عماد أنور تألق عصام الحضري، حارس مرمى منتخب مصر ووادي دجلة، ليس وحده ما يثير الجدل حول عودته إلى النادي الأهلي، بل أن إخفاق شريف إكرامي الحارس الأساسي للفريق الأحمر في أي مباراة، يدفع جماهير النادي للمطالبة بالتعاقد مع حارس جديد، ويعيد اسم الحضري إلى المشهد. وحملت جماهير الأهلي شريف إكرامي، جزءا كبيرا من مسئولية هزيمة الفريق أمام المصري البورسعيدي (3/1) بالدوري، ومن بعده الهزيمة أمام زيسكو الزامبي (3/2) في أولى جولات دور الثمانية بدوري أبطال إفريقيا. ونادت بعض جماهير الأهلي، على مواقع التواصل الاجتماعي، بسرعة التعاقد مع حارس "سوبر"، لكن قلة هي من طالبت على استحياء بعودة الحضري إلى جدران القلعة الحمراء، حيث ترفض الأغلبية عودته بعد تخليه عن النادي والهروب إلى سيون السويسري عام 2008. وكان الحارس صاحب ال (43 عاما)، ملء السمع والأبصار، ومعشوق جماهير النادي الأهلي، غير أن الرغبة في الاحتراف الخارجي عكرت صفو العلاقة، التي تحولت إلى العداوة، بعد هروبه إلى نادي سيون في فبراير 2008، وبعد أيام قليلة من تحقيق لقب أمم أفريقيا. ومن دون أي مقدمات، غادر الحارس فجرا إلى نادي متواضع لا يليق باسمه أو تاريخه، وهو ما اعتبرته الجماهير خيانة لا تغتفر، في حين اعتبرتها إدارة الأهلي إهانة لمبادئ النادي، تجعل عودة الحارس أمرا مستحيلا. لكن ظهور الحضري الملقب ب "السد العالي" بمستوى أكثر من رائع في اللقاء الذي جمع منتخب مصر بالمنتخب التنزاني، في المرحلة الخامسة من التصفيات الإفريقية، المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية 2017 بالجابون، أعاد الحديث عن إمكانية عودته مجددا إلى الأهلي، ما دفع بعض الجماهير إلى المقارنة بين رحيل الحضري، الذي اعتبرته إدارة النادي إهانة، وبين رحيل حسام البدري عام 2009 ومن قبله البرتغالي مانويل جوزيه، دون أي مقدمات وعودته مرة أخرى، ومن ثم طالبت بالعفو عن الحضري. واعترف الحضري عقب مباراة نيجيريا بالرغبة في عودته إلى الأهلي، واستغل علاقاته ببعض الصحفيين في الترويج لتلك الرغبة، إلا أن محمود طاهر رئيس الأهلي حسم الأمر، وأكد عدم عودة اللاعب إلى النادي، وأعرب عن احترامه لكل لاعب شارك في إنجازات وانتصارات النادي، لكن الحفاظ على قيم وثوابت الأهلي هي أساس التعامل في هذه القرارات. لكن بعيدا عن تصريحات رئيس الأهلي التي لفتت إلى استحالة عودة الحضري لحراسة عرين الفريق، يبقى سببين رئيسيين يحولان دون عودة الحارس، أولهما رفض جماهير الأهلي لهذا الأمر جملة وتفصيلا، فمنذ هروب الحارس عام 2008، تتعامل جماهير الأهلي مع الحضري على أنه (خائن)، وأنه ترك النادي رغم حاجته له في هذا التوقيت وجرى وراء الأموال. وإذا كان لغة الاحتراف في كرة القدم لا تعرف العواطف، حيث أن الأندية الأوروبية تسعى وراء مصلحة الفريق والتعاقد مع اللاعب المفيد، إلا أن إثارة الحديث عن عودة الحارس، وصفته الجماهير ب "العار"، وطالبت إدارة الأهلي بالحفاظ على الكيان، أما السبب الثاني، هو سن الحضري (43 عاما)، وليس من المعقول أن يخسر الأهلي مكانا في قائمته الجديدة، من أجل التعاقد مع حارس كبير السن للاعتماد عليه مستقبلا، حيث يرغب النادي في ضم حارس يجمع بين الخبرة والشباب، وينافس شريف إكرامي على حراسة عرين الفريق.