السيسى فى مهمة انتحارية وإنجازاته على أرض الواقع تشهد بحسه الوطنى
كثير من الفضائيات تعاملت مع قضية «تيران وصنافير» بعدم احترافية أو جدية
تجربته في العمل بالإذاعة والتليفزيون اتسمت بالثراء بفضل تنوع المواقع الإعلامية التي تولي مسئوليتها، فمن صوت العرب والشباب والرياضة إلى تجربته فى تأسيس قناة المحور التليفزيونية، وعمله كخبير إعلامي فى اليونسكو والهند وإنجلترا، وكانت تجربته كمراسل حربي على خط القنال علامة بارزة فى مشواره الإذاعي، ولم تكن تجربته السياسية أقل ثراء عندما قرر خوض الانتخابات البرلمانية.. إنه الإعلامى حمدى الكنيسى رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق. التحاور مع إعلامى بحجم حمدى الكنيسى له مذاق خاص، فهو مدرسة خاصة فى الإعلام عنوانها الاحترافية والمهنية والجدية والموضوعية، لذا فهو لم يخف انزعاجه من القنوات الفضائية الخاصة التي يرى أنها فقدت مصداقيتها فى الشارع المصرى بعد أن أحدثت حالة فوضي رهيبة. وأكد الكنيسى، فى حواره ل«الأهرام العربى»، على ضرورة إصدار التشريعات الصحفية لتنظيم وضبط الأداء الإعلامى، مبينا أن مشروع قانون الإعلام الموحد يعبر عن جموع الصحفيين والإعلاميين.. وإلى نص الحوار. فى البداية هل يمكن أن تقدم لنا رؤيتك للمشهد الإعلامى؟ إننى منزعج للغاية من أداء وسائل الإعلام المختلفة، فالإعلام المصرى الخاص كاد يفقد مصداقيته فى الشارع المصري، ومن جانب آخر هناك بعض الإعلاميين وبعض القنوات الفضائية الخاصة ساعدت على التحريض وبث الشائعات دون تحرى دقة المعلومات والرجوع إلى المصادر الرسمية للدولة، وهذا لا يغفر للإعلام بأى حال من الأحوال، فالأخطاء الحالية فى إعلامنا تعرقل مسيرة التتمية والتقدم فى مصر، وتعطى الإعلام الخارجى مبررا للهجوم على مصر لتنفيذ أجندات خاصة بدولهم. إذا اتخذنا من قضية «تيران وصنافير» نموذجا، كيف أخفقت وسائل الإعلام فى التعاطي مع تلك القضية؟ بعض القنوات الفضائية تعاملت مع القضية بعدم وعى وبلا موضوعية، ودون النظر إلى العلاقات مع المملكة العربية السعودية التى ساندت مصر فى ثورة 30 يونيو. والبعض تعاطى مع المسألة وكأنه يريد جر البلدين إلى الصراع والصدام. هناك مخاوف عديدة من قانون الإعلام الموحد الذى لم يتم عرضه حتى الآن على البرلمان؟ لقد قامت اللجنة الوطنية للتشريعات الإعلامية بتشكيل وإعداد لجنة الخمسين، التى تضم 50 شخصية إعلامية وخبراء قانون كانوا جميعا حريصين على الخروج بمشروع قانون متكامل. أما عن مخاوف الجماعة الصحفية فهي مخاوف مشروعة، ومن المؤكد أن مجلس النواب حريص على إصدار القانون ليلبى مطالب الإعلاميين والصحفيين، وبعد أن جلسنا جلسات مطولة وعقدنا نقاشات واجتماعات مع مجلس الوزراء برئاسة المهندس شريف إسماعيل والدكتور أشرف العربى وزير التخطيط لدراسة مشروع القانون وإحالته الى مجلس الدولة، ننتظر عرضه على مجلس النواب. ومشروع القانون يلبى احتياجات الصحفيين وسيعبر عن جموع الإعلاميين، فبنوده تم التوصل إليها بعد عقد جلسات واجتماعات مطولة بما يضمن لنا الخروج بقانون يكون من شأنه ضبط الأداء الإعلامى. هل يمكن استثمار المناخ السائد الذى يوجد به قدر أكبر من الحرية للعمل الإعلامى كى تخرج نقابة الإعلاميين من الكهف المظلم الذي دخلته رغما عنها منذ سنوات؟ لقد ناضلت طويلا من أجل النقابة، وكل الأنظمة السابقة كانت تقف ضد تأسيسها خوفا من أن تمارس دورها فى حماية الإعلاميين. وعندما قال لي الدكتور جمال العطيفى وزير الإعلام الأسبق سأقوم بترقيتك لدورك المهنى الكبير، قلت له لا أريد أى ترقية ولكن تكفينى موافقتك على تأسيس نقابة الإعلاميين، فوعدنى بذلك لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب خروجه من وزارة الإعلام، وكان نظام مبارك يحارب فكرة إنشاء نقابة للإعلاميين بشدة، وبعدها تم تشكيل لجنة الهندسة الإذاعية حتى لا يتم تأسيس النقابة، وبعدها جاءت احتجاجات العاملين بالتليفزيون ثم اندلعت ثورتا 25 يناير و30 يونيو وشهدت هذه الفترة انفلاتا غير مسبوق فى الإعلام المصرى بما يعنى أن هناك ضرورة ملحة لإنشاء نقابة الإعلاميين. إلى أى مدى يمكن أن تسهم نقابة الإعلاميين فى تنظيم الأداء الإعلامى ومعاقبة كل من يخالف ميثاق الشرف الإعلامى؟ النقابة ستقوم بتنظيم الأداء الإعلامى وفق المعايير والقوانين لتحد من الفوضى الحالية والتحريض واتهامات الإعلاميين بعضهم لبعض، وستكون هناك مدونة للسلوك المهنى ولميثاق الشرف الإعلامى تعاقب كل من يتجاوز سواء فى الإعلام المرئى أو المسموع، ومن يتم إلغاء تصريحه لن يعود للعمل الإعلامي أبدا. هل ترى أن وجود نقابة للإعلاميين يتعارض مع عمل نقابة الصحفيين؟ لا يمكن أن يتعارض عمل نقابة الإعلاميين مع نقابة الصحفيين، بل سيتعاونان معا من أجل الحفاظ على المهنة وأداء الصحفيين والإعلاميين بشكل عام. هل ترى أن الأحداث الأخيرة التى شهدتها نقابة الصحفيين بعد اقتحامها من رجال الشرطة ولدت «أزمة ثقة» أو لنقل خصومة بين الصحافة والشرطة؟ طالما كانت العلاقة حساسة بين الطرفين، فتلك عقدة قديمة نتيجة التجاوزات التي شهدتها مصر في الفترة الأخيرة بعد ثورة 25 يناير وبوصفي إعلاميا وصحفيا، أرى أن على القيام بحماية الأمن القومى وأطالب الجميع العمل من أجل مصر بعيدا عن الخلافات والمهاترات. كيف تقيم أداء الرئيس السيسى بعد عامين من توليه الحكم؟ الرئيس السيسي فى مهمة انتحارية للنهوض بمصر وإحداث حراك حقيقي في مسيرة التنمية والتقدم، وقد جمعتنى به عدة لقاءات شخصية استشعرت خلالها حسه الوطنى، وهناك العديد من المشروعات القومية والإنجازات الوطنية على أرض الواقع التى تشهد له بذلك. وما رأيك فى شباب الإعلاميين؟ أرى جيلا جديدا متميزا من شباب الإعلاميين يستخدمون التكنولوجيا الحديثة، أما نحن كإعلاميين يمتلكون الخبرة فعلينا أن نسهم فى الكشف عن المواهب وأن نمنحهم فرصة التدريب والتوجيه ربما قلت نسبة الكفاءات والكوادر نتيجة انهيار التعليم والثقافة، خصوصا مع التراخي فى اختيار المذيعين والمذيعات، لكن التدريب سيعيد التوازن. كنت مراسلا عسكريا على خط النار إبان حرب أكتوبر، وكانت لك علاقات قوية برموز المقاومة الشعبية... لماذا لم تفكر فى كتابة مذكراتك عن تلك الفترة؟ هناك برنامج إذاعى جديد من تقديمي ستتم إذاعته على إذاعة صوت العرب، سأروى خلاله تفاصيل حياتى وسيحوى أسرارا تذاع لأول مرة عن عملى كمراسل حربي للإذاعة أيام حرب الاستنزاف التى تعرفت خلالها إلى رموز المقاومة الشعبية من الكابتن غزالى والشيخ حافظ سلامة وظللت على خط النار حتى حرب أكتوبر، كانت فرصة ذهبية رأيت خلالها الإنسان المصري وهو فى أعظم حالاته من حيث البراعة فى التخطيط والتنفيذ والشجاعة والتضحية، وفى تلك الفترة كونت علاقات عديدة مع الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون داخل إسرائيل وكانوا يرسلون لي المعلومات وأسرار انهيار جنرالات إسرائيل لأقوم بإذاعتها.