مصطفى حمزة قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، إن حركة طالبان تشهد تحولاً عمليًّا لتكون أكثر دموية ووحشية عن ذي قبل، وذلك بعدما تولى زعامة الحركة الملا هيبة الله آخوند زاده، خلفًا لسلفه الملا أختر منصور، والذي قُتل في غارة أمريكية استهدفته في 21 مايو 2016م، في إحدى مناطق بلوشستان الواقعة جنوب غربي باكستان. وأوضح المرصد في بيان له اليوم الأربعاء، أن عملية اغتيال الملا منصور قد أثرت بشكل كبير على الحركة، ودفعتها إلى الانتقام من الحكومة الأفغانية والقوات الأجنبية في أفغانستان، وأدت إلى التراجع في المحادثات التي تجريها الحركة مع الحكومة الأفغانية والقوى الدولية في باكستان، حيث نفذت الحركة عملية انتحارية كبرى في فبراير الماضي، استهدفت حافلة تقل عاملين بمحكمة استئناف غرب العاصمة كابول، وراح ضحيتها 13 قتيلاً، من بينهم تسعة مدنيين وأربعة شرطيين، إضافة إلى تسعة عشر جريحًا، هذا بجانب العملية الأخيرة في ولاية قندز شمالي البلاد، حيث قام فيها مسلحو الحركة بإيقاف الحافلات واحتجاز عشرات الركاب كرهائن، وأفادت الأنباء بأن مسلحي الحركة قتلوا تسعة من الركاب المدنيين وأخذوا عشرين كرهائن. وأشار بيان المرصد إلى أن تولي الملا هيبة الله آخوند زاده زعامة الحركة قد أحدث تطورًا كبيرًا في أداء الحركة وطبيعة عملياتها، حيث تُعد عملية اختطاف الرهائن هي الأولى من نوعها منذ تعيين هيبة الله آخوند زاده رئيسًا للحركة، في ظل أجواء لم الشمل التي تسود الحركة بعدما تعرضت للانقسام إثر اعتراض عدد من قادتها على تولي الملا منصور زعامة الحركة. ولفت البيان إلى أن الزعيم الجديد لطالبان كان نائبًا لسلفه أختر منصور، وهو أحد كبار القضاة الشرعيين للحركة، ولا يتمتع بخبرة عسكرية، وربما كان الأبعد في الترشيح لهذه المهمة، وتقابله عدة تحديات ستحدث قدرًا كبيرًا من العشوائية، وتخبطًا في المرحلة القادمة؛ لأنه أمام تحديين كبيرين أحدهما داخلي ويتمثل في توحيد الحركة تحت قيادة واحدة بسبب التفكك الذي أحدثه اختيار سلفه منصور الذي لم يكن يتمتع بقدر كبير من التوافقية داخل صفوف الحركة، والثاني هو مواصلة الاستراتيجية السياسية لمنصور بعدم استكمال المفاوضات مع الحكومة الأفغانية. وأكد المرصد أن هذه الأمور ستشكل خطرًا على الحركة خاصة وأن من يتولى قيادة الأمور بها رجل دين وقضاء ويفتقد إلى الحنكة السياسية والعسكرية، وهذه الأمور ربما تقود في المستقبل إلى مزيد من العشوائية في الأداء ومن ثم مشاهدة الكثير من أحداث العنف والدموية في البلاد، ومزيد من التفجيرات. ودعا بيان مرصد الإفتاء إلى التعاطي بشكل إيجابي وفعال مع الخطر الداهم الذي تمثله حركة طالبان كأحد دعامات الإرهاب والتطرف في قارة آسيا، بالإضافة إلى ما تمثله أفغانستان من معقل للمتطرفين ومركز لتفريخ الإرهابيين والتكفيرين، وهو ما يعطي أهمية قصوى لجهود مواجهة طالبان في أفغانستان، ومنع الحركة من تحقيق الانتصارات على الحكومة الأفغانية عن طريق تنفيذ العمليات النوعية والخطيرة، والتي تحقق مكاسب كثيرة للحركة الموالية لتنظيم القاعدة، المنافس الأهم ل«داعش» في زعامة «الجهاد العالمي» المزعوم.