنَّ اللّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسَانِ وَإِيتَاء ذِي القُربَى وَيَنهَى عَنِ الفَحشَاء وَالمُنكَرِ وَالبَغيِ يَعِظُكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرُونَ" النحل:90، ووصفه العلماء؛ فقالوا: الإحسَان نوعان: إحسان في عبادة الخالق: بأن تعبد الله كأنَّك تراه فإن لم تكن تراه فإنَّه الله يراك. وإحسانٌ في حقوق الخَلق: وهو بذل جميع المنافع من أي نوعٍ كان؛ لأي مخلوقٍ يكون، ولكنَّه يتفاوت بتفاوت المُحسَنِ إليهم، في حقِّهم ومقامهم. وأرشدنا ابن القيم إلى كيفية الحصول على رحمة الله تعالى؛ فقال: "مفتاح حصول الرَّحمة؛ الإحسَان في عبادة الخالق، والسَّعي في نفع عبيده"، وعن ثمرات الإحسان يخبرنا، فيقول: "الإحسان يُفرِحُ القلب، ويشرح الصَّدر، ويجلب النِّعم، ويدفع النِّقم، وتركه يوجب الضَّيم والضِّيق، ويمنع وصول النِّعم إليه". ونصح ابن القيِّم من أراد ترك المعاصي بالإحسان؛ فقال: "فإنَّ الإحسان إذا باشر القلب منعه عن المعاصي، فإنَّ مَن عبد الله كأنَّه يراه، لم يكن كذلك إلَّا لاستيلاء ذكره ومحبَّته وخوفه ورجائه على قلبه، بحيث يصير كأنَّه يشاهده، وذلك سيحول بينه وبين إرادة المعصية، فضلًا عن مواقعتها، فإذا خرج من دائرة الإحسان، فاته صحبة رفقته الخاصَّة، وعيشهم الهنيء، ونعيمهم التَّام، فإن أراد الله به خيرًا أقرَّه في دائرة عموم المؤمنين". أَحسِن إِلَى النَّاسِ تَستَعبِد قُلُوبَهُم فَطَالمَا استَعبَدَ الإنسَانَ إِحسَانُ مَن جَادَ بِالمَالِ مَالَ النَّاسُ قَاطِبةً إِليهِ وَالمَالُ للإِنسَانِ فتَّانُ أَحسِن إِذَا كَانَ إِمكَانٌ وَمَقدِرةٌ فَلَن يَدُومَ عَلَى الإِنسَانِ إِمكَانُ كيف أكون مُحسِنًا.. · القُرب من الله -سبحانه وتعالى- والبُعد عن الذنوب والمعاصي؛ التي تحول بين المرء وفعل الخير. · البُعد عن الحِقدِ والغِلِّ والحَسَد وغيرها من الصفات الدميمة؛ التي تُبِعد الإنسان عن الإحسان إلى الناس. · اجتناب البُخل، وحبُّ المال، والحرص عليه. · تدريبُ النفس على عمل الصَّالحات؛ وصولًا بها إلى رتبة الإحسان وعمل الخير. · تقوى الله ومخافته، وطلب رضاه؛ تؤدي بالإنسان إلى الإحسان. ثمرات الإحسان.. · الفوز بمحبَّة الله عزَّ وجلَّ، ومن ثَم محبة جميع الخلق. · تحقق معيَّة الله عزَّ وجلَّ للمحسن، والقرب منه تعالى. · الإحسان يُطهِّر النفوس ويُزكِّيها. · بالإحسان في عبادة الله يُمنَع المرء عن الوقوع في المعاصي. · بالإحسان تنشرح الصدور وتتسع. · بالإحسان ترتقي الأمم وتتقدم؛ فهو يؤدي إلى توثيق الروابط وتوفير التعاون. · تماسك المجتمع وحمايته من الآفات الاجتماعية الضارة.