يستخدم البعض الوسائل الحديثة كالجرافيك فى نشر الشائعات حول خصومهم، ولاسيما فى الحملات الدعائية للمرشحين فى الانتخابات، لضرب منافسيه ونشرها عبر شبكة التواصل الاجتماعى “الفيسبوك" وتويتر"، التى ينخدع فيها البعض ويتداولونها. حول مدى تأثير هذه الشائعات على الجمهور وقانونيته.. هذا ما يوضحه بعض المختصين فى التحقيق التالي: يكشف عارف سعد الدين -رئيس قسم التصوير بالأهرام السابق- إمكانية تغيير الأشخاص تعد من أكثر الوسائل المستخدمة فى الفوتوشوب، أو تأخذ صورة تستخدم فى شيء آخر باستغلال المكان ووصف ما حدث فى الماضى على أنه واقع الآن، مصداقية الصورة فى المحاكم بدأت تقل كدليل فى أى قضية لأن القضاة انتبهوا لهذا وباتوا يطلبون أصل الصور “الديجيتال" للتحقق من حقيقتها، قلة الخبرة هى التى تجعل تركيب الصور سهل كشفه، وأيضًا الخبرة العالية فى التنفيذ قد لا يكتشفها أحد، فكلما كان إتقانا جيدا ربما “تعدي" على أى أحد. ويعتبر أن كوارث الفوتوشوف فى إضافة أشخاص بدلاً من آخرين، وهذا أخطر ما يتم بتلك الوسيلة الحديثة، وربما أكثر مثل على ذلك ما جاء فى مسلسل “قضية رأى عام" ليسرا، حينما استخدم المتهمون تركيب صورة على صورة أخرى. فيما تؤكد الدكتورة هدى زكريا -أستاذ علم الاجتماع السياسي- أن الشائعات تستخدم فى كل المجتمعات، وهى سلاح سييء، خصوصًا الذين يستخدمونه لأغراض شريرة وخبيثة، وكلما كان الملتقى قليل المعرفة، كان التأثير أكثر، لأن فكرة التحقق من الشائعة لا تحدث إلا لدى الكبار ومن لديه خبرة أوسع، فى حين تؤثر وتسيطر كلما زاد الجهل والأمية، وكانت المعلومات غائبة، وفى الوقت الراهن أصبح اللعب بالشائعة من خلال الصور المركبة سلاح سيئ يستخدم فى بلدنا والدول الأخرى، وأصبحت التقنية عالية، بهدف التأثير على المواطنين، وتختلف الشائعة باختلاف النظام، والشفافية هى التى تمنع الشائعات، فالشائعة مثل الدخان، تتطاير بسرعة، والحقائق يصعب مواجهتها، والحل يكمن فى الشفافية التى لابد أن يتصرف الناس من خلالها. وترى أن الشائعة تنتشر فى مجتمع “الفارغين" أو الذين يعملون ساعات قليلة، باعتيارها العالم الافتراضى للتسلية، مؤكدة أن الجمهور فى مصر على قدر واعٍ فى كشف الشائعة، لأن المواطن العادى عملى وإحساسه بالدولة، منذ “مينا" موحد القطرين عال فنحن شعب “غاوي" انضباط، والوسائل الحديثة لم تلعب دورا مؤثرا، فالأشياء ليست بهذه الهشاشة العقلية المصرية ليست هشة وليست سريعة التأثير. ويحدد الدكتور محمد سيد خليل أستاذ الطب النفسى مستخدمى وسائل الاتصال الحديثة فى قطاعات الشباب بصفة أساسية، وأن أى شائعة يتوقف تأثيرها على نوعية الجمهور المستهدف، ومدى منطقية الشائعة، وممكن المثقفون ينشرون الشائعة بالوسيلة الحديثة، ومن تلقاها يتناقلها مع أسرته ومعارفه، ويصنف “خلل" الشائعات فمنها الخاطفة وعمرها ما بين ربع ساعة وثلث ساعة تتدفق كلها وراء بعضها فى مدة زمنية متقاربة، وتنتهى كى تصبح سلسلة من الشائعات. ويتوقف تأثير الشائعة بمدى حبكتها مؤكدًا أن مواجهتها ممكنة: بتقديم الحقائق بشكل صادق، والمفترض أن يوجد فريق متخصص يفند الشائعة تلو الأخرى. ويعتبر أن أكثر من تأثر فى انتخابات الرئاسة هو د.عبد المنعم أبو الفتوح بترديد أنه “إخوانجي" وكان يتعامل مع هذه الأمور بشكل أخلاقي!! ويرى الكاتب الدكتور أحمد يونس –رئيس جمعية متحدى الإعاقة- أن استخدام الجرافيك أعطى المذنبين فرصة للتهرب من جرائمهم باتهام الجرافيك، فكل من يُذنب وجد الفرصة فى إنكار ما يرتكبه، وبالتالى خدم الجرافيك المذنبين أكثر مما خدم من يقومون به. والانتخابات الأخيرة أثبتت أن الجمهور ممكن أن ينخدع لفترة، لكن كل شيء يتضح فى النهاية، ولنترك الزمن يكشف الحقائق للجميع. وعن الجانب القانونى يؤكد المحامى جمال عيد -مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان- أنه لا توجد مساءلة قانونية إلا فى حالة حدوث ضرر مباشر لشخص معين، والأصل فى أى مكان بأى دولة ما يسمى بالدعاية السوداء أو إطلاق الشائعات، وهذا أمر طبيعى علينا تقبله، فالقانون يبيح كل شيء سوى ما يسبب ضررا بنشر خبر كاذب يبثه بسوء نية من قام به، فيما عدا ذلك لابد من استخدام حرية التعبير، وعندما تثبت نية الضرر يعاقب بالحبس لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، وفى حالة السب والقذف تكون الغرامة نحو عشرين ألف جنيه.