علاء عزت علي مدار قرن من الزمان ، وتحديدا 96 عاما ، لم تتمكن كرة القدم العربية من انتزاع أي ميدالية أوليمبية ، رغم تعدد المشاركات ، وتعاظم الأحلام في كثير من المناسبات ، وفي كل مرة كان فرسان الكرة العربية يكتفون بشرف المشاركة ، والمراكز الشرفية . واليوم الخميس ، تبدأ الكرة العربية من جديد رحلة البحث عن أول ظهور لها علي مسرح التتويج الأوليمبي ، عندما يلعب الفارسان العراقي والجزائري ضربة البداية. وفي هذا التقرير الخاص ، تقدم " الأهرام العربي " الوثيقة الكاملة للكرة العربية في تاريخ دورات الألعاب الأوليمبية ، وهي الوثيقة التي تؤكد أول ما تؤكد أن الكرة العربية لم تحظ إطلاقا بشرف الفوز عبر كل ممثليها بأي ميدالية أوليمبية ، وكان الإنجاز الأكبر حتي الآن هو فوز منتخبين عربيين بمركز شرفي ، وهو المركز الرابع ، عبر مصر مرتين ، والعراق مرة واحدة. كما تؤكد الوثيقة أن مصر ، كالعادة ، كانت صاحبة الظهور الأول للعرب في تاريخ الدورات الأوليمبية . كما تشيرإلي تراجع الحضور العربي الذي سجل أكبر تواجد له علي الإطلاق، في دورة لوس أنجلوس بالولاياتالمتحدة الأمريكية عام 1984، بمشاركة 5 منتخبات عربية من أصل 16 منتخب شارك في الدورة . ففي تلك الدورة بلغت النهائيات منتخبات: السعودية والعراقوقطر عن آسيا ومصر والمغرب عن أفريقيا بجانب الكاميرون، وجاء تأهل السعودية للمرة الأولى في تاريخها بعد تجاوزها للهند وماليزيا في التصفيات الأولية، ثم تصدرها لمجموعتها في التصفيات النهائية التي أقيمت في سنغافورة، حيث فازت على نيوزيلندة وكوريا الجنوبية والكويت والبحرين، وكان النجم الأشهر للكرة السعودية عبر كل عصورها ماجد عبد الله هو هداف تلك التصفيات حين سجل سبعة أهداف في التصفيات الأولية، خمسة منها في مرمى الهند ذهابا وإيابا، وهدفين في مرمى ماليزيا، وفي التصفيات النهائية لعب أربع مباريات وسجل ستة أهداف، وهي هدفان في مرمى نيوزيلندا، وهدفان في مرمى الكويت، وهدفان في مرمى كوريا الجنوبية، وحصل على لقب الهداف. وفي النهائيات وقعت السعودية في مجموعة الموت مع البرازيل وألمانيا الغربية إضافة إلى المغرب، حيث خسرت السعودية أمام المغرب بهدف وحيد، وأمام البرازيل بثلاثة أهداف مقابل هدف سعودي سجله ماجد عبد الله من ضربة جزاء، وأمام ألمانيا الغربية بسداسية نظيفة، كما أن قطر التي تأهلت أيضا للمرة الأولى، استطاعت تحقيق تعادل تاريخي أمام فرنسا بهدفين لمثلهما، وخسرت أمام تشيلي بهدف، وأمام النرويج بهدفين، وفي ثاني مشاركة له سجل العراق تعادلا أمام كندا بهدف لمثله، وخسارة من الكاميرون بهدف، ومن يوغوسلافيا ( 2/4) وسجل المغرب فوزا وحيدا على السعودية بهدف، وتعادل مع ألمانيا الغربية ( 2/2 ) وخسارة من البرازيل ( صفر/2)، أما مصر ففازت على كوستاريكا( 4/1) وتعادلت مع الولاياتالمتحدة بهدف لمثله، وخسرت من إيطاليا بهدف، وخرجت من دور الثمانية بهدفين نظيفين أمام فرنسا. وفي المقابل تأهل منتخبا العراق وتونس إلى نهائيات أولمبياد سيولبكوريا الجنوبية 1988 وخرجا معا من الدور الأول، فيما كان ثاني أفضل حضور عربي في أولمبياد برشلونة 1992 بأربعة مقاعد لمصر والمغرب والكويت وقطر مثلما هو حال دورة موسكو 1980التي شاركت فيها الكويت والعراق وسوريا والجزائر، وخرجت ثلاثة منتخبات من الدور الأول باستثناء قطر التي فازت على مصر بهدف، وتعادلت مع كولومبيا بهدف لمثله، وخسرت من المضيف أسبانيا بهدفين نظيفين، وبلغت الدور ربع النهائي قبل أن تخرج على يد بولندا بهدفين نظيفين، وفي أولمبياد أتلانتا بالولاياتالمتحدة 1996 تأهل منتخبان عربيان فقط هما السعودية وتونس، وخرجا من الدور الأول، وفي سيدني 2000 تأهل منتخبا المغرب والكويت. وفي دورة أثينا 2004 تأهلت ثلاثة منتخبات عربية هي: تونس و المغرب عن أفريقيا، وعن آسيا منتخب العراق الذي حقق أفضل نتيجة للعرب بحصوله على المركز الرابع، بعد فوزه في الدور الأول على البرتغال ( 4/2 ) وعلى كوستاريكا بهدفين نظيفين، وخسر من المغرب ( 1/2 ) وفي ربع النهائي هزم أستراليا بهدف وحيد، قبل أن يخسر في نصف النهائي أمام بارجواي( 1/3 ) ثم في مباراة تحديد الفائز بالبرونزية خسر أمام إيطاليا بهدف وحيد، ومع أن مصر حققت المركز الرابع في دورة أمستردام1928 وطوكيو1964 إلا أن المحللين يعتبرون أن تلك الدورات كانت أسهل وأقل عددا بالنسبة للمنتخبات المشاركة. وكانت المشاركات العربية قد بدأت من خلال منتخب مصر في أولمبياد أنتويرب ببلجيكا 1920 وباريس 1924وأمستردام 1928 وبرلين 1936 حين حقق المركز الرابع، ومصر أيضا في دورة هلسنكي 1952، ومصر وتونس في دورة روما 1960، ومصر والمغرب في دورة طوكيو1964، وغاب العرب عن أولمبياد المكسيك 1968، ثم شاركت المغرب والسودان في ميونيخ 1972 وغاب العرب مجددا في دورة مونتريال 1976. وشهدت دورة موسكو 1980 مقاطعة لأسباب سياسية، وغابت كثير من الدول العربية والإسلامية، ومن أبرزها منتخب مصر الذي كان قد تأهل للنهائيات بعد الفوز على زامبيا في التصفيات الإفريقية المؤهلة لأولمبياد موسكو. وشهدت الدورة مشاركة الكويت كأول منتخب خليجي، إضافة لجاره العراق، وحققت الكويت نتائج مميزة ففازت على نيجيريا (3/1 ) وتعادلت مع كولومبيا (1/1) وتعادلت سلبياً مع تشيكوسلوفاكيا، وفي ربع النهائي خسرت من الاتحاد السوفيتي ( 1/2 )، أما العراق ففازت على كوستاريكا ( 3/صفر) وتعادلت مع فنلندا سلبياً ومع يوغسلافيا بهدف، وخسرت في دور الثمانية أمام حامل اللقب ألمانيا الشرقية برباعية نظيفة. كما تأهلت سورية وعادت بنقطة من تعادل تاريخي مع إسبانيا سلبياً، وخسرت من الجزائر( 3/صفر) ومن ألمانيا الشرقية بخماسية نظيفة، وتأهلت الجزائر للنهائيات ووصلت أيضاً لدور الثمانية بحلولها ثانية في مجموعتها بالفوز على سورية، والتعادل بهدف مع إسبانيا، والخسارة بهدف من ألمانيا الشرقية، ثم خسرت في ربع النهائي أمام يوغوسلافيا (صفر- 3).